قدم الإعلامي الموريتاني محمد ولد سوله تقريرا حول دور الطيور في التوازن البيئي بخليج النجم في نواذيبو.
واستعرض التقرير الدور الكبير الذي تلعبه الطيور في الحفاظ على التوازن البيئ والحياة البحرية .
ويغير هذا التقرير من النظرة السائدة للطيور كمجرد حيوانات تأتي بحثا عن الشراب حسب إعتقاد الكثير من الناس بل إن هذه تلعب دورا كبيرا مما يجعل الحفاظ عليها مسؤولية الجميع ويتطلب الحفاظ عليها الحفاظ على خليج النجم الذي يعتبر ملاذا لها كما يعتبر موطنا لتكاثر عشرات الأنواع من السمك.
وهذا نص التقرير الذي يأتي في إطار النسخة الثالثة من مسابقة صحفيي ومراسلي البحر JRM3 الذي خصص هذه السنة للحديث عن خليج النجم بنواذيبو :
تتمتع موريتانيا بملاذات طبيعية تشكل مناطق جذب للطيور المهاجرة.
ومن بين هذه المناطق خليج النجمة بمدينة نواذيبو في الشمال الغربي من موريتانيا التي تتوافد إليه أزيد من 20 ألف طائر سنويا و35 نوعا من الطيور.
وإذا كانت الطيور تجد في خليج النجمة المناخ المناسب والمنطقة الآمنة لإيوائها فإنها تلعب دورا مهما في التوازن البيئي من خلال الحفاظ على السلسلة الغذائية والتخلص من الحشرات الضارة والقوارض إضافة لإعطائها الصفة الجمالية للطبيعة .
وحسب الباحث الاورنيتولوجي بالمعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد عليون نياغ ” تعتبر الطيور البحرية مهمة للتوازن البيولوجي البحري خاصة وتأتي الى خليج النجمة طيور مهاجرة من أوروبا بسبب الشتاء منها ما يقطع 11 ألف كلم ليصل الى هذه المنطقة الغنية بالأسماك والكثير من الكائنات التي تتغذى عليها هذه الطيور .
وتعتبر الطيور البحرية منبها يشير الى أن المنطقة غنية بالاسماك وتكون منطقة سليمة وصحية ويجذب خليج النجم الطيور إليه بمناخه المعتدل والسكينة التي يوفرها للطيور “
ويلعب كل نوع من الطيور دورا كبيرا في التوازن البيئي بخليج النجمة فطيور البجع يستهلك كل واحد منها يوميا 5 كلغ من سمك البوري المعروف محليا بأزول الذي يهدد وجود الأعشاب التي يعتمد عليها لغذائه.
كما تقوم الطيور الشاطئية أثناء بحثها عن الغذاء بنقر التربة وهو ما يعطي التربة جرعة من الأوكسجين ويخصبها .
ويضيف نيانغ في المقابلة التي أجريت معه ” المهم أن هذه الطيور تعتبر حلقة من حلقات السلسلة الغذائية التي من ضمنها الإنسان وهي تلعب دورا مهما في التوازن البيولوجي كما قلت مسبقا في المناطق التي تتواجد بها هنا.
وهنالك الطيور الشاطئية القادمة من أوروبا ودورها مهم وفعال لأنه عندما تنفر التربة بمناقيرها بحثا الغذاء من حشرات والاحياء وبنقرها ذلك تعطي متنفسا للتربة وتخصبها .
وهنالك أيضا طيور البجع التي يأكل أحدها حتى 5 كلغ من السمك يوميا وتواجدها أيضا دليل على أن المنطقة غنية .
كما أن هنالك عدة طيور مهاجرة تصل الى هنا مثل طيور النورس وطيور الخرشنة والطيور الشاطئية والبجع والنحام وطيور الملعقة والكثير من الطيور الهامة التي تزيد على 40 نوعا وتوافد هذه الطيور دليل على أهمية خليج النجمة “
وتؤكد الدراسات أن فضلات الطيور تلعب هي الأخرى دورا هاما في الحفاظ على النظام البيئي للبحار حيث تعمل على زيادة أسماك الشعب المرجانية بنسبة تصل إلى 48% نظرا لإحتوائها على النيتروجين والفوسفور وهذا أمر مهم لمصائد الأسماك .
وللحفاظ على الخصائص التي تتمتع بها الطيور في التوازن البيئي فإنه يجب الحفاظ على هذه الطيور التي تشهد تناقصا في أعدادها فيما يواجه ثلث أنواع الطيور البحرية خطر الانقراض .
وتوصف الطيور البحرية بأنها من أكثر مجموعات الفقاريات المهددة في العالم .
فلنحم ثروتنا وبيئتنا بالحفاظ على خليج النجمة والطيور الوافدة إليه ووتوفير الأمن والسلامة لها ولنتحمل جميعا مسؤولياتنا.