استسمح القاريء الكريم على هذا التأخير الغير مقصود في نشر (السلسلة) والخارج عن الارادة...
مع القرآن لفهم الحياة(14)
مازال انسان العصر يواجه نفس التحدى الذى كان يواجهه الإنسان الأول رغم التقدم العلمي الغير مسبوق!!
الموت والحياة؛
التحدي الأول: 1_ الموت:
الإنسان اليوم يموت كما تموت أصغر بعوضة في الكون و(ما دام الإنسان محتاجا ومخلوقا نتيجة لانطباعه بالسمات البشرية, ويموت كما تموت أصغر بعوضه في الكون. على الرغم من تقدم الطب, والعمليات الجراحية وعاجز أن يعرف معنى الحياة والروح، والموت فما معنى قوله تعالى:
﴿ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا﴾ (60) وقوله جل من قائل: ﴿ قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ..﴾ (61) وقوله عز وجل: ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون ﴾.(62)
والجواب: أن الذي يقول هذا الكلام هو الذي خلق الموت والحياة وهو الذي يملك أن يقول: ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون﴾.
إننا هنا أمام ظاهرة تقطع وتجزم من أن الذي يقول هذا الكلام ليس بشرا لأن البشر لا يملك أن يدلي بهذا القرار على مسئوليته وأن يخترق بقراره هذه الأجيال، جيل بعد جيل إلى قيام الساعة. ثم إن هؤلاء العلماء الذين تمتلئ بهم المعمورة الذين يكتشفون كل يوم اكتشافات جديدة والذين يطمحون أن يتجاوزوا الأرض إلى الأفلاك، هؤلاء إلى الآن يموت الواحد منهم كما تموت الذبابة(63).
التحدي الثاني:2) ـ الروح
يقول تعالى عن الروح ﴿ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا﴾(64).
هذا الكلام مغموس بالتحدي وهو خطابا للأجيال كلها إلى قيام الساعة تماما مثل التحدي الأول. أي لا تطمعوا أن تعلموا حقيقة الروح وأنتم لم تعرفوا أي شيء عن حقيقة الكون
﴿ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا﴾ يقول البوطي كدليل على عجز العلوم الحديثة عن معرفة حقيقة الكون ما يلي: " هل يتأتى لرجل من الناس وهو يخاطب الناس جميعا أن يقول لهم لن تعلموا حقيقة الروح. هذا الكلام ليس مما يتجرأ إنسان عليه لأن الإنسان يفرض الاحتمالات المختلفة للزمن، والأطوار المفاجئة العجيبة للإنسان، وهو ليس مطلعا على ما قد يأتي به القدر أو ما قد يفاجأ به فكر الإنسان، ولكنه إخبار غيبي يصدر عن خالق الروح والذي يملك أن يقول: ﴿.. قل الروح من أمر ربي﴾ الآية.
وقد شاء الله عز وجل أن ينطق العلماء في هذا العصر بما يعبر عن إعجاز هذه الآية في كتاب الله سبحانه وتعالى.
شاء الله عز وجل ذالك وإن لم يكونوا يعرفون أنهم قد وقعوا من حيث لا يدرون على أن هذا الكلام كلام الله عز وجل وليس كلام بشر؛
_ في عام 1959م عقد مؤتمر في نيويورك، من الغرب والشرق وأوربا وكان فيهم عالم من أكبر علماء الإتحاد السوفيتي آنذاك اسمه ألكسندر أو باليه وكان شيوعيا. بقي هذا المؤتمر قرابة أسبوع, والموضوع الذي تداعوا واجتمعوا من أجله, هو محاولة الإجابة عن سؤال: هل يمكن إيجاد خلية واحدة عن طريق التفاعل الكيميائي؟
بحثوا ثم بحثوا ثم إنهم انتهوا إلى القرار التالي:
" لا يستطيع العلم أن يوجد الروح ولا الخلية الواحدة عن طريق تفاعل كيميائي والعلم لا علاقة له بالروح لأن العلم يسير في طريق والروح يسير في طريق آخر(65)
الحياة والروح:.....يتواصل.....