ازدادت وتيرة الكراهية ضد الإسلام في ما بيعرف بالاسلاموفوبيا في أوروبا وأمريكا وخاصة فرنسا وهي عداوة ليست وليدة الساعة؛
اذا استقرأنا تاريخ فرنسا الاستعماري نرى أن الذي روج له الكتاب الغربيون في ذالك الوقت لتبرير ظاهرة الاستعمار, هو أن الأمر يتعلق بنشر الحضارة..
كان العالم منقسما في نظر أولائك الكتاب- بمن فيهم بعض فلاسفة الأنوار إلى قسمين: عالم متحضر وعالم متوحش. وكانوا يعتقدون- بصدق أو بغير صدق, لا يهم- أنه من خلال الاستعمار وبفضله, ستخرج الشعوب المستعمَرة من مرحلة التوحش إلى مرحلة التمدن فكأن الصراع بين الغرب والشرق آنذاك كان بين الحضارة والتوحش!. مما يعني أن الغرب لم يكن يعترف بأي حضارة أو ثقافة أخرى..
في بلدي موريتانيا(شنقيط) المستعمرة السابقة لفرنسا
CRISTIAN LAGREيقول المسمي(كريستان لجرى)
في رسالة سرية إلى الوزير المعني في فرنسا ما خلاصته:
« إن الأفارقة قلدونا في الملبس وفي كل شيء ماعدا موريتانيا التي تمثل الثقافة فيها أعلى مراقي المجد فما زالت لها مكتباتها(700 مجلد من شنقيط وحدها) ولهم قضاؤهم المستقل» ثم يقترح حلا لذالك الصمود, وهو زعزعة مكانة العالم والمحظرة وتشجيع أطفال المدرسة الحديثة بإعطاء المنح وفتح الكفالات وتوفير الملابس مجانا إلى أخر الاقتراحات…
ويقول حاكم الجزائر في ذكرى مرور مائة عام على استعمار الجزائر بقول: (إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم).
وهذا المبشر وليم جيفورد بالكراف يقول:
(متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه).
المستشرق (لورنس براون) يقول: (الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قدرته على الإقناع والإخضاع، وفي حيويته المتجددة على مر الزمان، فهو الصخرة الصلدة في وجه الاستعمار الأوربي، وإذا اتحد المسلمون أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم كله، أما إذا بقوا متفرقين كانوا بلا قوة ولا تأثير).
حتى انهم لعبوا على وتر حساس وهو تدمير الأخلاق واطلاق الشهوات للمسلمين وابعادهم عن الله...
يقول مرما ديوك باكتول: (إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول). أي الأخلاق التي كانوا عليها في صدر الإسلام.
اما صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935م فيقول:
(إن مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست إدخال المسلمين في المسيحية، فإن هذا هدية لهم وتكريماً. إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها.
ولقد كلفهم هذا المظهر الكثير حيث أنهم غيروا من مدلولات الكلام نتيجة لما تضفيه سياستهم من ممارسات أصبحت عن طريقها كلمة (مستعمر) في ذهن السامع ترمز للقتل والخراب..والفضائح التي يندى لها الجبين, والتدخل في شؤون الدول الأخرى.. وهي معان جديدة, تختلف عما كانت عليه في الأصل.فكلمة(استعمار) مشتقة من (عمًر, يُعمًر) وهي في الأصل تعنى البناء والتعمير…غير أن الممارسات التي ارتبطت بالوجود الأجنبي في البلدان المستعمرة, وما لحق بهذه البلدان من ضعف ومهانة جعلت من كلمة استعمار مرادفة لكلمة خراب, واستغلال وظلم.أي أنها أصبحت توحي لأول وهلة بإحساسات لدى السامع تختلف اختلافا كليا عن معناها الاشتقاقي الذي يعنى البناء والتعمير. ونفس المثال ينطبق على كلمة (نازي) ومعناها القومية والاشتراكية في اللغة الألمانية, غير أن ارتباط هذا اللفظ بالممارسات السياسية للحزب النازي الهتلري الألماني..وما نتج عنها من حرب ودمار وخراب للعالم, غير كلمة (نازي) في الواقع تغييرا كليا حيث أصبحت تعنى العنصرية والطغيان والاستبداد….)
إيمانويل ماكرون، الذي سارع إثر جريمة اغتيال مدرس الرسوم المسيئة للنبي محمد على يد شاب مسلم، إلى نسبة الإرهاب إلى الإسلام، والتعهد بملاحقة الظلامية، التي يترجمها أي متابع على أنه اتجاه لدى ماكرون نحو مزيد من التضييق على مسلمي فرنسا ومؤسساتهم التعليمية والاجتماعية، في سياق حملة ممنهجة لمواجهة ما سماه ماكرون بالانعزالية الإسلامية. الاصولية...
لكن المتسبب فيها، وفي أي جرائم قد تُرتكب على هذا النحو، هو الرئيس ماكرون، الذي يتبنى خطابا عدائيا للإسلام والمسلمين، ويُصرّح علنا بأن الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم محمد تقع في إطار التعبير عن الرأي، متحديا مشاعر ملياري مسلم.!!
ومقولة الإرهاب هذه تنكمش وتذوب عند مناقشة قضايا تتعلق باليهود والهيلوكوست, وتتسع وتتماع عندما تكون غطاء للنيل من الرسل والمقدسات الدينية...
والسؤال الذي يطرح نفسه؟!
ـ "لماذا لم يتم إلقاء القبض على مرتكبي الاغتيالين حادثة الاستاذ صامويل المسيء للرسول وحادثة الكنيسة والتحقيق معهم ومحاكمتهم على العلن ومعرفة من هم؟
وما هي الدوافع؟!
هذا المشهد يذكرنا بالاغتيالات التي نفذتها وحدة خاصة تعرف باليد الحمراء (بالفرنسية: La Main Rouge) في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ضد رموز الحركات الوطنية في تونس والجزائر والمغرب وافريقيا...
وهي عصابة إرهابية قامت بتكوينها أجهزة الاستخبارات الفرنسية نشطت ببلاد المغرب العربي وأوروبا، لا يعرف بدقة عناصرها كما لم يقدموا للمحاكمة. والاغتيلات التي تقوم بها تصنف على انها ارهابية ولانستبعد ان متحف الجماجم في باريس قد يكون جزءا منه بفعلها !!.).
هذا الاستفزاز الرسمي الذي يصدر عن القيادة الفرنسية لمشاعر المسلمين، هو بوابة صريحة لأعمال العنف والإرهاب،
وعلى صعيد أوسع...
ومن أوربا الاستعمارية إلى أمريكا الانتهازية بعد الحرب الباردة وسقوط الإتحاد السوفياتي أصبحت أمريكا تبحث عن عدو يحفظ لها توازنها وتأتي أحداث الحادي عشر من سبتمبر والأحداث لالحقة لتجد فيها ضالتها المنشودة كذريعة لمحاربة لإسلام وان اختلفت التسميات التي تتخفي وراءها:إرهاب تشدد,اعتدال…
( فبما أننا قضينا على الشيوعية أو كما يسمى الخطر الأحمر), فقد آن الأوان للقضاء على الإسلام الخطر القادم…
وعلى ارضية الواقع شاهد العاام بالكلمة والصورة كأبشع جريمة ترتكب بحق الإنسانية عبر تاريخها الطويل, في العراق، وأفغانستان، وفلسطين، والصومال، ولبنان وسوريا…الخ
في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير،أو الجديد, الذي يسوق تحت شعار التحديث والإصلاح، الديمقراطي والاجتماعي والتربوي واللغوي، للانخراط فيه كرها طبقا لنظريات هنتغون وفوكا ياما في صدام الحضارات ونهاية التاريخ، تحت وطأة الضربات الاستباقية بالمطرقة الثقيلة، كما في تورابورا والفلوجة، وإرهاب فضائح التعذيب في غوانتناموا وأبي غريب..
وإذا كانت أمريكا لم تفصح للعالم عن هدفها من وراء هذه الحروب, فان الثوب الذي ألبسته لتلك الحروب باسم الحرية والديمقراطية بات معروفا لغير العميان على حد قول الشاعر:
ثوب الرياء يشف عما تحته@ فإذا التحفت به فانك عاري
وهو ما تشرحه وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت في كتابها:(الجبروت والجبار),
تحت عنوان:(أمريكا في عيون الناس) تتساءل المؤلفة أولبرايت كيف يمكن بأحسن الطرق أن ندير الأحداث في عالم يضم العديد من الأديان وتتناقض فيه نظم المعتقدات في نقاط رئيسية تناقضا تاما كيف نتعامل مع التهديد الذي يمثله المتطرفون الذين يحاولون باسم الرب فرض إرادتهم على الآخرين.
هذه الطبيعة بنظر المؤلفة ترجع إلى الأزمنة الوثنية وليست جديدة, ولكن الجديد هو مقدار الدمار الذي يمكن يلحقه العنف, لأن الحروب الدينية التي كانت تخاض بالسيوف والدروع والمنجنيق شيء, والحروب التي تخاض بالمتفجرات الشديدة شيء آخر.
رأى الأمريكيون أنفسهم وهم يؤسسون مجتمعا متفوقا في التنظيم والأخلاق على الارستقراطيات المضمحلة في أوروبا, وقارنوا أنفسهم بدون تحفظ بالإسرائيليين القدامى..
كشعب اختارته العناية الإلهية للمشاركة في وضع خطة إلهية.
[وهذا ربما يفسر ادعاءات بوش المتكررة أنه يطبق مشيئة الرب…]
وما ميل القادة إلى تمويه مصالحهم الضيقة بخطاب عن القيم العامة إلا انعكاس لرغباتهم قي الظهور بمظهر أفضل مما هم عليه..)
ويبدو أن الكابتن بوش وفريقه( المحافظون الجدد) كلفهم هذا المظهر الكثير حيث أنهم غيروا من مدلولات الكلام نتيجة لما تضفيه سياستهم من ممارسات أصبحت عن طريقها كلمة (محافظ) في ذهن السامع ترمز للقتل والخراب..والفضائح التي يندى لها الجبين, والتدخل في شؤون الدول الأخرى.. وهي معان جديدة, تختلف عما كانت عليه في الأصل.
وهم في ذالك يسيرون على خطى الاستعمار والنازية..كما تقدم آنفا…
ومع هذا كله نراهم يرحلون عن هذه الملاعب التي ابتدعوها وفى جعبتهم الكثير من الهزائم..
وبمحاربتهم للاسلام اصبح المجتمع الامريكي يبحث عن هذا الدين ويقرؤون عنه من اصوله وفعلا دخلت افواجا في الدين الاسلامي وقد استمعت الى جماعة منهم يؤدون فريضة الحج يشكرون بوش الابن الذي عرفهم على الاسلام بتهوره ؟!
ويأت بعدهم الديموقراطيون وأباما ولا يختلفون كثيرا عن الجمهوريين ففي الوقت الذي يجاهر المحافظون الجدد بمحاربة الإسلام نرى الديمقراطيين بعدهم يؤدون نفس الدور ولكن في السر وبطرق خفية محترسة….!!
والآن وبرجوع الحكم للجمهوريين يكشف ترامب بتغريداته الكثيرة كل مايدور في الخفاء ومن وراء الكواليس فالرجل تاجر ولا يفهم كثيرا في السياسة…!!
ولكنه نشر صورة مجمعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر وفيديو عن تصريحات النائبة المسلمة الهان عمر..وغرد قائلًا:
“لن ننسى أبدًا ” وهذه التصرفات تؤكد أننا أمام رؤية منظمة وغالباً ما خرجت من الاسلاموفوبيا، الذين يرون أنّ المُسلم إرهابي وبالضرورة، يتوجَّب الخلاص منه.
ولعل صورة ترمب وهو يلوح بالانجيل خير مثال على هذا الكلام وقد تناولت هذه الحادثة في مقال بعنوان: اسرار ترامب العقدية:
https://avaghfikria.info/archives/343
واليوم نرى ماكرون بعد أن فشل في لبنان .!! ومالي!! وأذربيجان.. وافريقيا والداخل الفرنسي بسبب جاءحة كورونا يصف الإسلام بأنه يعيش ازمة في جميع أنحاء العالم!!
وهذه التصرفات تؤكد أننا أمام رؤية منظمة وغالباً ما خرجت من الاسلاموفوبيا، الذين يرون أنّ المُسلم إرهابي وبالضرورة، يتوجَّب الخلاص منه.
وما يقال اليوم عن الخوف من الإسلام أو الإسلاموفوبيا، ما كان ليحدث بهذه الوتيرة لولا حروب أمريكا واحتلالها لدول ذات سيادة وفرض أجنداتها عليها بالقوة كما فعلت فرنسا الاستعمارية سابقا.. !!
فأصبح الذي يدافع عن وطنه وكرامته وشرفه إرهابيا عند العم سام بعد ما كان في نظره مقاوما محررا مدعوما كجهاد الأفغان ضد الروس مثلا… فالغرب مصالح.ولاشيء غير المصالح…!!
. انهم في حيرة من هذا الدين الذي جيشوا له الجيوش واشعلوا الحروب الاهلية في جسد الامة الاسلامية وانفقوا المليارات و كلما ظنوا انهم شوهوه وقضوا عليه إذا به يتمدد في أوصالهم ويقوى ويتألق ..!!
كيف يحاربون حقيقة كونية لم تزدها القرون الاربعة عشر الى اشراقا؟!
ولكن ماهو هذا الدين الذي يحاربه الغرب؟! حتى وان سماه عراب الاساءة للاسلام ماكرون اسلاموي او اصولي؟!
وهي القابا حاول الالتفاف حولهالما يواجهه من خسائر اقتصادية في الداخل بسبب جاءحة كورونا والخارج بفعل مقاطعة مليار ونصف المليار مسلم!!
وقوله اسلاموي او اصولي غير صحيح لان مصطلح (Fundamentalism) بالانجليزية ليس له مطابق في العربية لأنه مصطلح منحوت من أصل غربي لكي يطلق على ظاهرة (غربية)، وإذا عدنا إلى أصول الكلمة أدبيا فإننا نرى انه استعمل أول الأمر لتميز الأمريكيين البروتستانت في القرن 19 الذين أكدوا على عصمة الإنجيل خاصة في قصة الخلق حيث رفضوا النظرية "الفجة" التي تطورت عن نظرية دارويين في النشوء والارتقاء.
ونفس المفهوم نجده عند القائلين من اليهود بالعصمة الحرفية المطلقة لتوراتهم ومنهم الحاخام شنيرزومس في نيويورك وقومه من يهود (بيت المقدس) التابعين لحركة لباويت الدينية).
والإسلام الذي جاء به رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم هو ذلك الدين الوارد
[في لغة القرءان وهو ليس اسما لدين خاص إنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء، وأتنسب إليه كل أتباع الأنبياء].
هكذا نرى نوحا يقول لقومه ﴿وأمرت أن أكون من المسلمين﴾. سورة البقرة الآية: 120
ويعقوب يوصي بنيه فيقول: ﴿فلا تموتن إلا وانتم مسلمون﴾. سورة الأعراف الآية: 11
وأبناء يعقوب يجيبون أباهم: ﴿قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون﴾. سورة البقرة الآية: 133
وموسى يقول لقومه: ﴿ ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمون﴾. سورة يونس الآية:84
والحواريون يقولون للمسيح عيسى ابن مريم: ﴿آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون﴾.سورة آل عمران الآية: 53
بل إن فريقا من أهل الكتاب حين سمعوا القرءان ﴿قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين﴾. سورة الشورى الآية: 13
نرى القرآن يجمع هذه القضايا كلها في قضية واحدة يوجهها إلى محمد صلى الله عليه وسلم ويبين لهم فيها انه لم يشرع لهم دينا جديدا وإنما هو دين الأنبياء من قبلهم.
قال تعالى ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه﴾. سورة الأنبياء الآية: 92
ثم ينظم القرآن الأنبياء في سلك واحد ويجعل منهم جميعا أمة واحدة، لها إله واحد، كما لها شريعة واحدة قال تعالى﴿ إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون﴾. سورة الأنبياء الآية: 92
إن هذا الدين المشترك الذي اسمه الإسلام، هو دين كل الأنبياء والمرسلين, وإن الذي يقرأ القرآن يعرف كنه هذا الدين..
إنه هو التوجه إلى الله رب العالمين في خضوع خالص لا يشوبه شرك، وإيمان واثق مطمئن بكل ما جاء من عنده على أي لسان وفي أي زمان أو مكان دون تمرد على حكمه، ودون تمييز شخصي أو طائفي، أو عنصري، بين كتاب وكتاب من كتبه، أو بين رسول ورسول من رسله، هكذا يقول القرآن: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾. سورة البينة الآية: 5
ويقول: ﴿قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون﴾. سورة البقرة الآية: 136.
هكذا نجد أشهر طبيب في أمريكا يشهر إسلامه بعد أن وجد الأجوبة للأسئلة الوجودية التي كانت تدور بذاكرته والتي كلفته الكثير من البحث في الديانات الأخرى والفلسفات وهاهو يروي القصة بنفسه من هذا الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=BeveWIXa7mM
وفي السياسة نجد البرلماني الهولندي اليميني المتطرف يورام فان كلافيرن، عن حزب “من أجل الحرية” سابقا المعروف بهجومه الدائم على الدين الإسلامى ، والقائل بأن الإسلام: سبباً لانتشار التطرف فى الدول الأوروبية، يشهر إسلامه بعد بحوثا أجرائها عن الدين الإسلامي…
وبعد اعتناقه للإسلام ألف كتابا يدافع فيه عن الاسلام ويبين عدم صحة الأفكار المعادية له…افتح الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=8LPlvaA2sA4
وكذالك مواطنه (فان دورن) الهولندي منتج فيلم (فتنة) الذي أساء به إلى رسول الإسلام اسلم هو الآخر وأصبح يعمل على فيلم لتصحيح خطئه يشرحه من خلال الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=WJ19qq_8Wco
هذه نماذج من مئات الأمثلة بوسائط الصوت والصورة أردت بها أن أبين لماذا يعادي الآخر الدين الإسلامي والظاهر من هذه المعلومات الجهل بالإسلام ومن جهل شيئا عاداه كما يقال....
إلى ذالك نرى الأمة التي كان من المفروض أن تنشر الإسلام وتشرحه للعالم تتنكب عنه فقد تكاثر فيها الذين يعلنون عن تبرأهم من هذه الشريعة و المبادئ والأحكام التي قامت عليها وولعهم وإقبالهم على كل جديد أو مايسمى مستحدث وغدت نسبتهم إلى الإسلام نسبة انتماء(تراثي)…وغاب ذالك المنهج الذي كان المسلمون من قبل قد التزموا به لحراسة دين الله, واتخاذهم الدعوة إلى الله ديدانا لهم, وحراسة دينه وظيفة أقامهم الله عليها. عندما غاب هذا الشعور من كيانهم وغابت هذه الوظيفة من مجتمعاتهم التي كانت سبب وحدتهم وعزتهم...
فإن الله عز وجل قضي بأن يكون في حل من حراسة هذه الأمة.. ننظر فنجد أن الفرقة حلت محل الوحدة والفقر حل محل الغناء رغم أنها مازالت أغنى دول العالم..
والذل حل محل العزة. لأن ذالك المنهج المستمد من فعالية الإسلام أصبح في خبر كان, ولم يبق إلا الانتماء الشكلي فقط. نقرأ في قوله تعالي﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ سورة آل عمران الآية:139.
أي أن هذا الدين سيبقى عالي الشأن ومتألقا في مكانة باسقة..
فان كنتم على مستوى الإخلاص له كنتم على مستوى القيادة للعالم وان خنتم العهد وأعرضتم عنه ولم تخلصوا في اتباعكم لله وتنكبكم لأوامره فلسوف يستبدل بكم قوما آخرين يحلون محلكم في حماية الإسلام ورعايته.قال تعالى﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ سورة محمد,الآية:38
(إن ظهور جماعة أخرى محل العالم الإسلامي لا يتم طفرة وإنما يتم تدريجيا, تماما كما يتم تدرج في ما يتعلق بكفتي ميزان عندما ترجح الكفة الطائشة وتطيش الكفة الراجحة لكن بثقل متدرج عندما تكون الكفة الطائشة خفيفة ثم تلقى فيها ثقل بسيط ثم ثقلا آخر…وهكذا تهبط هذه الكفة المتدرجة شيئا فشيئا, في حين أن الكفة الثقيلة هي الأخرى تطيش وترتفع شيئا فشيئا…
أي أنه كلما لاحظنا انكماش العالم الإسلامي شرعة ومنهاجا وعقيدة وتعظيما لله شيئا فشيئا. وحلت محلها ظلمات الحضارة الغربية في البيوت والمجتمعات والعقول كما تقدم آنفا..
فإن نور الهداية الربانية هو الآخر يسرى في أفئدة أمم أخرى شيئا فشيئا لكن ما هي هذه الأمم ؟
هذه الأمم التي يخطط قادتها للإطاحة بالإسلام والقضاء عليه. هي التي تحتضن الفئة التي ستحل محل العالم الإسلامي وهم الذين أشار إليهم القرآن في الآية السابقة:
﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.
كما يقول البوطي وحسب رأيه فإنهم يتنامون بتدرج كما أن العالم الإسلامي يختفي بالتدرج هذا إذا لم يتداركها الله عز وجل بيقظة جديدة..
أما إذا سار الأمر على ماهو عليه لآن.فلسوف يزداد وضع تراجع العالم الإسلامي عن المكاسب التي متعه لله بها ولسوف يرتفع شأن الآخرين الذين سيوظفهم الله عز وجل في حمل أمانة الإسلام ... )
إذا هذا هو الإسلام الذي أتي به رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم والذي ينتطر في تطبيقة الأمة التي ستطبقه قلبا وغالبا والتي بدأت بوادرها تظهر تدريجيا.
على رغم انف الغرب واعوانه!!
الهوامش:
القرآن الكريم
الكتب:
كتاب الأصالة: محاضرات ملتقى الفكر الاسلامي التاسع عشر لجزء الأول الجزائر 1405 ها ـ 1985 م
محاضرات للعلامة الشيخ سعيد رمضان البوطي رحمه الله (بالتصرف).
الجبروت والجبار تأملات: في السلطة والدين والشؤون الدولية, مادلين أولبرايت.الدار العربية للعلوم ط1 2007م
دين الفطرة:استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية
المرابط ولد محمد لخديم:تصدير: الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد أباه رئيس جامعة شنقيط العصرية,والمفكر الاسلامي سمير الحفناوي جمهورية مصر العربية تقديم: الأستاذ الدكتور أحمدو ولد محمد محمود رئيس قسم الفيزياء بكلية العلوم والتقنيات جامعة التكنلوجيا والطب والشيخ الدكتور أمين العثماني الأمين مجمع الفقه الاسلامي بالهند طباعة دار المعراج بيروت/دمشق سنة2014م
المجلات والجرائد
الإسلام اليوم: مجلة دورية تصدرها عن ـ ايسسكوـ العدد 19 السنة 1423هاـ2002 م (بالتصرف)
الموكب الثقافي: الجمعية الوطنية للتربية والثقافة والعلوم: العدادان 4.5 مايو 1996م (بالتصرف)