ما إن أسدل الستار على ترشيحات حزب الانصاف للاستحقاقات القادمة في ولاية تيرس زمور ، حتى أصيب الجميع بالذهول والصدمة من خيارات الحزب التي لم تراع تطلعات جماهيريه العريضة ومناضليه الأوفياء الذين عبّروا بصوت واحد عن رغبتهم في التغيير ،، أسماء تحظى بالقبول استبعدت وأخرى يتم الزج بها رغم انف الرافضين ، في تكرار لمشهد عتيق ظن الجميع أنه مضى وانقضى.
لا يستحق حزب بحجم حزب الانصاف أن تخضع قراراته للزبونية والمصالح الشخصية وأن تلطّخ صورته في ولاية يحظى فيها بشعبية معتبرة مثل ولاية تيرس زمور، وقد ظهر ذلك جليا في رئاسيات 2019 حين تمكن الحزب تحت اسمه القديم "الاتحاد من أجل الجمهورية"، من تأطير جماهير الولاية لتلتفّ حول برنامج فخامة رئيس الجمهورية وتساهم بقوة في انجاحه ، لكن الحفاظ على هذه الكتلة الناخبة الهامة يتطلب اتخاذ قرارات حكيمة تنبع من واقع الناس وتحترم تطلعاتهم وخياراتهم ، وفي ذلك تكريس لنهج التشاور وإشاعة روح الديمقراطية التي ميّزت هذا العهد ، كما يعد وفاء من قيادة الحزب بالإصلاحات التي تعهدت بها وفي مقدمتها الاستجابة لمطالب القواعد الحزبية.
لا أريد أن احمّل أي طرف مسؤولية الأخطاء والانحرافات التي وقعت ، بيد أن المنظومة الحزبية برمتها المسؤولة عن الترشيحات تدرك خفايا ذلك وتعلم ابعاده ، وعليهم معالجة الموقف وتصويب الخطأ قبل أن يخسروا الرهان ، وتتصدر المعارضة المشهد ، ويفقد الحزب الكثير من أنصاره في الولاية وهم يشعرون الآن بالانكسار والخيبة والمرارة من قرارات ضربت بآرائهم عرض الحائط.
وباعتباري أحد أطر حزب الانصاف وأحد أبناء تيرس زمور الذين كانت تحذوهم الرغبة في ان تتاح لهم الفرصة لخدمة الولاية ، فإنه يتعيّن عليّ في هذه اللحظات الفارقة والمشهد المرتبك، أن أبدي بعض المواقف وأقدّم بعض النصح في النقاط التالية:
أولا – أشكر القوى الحية وجميع الفاعلين في مدينة ازويرات وفي ولاية تيرس زمور عموما، على مطالبتهم لي بالترشح لقيادة جهة الولاية ، وأؤكد لهم أنه رغم ما حدث من اقصاء ، فسأظل وفيا للهدف الذي يجمعنا معا وهو تنمية وتطوير تيرس زمور.
ثانيا – أطالب الحزب بمراجعة خياراته في الولاية نزولا عند رغبة السواد الأعظم من منتسبيه وأنصاره هناك ، وأحذر – في حال عدم الاستجابة لهذا المطلب – من تكرار سيناريو 2006 حين تمكّنت المعارضة من الفوز والهيمنة على الولاية سياسيا.
ثالثا – أؤكد دعمي وتمسكي ببرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، واعتبره خيارا وطنيا ومشروعا اصلاحيا كبيرا سيخدم موريتانيا وشعبها إذا وجد الذراع السياسي الحزبي والجهاز التنفيذي القادرين على تحويله لواقع ملموس يعيشه المواطن.
المهندس الداه ولد ابراهيم ولد اباه
فاعل سياسي وعضو في حزب الانصاف