أشعرت الشركة الوطنية للصناعة و المناجم (اسنيم) المنظمات النقابية بتجديد مناديب العمال في 9 و10 فبراير 2022 المقبل وسط حراك عمالي متصاعد في مدينة نواذيبو و ازويرات في صفوف عمال الشركة ازاء هذا الاستحقاق المنتظر.
8 سنوات كسبها المناديب دون تجديد بعد عرقلة الحكومة في 2014 لتجديد مناديب العمال في المؤسسات العمومية والخصوصية ، ومعها ربح المناديب مأمورية جديدة مع محطات مختلفة من تاريخ النضال في الشركة في أطول إضراب نظمه عمال اسنيم واستغرق قرابة الشهرين وألقى بظلاله على المؤسسة ، وتسبب في توتر العلاقة بين العمال والشركة إضافة إلى ا نعكاساته المختلفة.
مرحلة وصفت بالأكثر حدة وتوتر في فترة المديرين محمد عبد الله أوداعه وزميله احمد سالم ولد البشير غير ان أداء المناديب ظل متفاوتا فكان مناديب مدينة المناجم(ازويرات) هم قاطرة النضال يجرون مناديب نواذيبو فيما كان العمال في نواذيبو يتسمون بعدم الديناميكية والضعف.
اليوم يبدأ الحراك والتنسيق من قبل المنظمات النقابية والتي بلغت 20 نقابة لكسب ثقة العمال في الاستحقاق المزمع في 9 فبراير في نواذيبو وازويرات لانتخاب 11 مندوبا يمثلون عمال نواذيبو و15 مندوبا لتمثيل مدينة ازويرات.
ورغم حجم المنافسة بين مجمل النقابات المشاركة إلا أن سيناريوهات متوقعة منها صعود نقابات جديدة في مقابل إخفاق أخرى كانت مسيطرة لفترة طويلة من الزمن مع استقبال الشركة في العقد الماضي لجيل شبابي جديد بات يطمح إلى التغيير وإيجاد واجهات عمالية قادرة على تمثيله والتخلص من الضعف والخنوع لرفع أصوات العمال عاليا.
ورغم أن الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا كانت هي المسيطرة على عمال اسنيم في الفترة الماضية إلا أن بعض المراقبين يرى أن الكونفدرالية قد لا تنجح في اكتساح المناديب لعدة أسباب أولها مغادرة كوكبة من نقابييها البارزين وفي مقدمتهم محمد الشيخ الذي كان أيقونة الكونفدرالية وخط دفاعها الأول في المراحل الماضية وظل هو قائد القاطرة ل مناديب نواذيبو ويحسب له ألف حساب إضافة إلى تراجع حضور الكونفدرالية في نواذيبو.
تراجع يمكن تفسيره بمستوى الإخفاق في معالجة ملف ا لجرنالية وضعف حضور المناديب في الفترة الماضية حيث لم يسجل لهم حضور يذكر،ودخلوا في شبه سبات ولم يظهروا في الإعلام منددين او مشيدين بأي خطوة مما جعل كثيرين يتوقعون أفول الكونفدرالية في السباق المتوقع في صفوف عمال الشركة أو على الاقل عمال نواذيبو.
وبالرغم من أن الكونفدرالية اكتسحت المناديب في الانتخابات الماضية وانتزعت 5 مناديب من أصل 10 في نواذيبو فيما فعلت نفس الشيء في ازويرات لكن سباق المرحلة القادمة قد لا يتكرر نفس السيناريو وربما تكتفي الكونفدرالية بحصد مندوب أو اثنين.
اتحاد العمال الموريتانيين يبدو أنه هو الاخر بدأ الحملة مبكرا من خلال خطف الأنظار ورفع مطالب العمال من قبل مندوبه الشاب والذي اثار في الإعلام عديد التحديات ، وكان صوت العمال القوي حيث ينظر إلى مندوب utm الحالي كأحد المناديب الشباب الذين يرشحون للاحتفاظ ب المنصب وربما ينجح الاتحاد في كسب ود عمال اسنيم وحصد مزيد من المناديب.
الكونفدرالية الوطنية للشغيلة هي الأخرى لديها مندوب وحيد لكنها ظلت شبه غائبة في السنوات الماضية ولم يظهر المندوب بالشكل المطلوب في السنوات الثمانية التي قضاها في ظل شبه ضعف كبير في منسقية الكونفدرالية مما يجعل حصد مندوب بالغ الصعوبة.
لكن عامل المفاجأة يبقى حاضرا بقوة في ان تتمكن نقابات أخرى من السيطرة على المشهد او نتقاسم النقابات المقاعد النقابية 10
الاتحاد العام للعمال الموريتانبين هو الآخر يمتلك مندوبا عمال يا لكن وضعه لا يختلف كثيرا عن الكونفدرالية الوطنية للشغيلة مما يجعل الاحتفاظ بمندوب امرا صعبا بحكم عدم الفاعلية والدينامكية.
ويرى كثير من المتابعين ان السباق المنتظر يأتي في ظرف استثنائي يتسم بنوع من الهدوء والانفتاح من قبل الإدارة الجديدة للشركة مما يجعل عنوان المرحلة هو الحوار الهادئ ومحاولة التوجه نحو تقوية الثقة بين العمال والشركة والتفرغ لمضاعفة الإنتاج والتركيز على الجوانب الصحية التي تطرح نفسها بإلحاح.
ورغم الحراك الحالي في صفوف العمال إلا أن مطلع شهر فبراير سيكون كفيلا بكشف الأسماء المرشحة والتي ستخوض غمار المنافسة على كسب ثقة عمال اسنيم ومن هي المنظمات النقابية التي ستحظى بأكبر تمثيل ؟ وهل بالفعل ستتغير الخارطة النقابية؟
سيد ابراهيم الداه