مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

104,09 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

الباحث الموريتاني بين مطرقة كورونا وسندان الدولة!!/لمرابط محمد لخديم

ثلاثاء, 04/08/2020 - 23:14
لمرابط ولد محمد لخديم

قد يتحمل الانسان  الذي قدر له ان يمتهن العلم والثقافة الكثير من ضيق الحال ولكن آن يكون على حساب العيش الكريم ومايقدمه  لاسرته واهله..!! فهذا ظلم وغبن...!!

وقد لا يعي المجتمع مايعانيه الباحث في حياته التى قدرت له أن يحياها فجميع أعماله مضنية ومرهقة، فلابد له من معاشرة الكتب معاشرة قد تدوم أسابيع أو أشهر اًو أعواما، وتقتضي جلسات عديدة للمراجعة والتدقيق والتحقيق في المراجع والدوريات والمظان  لما يمكن اظهاره من نصوص أو حذفه...    

    كما لابد له من الاطلاع عن كثب على كل ما كتب عن الموضوع المدروس. و التحري عن مدى مصداقيته ليفاضل وينتقي ويختار ويحسن الاختيار.ناهيك عن الجلوس لساعات طوال خلف المكتب والتفكير العميق وشحذ المخيلة واستلهام الخيال واستنطاق الوحي والانعزال عن الناس والتوحد..

      وقد يأخذ هذ العمر كله من صاحبه ولكن المؤلف لايجد لذته الى في هذه الأوضاع مجتمعة ولا تكتمل نشوته إلا اذا

كانت هناك جولات وصولات من النقد البناء ليصحح ويصوب ماعجز عنه منفردا..  

   ومع هذا كله فانه يكدح ويعمل جاهدا من أجل تحصيل لغمة عيشه,,وبهذا تكون فترة انتاجيته مقسمة بين انتاجه الفعلي وإنتاجه العملي مما سيحد من انتاجه الفكري...!!

   ان  الدول العربية  والغربية توفر العيش الكريم للباحثين مقابل مؤلفاتهم التى ستبقى بعدهم لسنوات كثيرة متجددة بتجدد طبعات الكتب وترجمتها الى كتب جديدة وقد عشت هذا بنفسي في دمشق اذ يعطون قيمة للمؤلف واعماله قد لا يجدها في بلده حيث يتحول من مفكر الى شحاذ على مائدة السلطة لجمع المال بأي طريقة الا من رحم الله..!!

   فعلى مدى عقود من الزمن وموريتانيا تفتح في السفارات وتبعث بالسفراء وتنفق الملايين,, وفى الأخير تتفاجأ بأن هؤلاء أصبحوا سفراء حقائب, يقضى الواحد منهم ما شاء أن يقضى في الخارج في ترف منقطع النظير.

    وعندما تحين العودة إلى الوطن تمتلئ الشنط بما غلا ثمنه وخف وزنه, بدليل ما نشاهده الآن على شاشات الفضائيات العربية والدولية من استهزاء وتنكأ بكل ما هو موريتاني.    وهذا ما يوضح تقصير هؤلاء السفراء عن دورهم المنشود في التعريف بالبلد..وهم الذين استنزفوا خيرات هذا البلد عبر عقود.. فيكفي أن نعمل جردا عاديا لرواتبهم وميزانياتهم التي تجاوزت ما وراء البحار على مدى عقود من الزمن, لتتبين مدى خلل التفكير عند هؤلاء ...!!

   قال الرئيس السابق  سيدي ولد الشيخ عبد الله ان موريتانيا لن تحقق شيء الا بالثقافة رغم أن الرجل لم يحقق شيئا يذكر للثقافة زمن حكمه القصير.. !!

  ولكن الرجل سجل له التاريخ هذه المقولة التي فشل في تجسيدها..

  اننا مازلنا اليوم نعيش على أمجاد الشناقطة الأوائل: آب ولد اخطور محمد لمين الشنقيطي محمد محمود ولد التلاميد الشنقيطي وغيرهم...

   صحيح أن علماؤنا المتأخرين محمد سالم ولد عدود  الشيخ حمدا ولد التاه الشيخ المحفوظ ولد بي الشيخ محمد الحسن ولد الددو  رفعوا علم بلادهم في المحافل الدولية وهذا جهد مقدر ويحظى باهتمام ومتابعة. ولكنهم لم يؤلفوا بقدر غزارة علمهم اذ يفضلون الحفظ في الصدور بدل السطور غير أن السلف غيض لهم الله من نشر  ودرس علمهم...

   لنأخذ مثلا: محمد محمود ولد التلاميد حيث أعتمد كسفير فوق العادة ممثلا لسلطان عبد الحميد في استكهولم السويد 

وكذالك  في مصر والحجاز..

 وأعمال محمد لمين الشنقيطي في مصر.. والأمين الشنقيطي في العراق وأولاد ماياب في الأردن وبهذا تصدق المقولة السابقة أن موريتانيا لا يمكنها أن تحقق شيء إلا بالثقافة...

     ويكون هؤلاء الشناقطة قد حققوا بالكلمة والمعلومة مالم تحققه الحكومات على مدى 57سنة,  ارجع الى المقال: سفارة الكتاب في موريتانيا بين الكبوة والنهوض!!

http://aqlame.com/node/2040

هؤلاء الكتاب الذين مثلوا بمؤلفاتهم  موريتانيا في الدول العربية والدولية أكثر من السفراء يعيشون أوضاعا صعبة  في بلدهم فهم غرباء رغم جهدهم وعملهم الخالد وينظر إليهم المجتمع بنظرة دونية لضيق حالهم!! ومما زاد من معاناتهم آن ريع عملهم في الخارج لم يعد موجودا بسبب جانحة كورونا!!

   فكيف يقيمون سنة من تولي رئيس الجمهورية؟!

وهو الذي عقدوا عليه آمالا كثيرة واستبشروا به خيرا  منذ توليه الحكم لعلمهم بتطلع الرجل ومتابعته للاحداث ومستجداتها... ليس من طبيعة المثقف المجاملة ولا النفاق..

    ان الفرصة الآن سانحة امام المثابرين من الباحثين والمختصين في الشأن العلمي والثقافي من أجل كسب رهان العلم والمعرفة واستعادة روح المبادرة والابداع في ميادين التدافع الحضاري في عالم اصبح فيه مستوى مؤشر الاستثمار المستند على البحث العلمي يشكل دلالة على المكانة التي تحظى بها الامم والشعوب..  

    ومالم يأخذ رئيس الجمهورية زمام المبادرة ويحسن من مستوى الباحث والمثقف في تأمين العيش الكريم وصرف راتب له باحتياجاته الضرورية للحياة  فإنه سيتحول إلى شحاذ على مائدة السياسة كما تقدم آنفا ...   

  وسيبقى على حاله الحالي بين مطرقة جانحة كورونا وسندان تهميش الدولة.