انتشار الشائعات في المجتمع أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية في موريتانيا، حيث يعتمد البعض على نشرها للتأثير على الأحداث. وتعزز وسائل التواصل الاجتماعي انتشار هذه الشائعات، مما يخلق بيئة خصبة لانتشار المعلومات المغلوطة.
وهي حدث أعيد إنتاجه عدة مرات وخطورتها أنها لا تعتمد على مصادر مباشرة موثوقة تأتى عادة لتغطى فراغا معرفيا تعذر سده بطرق السليمة...
ولهذا فإنها تنتشر في المجتمعات التي لا تتوفر على طرق شفافة ومحايدة لتناول المعلومات الصحيحة...!!
كنت كالعادة أتصفح يوميا مثل غيري المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة كل جديد خاصة بعد تعيين حكومة جديدة في مأمورية رئبس الجمهورية الثانية...
منذ أسابيع ظهرت عناوين ملفتة بتعين الوزير الفلاني أوالمدير الفلاني وأن هناك محاصصة بين جهات معينة من الوطن!! لكن كنت في كل مرة ما إن أنتهي من قراءة خبر حتى أتفاجأ بأنه كان شائعة أو (جفﱢ) بالمعني العامي..!!
عند تعيين المدير الجديد للشركة، محمد فال اتليميدي، شعر العمال بالارتياح لأن هذا التعيين جاء بالشخص العارف بالشركة وأحوال العمال.
وقد تم اتخاذ قرارات لصالح العمال، مثل زيادة الرواتب وتقديم رواتب تحفيزية، مما أسهم في تحسين وضع الشركة.
وهي القرارات التي قالوا إنها مفاجئة لهم لأنها جاءت من دون إضرابات…!!
فقد تعودوا على خوض الاضرابات للحصول على حقوقهم وامتيازاتهم المشروعة..!!
ان نشوة العمال بهذا الانجاز التاريخي لايمكن الوقوف على حقيقتها الا اذا رجعنا الى ايام الاضرابات في السنوات الماضية والتي انهكت كاهل العمال وبالذات يوم الخميس الأسود الموافق 05 ـ 03 ـ2015، بعد ان وصل الاضراب الى طريق مسدود مع الحكومة وتوقف انتاج وتصدير الحديد في مدينتي أزويرات وأنواذيبوا لاول مرة في تاريخ الشركة…!!
وقد كتبت مقالا آنذاك بعنوان: اضراب اسنيم:عائلات تتضور جوعا,وأجهزة تنهار..ومصارف مهددة بالافلاس!!
https://rimtoday.net/?q=node/4336
ان الشركة الوطنية للصناعة والمناجم" اسنيم" لمن لايعرفها ليست مجرد شركة عادية، بل هي عملاق اقتصادي يحتاج إلى قيادة تعرفها من الداخل وتعمل على تطويرها بجهود وطنية خالصة.
كما أن الإنجازات التي حققتها الشركة، مثل كسر حاجز 14 مليون طن في المبيعات، تعكس نجاح استراتيجيات الإدارة الحالية.
بالرجوع الى سنة 2019م عندما اجتمع رئيس الجمهورية بعمال اسنيم وقال لهم أنه سيعين لهم مديرا منهم يعرف الشركة جيدا كان يعني بذالك المدير الحالي محمد فال اتليميدي ومن الاجراءات للاحقة التي كانت الشركة في أمس الحاجة اليها هي ابعادها عن السياسة وقد تم لها ذالك...!!
استلم الرجل الشركة وهي غارقة في أزمات انهيار الأسعار والحديد، وتراجع الإنتاج، وارتفاع كلفته، وتوتر العلاقة مع العمال، ودخول الوسطاء على خط التسويق مما ضاعف من خسارتها.
بدأ بالعمل الداخلي وشكل هيآت لدراسة الشركة من الداخل كل حسب تخصصه!! بدل الاستعانة بمكاتب دولية!!
وقد أتت هذه الدراسة أكلها فلأول مرة منذ نشأة الشركة في خمسيتيات القرن الماضي تكسر مبيعاتها حاجز الرقم 14000000طن بأيدي وطنية خالصة!!
هذا الانجاز التاريخي الغير مسبوق يجب أن يكتب عنه في جميع المواقع الوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي فعلى الأقل تكون موريتانيا قد حققت شيئا في مسيرتها التنموية!!
هذه الجهود الحثيثة التي بذلها الرجل وطاقمه لإنقاذ الشركة من أزماتها وإعادة هيكلتها من الداخل بجهود وطنية.
وإبعاد الشركة عن التأثيرات السياسية ودفعها نحو تحقيق الأهداف الإنتاجية والتسويقية بأساليب داخلية كان بالفعل خطوة استراتيجية هامة.
ولعل الإنجاز التاريخي بكسر حاجز 14 مليون طن في المبيعات لأول مرة منذ تأسيس الشركة، يعكس ليس فقط كفاءة الإدارة، بل أيضاً الإخلاص والتفاني من قبل العاملين في الشركة.
هذه الإنجازات تعطي موريتانيا مثالًا ملموسًا على ما يمكن تحقيقه عند تضافر الجهود وتوفير الظروف الملائمة.
ومن أجل رؤية استراتيجية للمستقبل، فعالة تهدف إلى تحقيق أهداف الشركة واستمراريتها في المنافسة في السوق الدولي.
يقول المدير العام في كلمة له أمام رئيس الجمهورية أثناء تدشين منجم افديرك بتاريخ 26نوفمبر 2023م:
(أعدت سنيم برنامجا استراتيجيا طموحا، يمثل خطة عمل متكاملة، تتماشى مع سياسات واستراتيجيات وزارة البترول والطاقة والمعادن، لتطوير القطاع، وسيمكن سنيم من زيادة إنتاجها، وتنويع منتجاتها، وزيادة القيمة المضافة لها، فضلا عن تطوير المصادر البشرية، والرفع من مستوى الخدمات الاجتماعية، والاهتمام بالتنمية المستدامة؛ كما سيمكنها أيضا من مواكبة التغيرات الحاصلة في ميادين عملها وبيئتها، ورفع التحديات القائمة، إضافة إلى إرساء شراكات استراتيجية في ميداني المعادن والطاقة.
وقد بدأت سنيم تطبيق هذه الاستراتيجية بما أطلقت عليه "تقويم وضعية المناجم"،
حيث عانت مناجم سنيم في السابق من مشاكل بنيوية في الاستغلال، نتيجة لظروف معينة، وقد تم العمل على تحسين وضعية المناجم، لكي تتلاءم بطريقة أفضل، مع الخطط المنجمية الاصلية، وهو ما ستدعى الاستثمار في الآليات المنجمية والمصادر البشرية، إضافة إلى التغلب على إرث صيانة الآليات الاستراتيجية، كالشاحنات المنجمية والجرافات الكبيرة والقاطرات.كما تمت معالجة بعض المشاكل الكبيرة، التي كانت تمنع مصنع الكلب2 من بلوغ أهدافه الإنتاجية، حيث تضاعف إنتاجه خلال السنوات الأخيرة، ليصل، هذه السنة، إلى 2.7 مليون طن.
كما كان لمصنع معالجة الخام بمنطقة TO14، الذي دشنتموه، فخامة الرئيس، نهاية سنة 2020، أثر بالغ في زيادة إنتاج الخامات الدقيقة، إذ وفر مرونة إضافية في استغلال مصانع المعالجة.
لهذا عرفت مبيعات (سنيم) تحسنا ملحوظا خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تطورت من 12 مليون طن، عام 2019 إلى 13.35 مليون طن عام 2022، ونعمل على أن تبلغ المبيعات هذا العام، 14 مليون طن.
وهاهي اليوم في 27ديسمبر 2023م تحقق الهدف المرسوم بشحن آخر سفينة ب: 14مليون و 120الف طن.).
وصلت مساهمتها في السنة الاخيرة الى 17%، من إيرادات ميزانية الدولة، و 15% من الناتج الوطني الخام و 53% من حجم الصادرات.
أضف الى ذالك أن (اسنيم) لأول مرة تخرج من شرنقتها الى العالمية بتنوع استثماراتها في قطاع الصناعة التحويلية (حديد الصلب) بالشراكة مع دولة الامارات العربية المتحدة عملاق الحديد: (حديد الامارات):
اسنيم تخطوا أولى خطواتها للعالمية:
https://www.zouerate.info/node/7585
ومجالات أخرى مثل الهدروجين الأخضر مع شركات أوروبية وعالمية وهذا ماسيمكنها مستقبلا من مواجهة تراجع الأسعار على المستوى الدولي..
وفي إطار مواكبة التوجه العالمي نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، اهتمت الشركة بمعادن المستقبل، حيث استرجعت الرخص القديمة، وباشرت حملة تنقيب في مناطق ٱمساكة وموريتانيد للبحث عن النحاس و المعادن المصاحبة، كما يجري البحث عن الذهب.في اجعيربنية).
كما بدأت بتطوير مشاريع ذاتية لزيادة القدرة الإنتاجية، كمشروع افديرك، ومشاريع مشتركة مع عدة شركاء، كمشروع "العوج" الذي يوجد في مرحلة متقدمة من البحث عن التمويل. وكذالك مشروع "أطوماي" الذي وصل طور الدراسات الهندسية، بعد انتهاء دراسة الجدوائية، لمشروع "تازادييت" الذي تم تحيين معطياته المالية والفنية.
أن الاستراتيجية الجديدة للشركة تقوم على عدة محاور من بينها دعم التنمية المستدامة، وزيادة القدرة الإنتاجية، وتحسين القيمة المضافة للمعدن الخام.
معولة على مصادر الطاقة مستقبلا كانتاج الغاز الطبيعي وآفاق الهدروجين الآخضر كفرصة مهمة لتطوير الصناعات التحويلية).
أ ما عن (خيرية سنيم) الذراع الاجتماعي للشركة التي تمس مشاريعها ساكنة تيرس زمور وبئر أم كرين وداخلت أنواذيبوا )(والرواق)(القرى المحاذية) للسكة الحديدية فقد انشأت وشيدت مدارس ومستشفيات ومساجد ومحاظر وحفرت آبار ارتوازية ووفرت مياه ودعمت ومولت مشاريع لذوي الدخل المحدود في تلك القرى. وازادت ميزانيتها الى 20مليون دولار.
ومع هذا يأتيك مجتمع المنبذ القصي بشائعات ليغطي فراغا معرفيا تعذر سده بالطرق السليمة.
وهذا حال المجتمعات التي لاتتوفر على طرق شفافة ومحايدة لتناول المعلومات الصحيحة.
اننا نعانى أزمة حقيقية في الذات فمواطن الأزمة موجودة في الضمير وفي علاقته مع الواقع، وهذا يعني أن الأزمة تتصل بتفسير المشاكل أكثر من اتصالها بطبيعتها، فهي ليست أزمة في الوسائل وإنما في الأفكار.
يجب إبعاد "سنيم" عن السياسة والتركيز على تحقيق أهدافها الاقتصادية والتنموية، وعدم السماح للشائعات بتشويه إنجازاتها.
وهذا ماقام به رئيس الجمهورية محمد ولد ااشيخ الغزواني منذ توليه السلطة مما جعلها تتبؤ مكانتها المحلية والاقليمية والدولية.
الملخص:
المقال يناقش انتشار الشائعات في المجتمع الموريتاني، لا سيما تلك المتعلقة بالشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" (SNIM). يشير المقال إلى أن الشائعات أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية وتعززها وسائل التواصل الاجتماعي، مما يخلق بيئة خصبة لنشر المعلومات المغلوطة. يؤكد المقال على أن الشائعات غالبًا ما تملأ فراغات معرفية في المجتمعات التي تفتقر إلى الشفافية في تداول المعلومات.
يركز المقال على إنجازات الشركة تحت إدارة محمد فال اتليميدي، حيث تمكن من تحسين أوضاع العمال وزيادة الإنتاج والمبيعات بشكل ملحوظ. يشيد المقال باستراتيجية المدير الحالي في إبعاد "سنيم" عن السياسة والتركيز على الأهداف الاقتصادية والتنموية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه أسهم في تحقيق نجاحات كبيرة مثل كسر حاجز 14 مليون طن في المبيعات، وتعزيز دور الشركة في الاقتصاد الوطني.
يجب إبعاد "سنيم" عن السياسة للحفاظ على إنجازاتها.