د. م. شماد ولد مليل نافع
إن حرمة النفس البشرية مطلقة لا يحدها الزمان والمكان وإنما وحدها أفعال الفرد وما يتهيأ لفعله من فساد أو قتل قد تبرر قتله استباقيا، وإن قتل أبرياء مصلحين على أرض من أرض الله يكدحون قوت عيالهم، تتبين الطائرات بطيار أو بدونه ما هم فاعلون، قتل للناس جميعا، وإن المنقبين أبرياء لا ظل لريب في ذلك. كيف يمكن أن نسكت على قتل أبنائنا العزل خوفا أو طمعا في مملكة هذه أفعالها؟ إن قتل الأبرياء خزي، والسكوت عليه مذلة، ورد الحكومة والطيف السياسي والثقافي وعامة الموريتانيين ليس بحجم البوائق المتكررة.
إن كل بلد في العالم مسؤول عن حماية مواطنيه على أرض الله كافة على قدر طاقته، والله لو قتل مزارع خروف منم يأكل مزرعته، لكان رده من ردنا أكثر وفاء وشجاعة. حين حمل حرس الحدود الأمريكي بالخيول على المهاجرين العابرين للحدود المكسيكية خجلت الولايات المتحدة من ذلك لأنهم اعتبروه معاملة غير إنسانية، والمغرب يقتل المنقبين الذين يعبرون حدودنا الشمالية قتل الأرانب، ليس هذا تطورا تكنولوجيا ولا تفوقا عسكريا -فلا شك أن الولايات المتحدة تملك أحسن الطائرات بطيار أو بدونه- بل انهيار أخلاقي. من المحزن ألا يجد الأشقاء المغاربة مفاخر يفخرون بها غير هذه الأفعال المخزية!.
يبدو أن موريتانيا قبلت للمغرب أن حد من عبر حدودنا الشمالية القتل، أي شرع شريعتكم! يجب أن نمد للمغرب يدا مبسوطة بالإخاء وذراعا صلبة للمغالبة، وعليهم أن يختاروا. لا يمكن أن نقبل استمرار الاستهتار بحياة أبنائنا، هذه الوضعية لا يمكن أن تستمر. ما الذي يحدث في المغرب، يريد أن يثبت أنه بلد عظيم، أي بلد عظيم هذا الذي لا يأمن جيرانه بوائقه؟ يريد أن يشعلها حربا في المنطقة، ما الفائدة من ذلك؟ وهل يضمن أن يكون رابحا وأي ربح يرتجى من قتل الأشقاء والأهل!
أصبح أبناؤنا يقتلون قتل الأرانب شمالا وقتل الخراف جنوبا، ارتضينا السلم وحسن الجيرة دينا - ونعم الاختيار- حتى حسب الجيران ذلك خورا، علينا أن نعيد تقييم هذه السياسة. أصبحنا كالطفل الذي لا يرد عن نفسه فيغري الأطفال بضربه، لم يعد هنالك من شك أن مقاربتنا في التعامل مع جرائم القتل المغربية البشعة مقاربة فاشلة، وأنها تغريهم بدماء الأبرياء، لا بد من هبة حقيقية لفرض تحرك الجهات الأمنية لوقف النزيف، يبدو أن القوم أدمنوا دماءنا!
د. م. شماد ولد مليل نافع