خيرية اسنيم: نموذج رائد للتنمية المستدامة في موريتاني/لمرابط الخديم

 تمثل خيرية اسنيم نموذجًا بارزًا في مجال المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة في موريتانيا. 
   منذ تأسيسها عام 2007، استطاعت هذه المؤسسة أن تضع بصمة واضحة من خلال مشاريعها الطموحة وخططها التنموية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة السكان في المناطق المحيطة بخط السكة الحديد نواذيبو–ازويرات، فضلاً عن امتداد أنشطتها إلى كافة أنحاء البلاد منذ إعلانها كجمعية ذات منفعة عامة في عام 2012.
     بدأت أنشطة الخيرية ضمن نطاق ممر السكة الحديد، لكنها توسعت لتشمل جميع أنحاء البلاد، مما يعكس نجاح المؤسسة في تحقيق شمولية أكبر وتأثير أوسع على التنمية الوطنية.
    زيارة رئيس الجمهورية لأنواذيبو وتدشينه مشاريع الشركة الوطنية للصناعة والمناجم تعد فرصة مثالية لتسليط الضوء على هذه الإنجازات، وفتح المجال لتعزيز التعاون بين الخيرية والمجتمع والجهات الحكومية والدولية لتحقيق الأهداف الوطنية للتنمية.
    حيث ركزت جهود المؤسسة عام 2023م على مواجهة التحديات الهيكلية، ومنها:
مجال المياه:
  _حفر عشرات الآبار الارتوازية لتوفير المياه في المناطق القاحلة مثل تيرس زمور والمناطق المحيطة بخط السكة الحديد،  حسب الآتي: 
محور أنواذيبوا: بولنوار _ لغريدات_ انال_ اتميمشات_ بنعميرة.
محور تيرس زمور:
شوم_ اتواجيل_ افديرك_ أزويرات_ بئر أم كرين.
   ولاشك ان توفير المياه لهذه المراعى الشاسعة الممتدة على مئات الكيلومترات وماتحويه من آلاف الابل والغنم  والبشر ضروري لدعم الماشية والسكان المحليين.
   _إنشاء وتوسعة مصانع معالجة المياه لتحسين جودة المياه في المناطق المستهدفة.
الزراعة والبستنة:
   _تحسين الزراعة والبستنة في بلديات مثل شوم وافديرك لدعم السكان المحليين عبر توفير تقنيات زراعية حديثة وتشجيع التنمية الريفية لتحسين الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء الذاتي.

قطاع التعليم:
خصصت المؤسسة 27.23% من ميزانيتها لدعم التعليم، من خلال:
    _تطوير المدارس والبنية التحتية التعليمية.
    _تقديم منح دراسية لطلاب التعليم العالي داخل وخارج البلاد، خصوصًا لأبناء العمال.
    _المساهمة في تطوير "المدرسة الجمهورية"، لتعزيز التعليم الأساسي. بتوفير زي موحد وأدوات مدرسية لأكثر من 10,000 طالب.

قطاع الصحة:
    _بناء وترميم مستوصفات ومستشفيات في نواذيبو، أزويرات، ومناطق أخرى.
   _تنظيم قوافل طبية تشمل جميع التخصصات، لتقديم العلاج المجاني وتوزيع الأدوية للسكان في المناطق النائية.
 _توسيع التغطية الصحية المجانية لمتقاعدي الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) وتوسيعها لتشمل هذه السنة عمال الشركات التابعة لها.
مما دعم قطاع الصحة بنسبة 5.27% من الميزانية.
الدعم الاجتماعي والثقافي:
  _ترميم المساجد والمحاظر وتقديم الدعم للأنشطة الدينية.
   _تشجيع المبادرات الاقتصادية عبر منح قروض صغيرة للسكان المحليين. والتعاونيات النسوية.
  _دعم الأنشطة الثقافية والرياضية من خلال:
  _ترميم الملاعب وشراء (العشب الخاص بالملاعب).
  _توفير التمويل للأندية الرياضية والثقافية.
  _توفير قروض صغرى للسكان لتعزيز روح المبادرة وتحسين الظروف المعيشية.

رؤية الخيرية ومستقبلها:
  تسعى الخيرية إلى تعزيز دورها الريادي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بموريتانيا، عبر التركيز على الابتكار والاستدامة.
توسيع الأنشطة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية لزيادة التأثير في مكافحة الفقر وتحسين الظروف المعيشية.
     رؤية المؤسسة المستقبلية:
    تهدف خيرية اسنيم إلى:
   _أن تصبح رائدة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع التركيز على الابتكار والاستدامة.
  _تحقيق شراكات استراتيجية لدعم مشاريعها.
  _إصدار دليل (Guide) باللغتين الفرنسية والعربية، يتضمن أماكن الآبار وإحداثياتها الجغرافية على الخريطة، لتعزيز الشفافية وتوفير البيانات للجهات المهتمة، سواء أكانت منظمات، أو باحثين، أو حتى المجتمعات المحلية المستفيدة.
     هذا الإنجاز يتناسب مع الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية المائية، خصوصًا في المناطق النائية التي تعتمد بشكل كبير على الآبار لتلبية احتياجات السكان والماشية. 
   إصدار مثل هذا الدليل يمكن أن يكون أداة فعالة لتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية إدارة الموارد المائية واستدامتها.
    التقرير السنوي 2023م:
      أكد التقرير نجاح المؤسسة في تحقيق أهدافها، لا سيما في مكافحة الفقر وتحسين الظروف المعيشية. 
  وقد نالت مشاريع توفير المياه والزراعة اهتمامًا خاصًا، مع التركيز على المناطق النائية مثل تيرس زمور التي تُعد منطقة استراتيجية لما تحتويه من مراعي واسعة واحتياجات ملحّة للمياه.
     أثر التدخلات:
     تُظهر جهود خيرية أسنيم تفانيًا في خدمة المجتمع الموريتاني واهتمامًا شاملاً بالتنمية الوطنية المستدامة. 
   يعزز هذا النهج صورة المؤسسة كمثال يُحتذى به في المسؤولية الاجتماعية، ويؤكد على أهمية الشراكة بين القطاع الخاص والمجتمع في بناء مستقبل مستدام.يحقق تطلعات الشعب الموريتاني نحو حياة أفضل.