اندلعت معركة قوية بين تجار الحديد والاسمنت وشركة اسمنت الشمال ضمن أشرس مواجهة منذ 35 سنة بين التجار والشركة لإثبات الذات ضمن صراع أباطرة الحديد والاسمنت بعاصمة الاقتصاد بموريتانيا .
لغة التجار بدت حادة اتجاه الشركة التي اعتبروا أنها تراجعت عن بعض المزايا التي كانت تمنحهم ومنها حذف البونيس (منح مزايا لمن يشتري طنا من الأسمنت) ، ورفع أسعار الأسمنت للمرة الرابعة في سنة 2021 ، إضافة إلى التراجع عن بعض التحفيزات مما تسبب في توتير العلاقة وجعلها تصل إلى نفق مسدود.
سارع التجار إلى التعبئة في صفوف زملائهم برفض شراء الأسمنت من الشركة والايعاز إلى زملائهم في الانخراط في الخطوة بغية رد الصاع صاعين للشركة والسعي لكسر الهيمنة كما يقولون مع اعترافهم بأن الشركة هي الوحيدة في السوق منذ 35 سنة وهم يتعاملون معها فما سر هذه الصحوة المفاجئة ؟وماهي الدوافع الحقيقية ؟ولماذا هذا التوقيت بالضبط ؟
وفي المقابل لم تتحدث الشركة في وسائل الإعلام عن هذه الصحوة المفاجئة التي يقودها التجار وهل بالفعل بإمكان الشركة إطفاء الشرارة واحتواء الحراك الذي بدأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتسجيلات من قبل تجار شباب كشفوا فيها عن حجم تذمرهم جراء سيطرة الشركة 35 سنة على المشهد دون منافسة معلنين عن العمل على شراء الأسمنت من نواكشوط بدل نواذيبو لتوجيه رسالة قوية للشركة قد تكون أمضى وأقوى تأثيرا وقد تدفعها إلى الرضوخ لمطالبهم .
لكن متابعين يجزمون بأن المعركة لن تطول وستحسم سريعا بحكم انها مواجهة تجارية خالصة بين أباطرة وأصحاب أموال ولم يعرف بالفعل هل الهدف هو إحلال منافس جديد من قبل التجار ،وشن حملة على شركة الأسمنت بغية الضغط عليها ومحاولة ممارسة التأثير المرفوع لكي تعود إلى طبيعتها ؟ام ان الأمور لا تعدو خطابات سرعان ما تنتهي وتعود المياه الى مجاريها
الصحفي سيدي ابراهيم الداه