(1).png)
.gif)
*الاستقالة من تواصل ليست قفزا من مركب غارق بل انحدار من قمة سامقة كمن تهوي به الريح في مكان سحيق*
إن الاستقالة من أي حزب تبقى خيارا شخصيا مشروعا لكن باختلاف دواعيه وبواعثه يختلف. فإذا ما نظرنا إلى الاستقالات من تواصل نجدها في الغالب فرادى بينما الانضمامات له بالمئين وأحيانا بالآلاف. ولم يحدث أن وقع جماعيا الا في حالة تيار راشدون. لكن التحليل الموضوعي للبواعث يغلب عليه الاستنتاج أنها بدافع الضغوط المادية أو المعنوية من المخزن غالبا أو محاولة للنأي ببعض المشاريع الطموحة عن دائرة الاستقطاب والاستهداف أحيانا. وبعضها وإن كان قليل بدافع تغير الخيارات والمواقف خاصة لدى أصحاب الطرح الشرائحي والأقل النادر ما كان بانتهازية وتغليبا لمصلحة شخصية عارضة. وهذا ما يجعل الظاهرة غير مزعجة بل ضرورة مشروعة أو مقبولة متفهمة أو مصلحة مرغوب فيها. إلا أن الصنف ذو البواعث الانتهازية وإن كان نادرا فهو مستقبح ونشاز في فضاء تواصل. وغالبا ما أضر بأصحابه وشكل فرصة للحزب للفظ غير المنسجمين مع مشروعه الجامع الذي يطبع أصحابه قيم نكران الذات وقبول الغبن في الدنيا والمنافسة في الأجر الآجل. مما لا يسهل على المنحدرين من فضاء المخزن ممن يصعب فاطمه عن رضاعة وأستدرار ثدي المنصب والوظيفة.
فمن أستنفد آخر قطرات العائد المادي للمنصب طوال عقد كامل كان الأجدر بيه أن يتسلل لواذا بدل أن يستنبه الناس على منابذته للأخيار. فاستقالته من تواصل في هذا السياق ليست قفزا من مركب غارق بقدر ما هو أنحدار عمودي من قمة سامقة كمن تهوي به الريح في مكان سحيق.
أحمدفال بن الشيباني
