تقع مدينة أزويرات عاصمة تيرس زمور في الشمال الموريتاني, وقد ارتبطت بثروة موريتانيا المنجمية من الحديد، وكانت في بداية عهدها يهيمن عليها الفرنسيون الذين يديرون عمليات استخراج الحديد من جبال تيرس الزمور عن طريق شركة (ميفرما)، Miferma.
وكانت تأخذ المدينة 100%.بما في ذلك الغذاء ومياه الشرب والكهرباء ومرافق الصرف الصحي والصحة والتعليم ..
فمثلا : في الصحة البطاقة التي كانت تستخرجها الشركة للعائلة كانت تكتب على مقلوبها أفراد العائلة بدون تعين وكأنه اتفاق ضمني على تداوي الجميع في مستشفى الشركة..!!
وقد كان آنذاك من أرقى المستشفيات تجرى فيه جميع العمليات ويملك طائرتين لاستجلاب المرضى من انحاء الوطن وبهذا تكون مدينة ازويرات عندها استقلالية خاصة..
بعد التأميم حلت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) Snim مكانها وكان من المفروض أن تلعب دور ميفرما وتزيد عليه لان ازويرات بعد التأميم اصبحت أهم مدينة موريتانية..ولكن للأسف حدث العكس ففي عهد الإدارة الموريتانية اهتمت بالشركة على حساب العمال والخدمات التي كانت تقدم للمدينة بذريعة انخفاض أسعار الحديد وأنها شركة وطنية ناشئة...الخ.
وبهذا وقعت مدينة ازويرات ضحية مابين الشركة والدولة فلا الشركة وفرت الخدمات التي كانت توفر ميفرما؟ ولا الدولة سدت هذه الاحتياجات الضرورية لكن من المسؤل عن هذا الوضع المزري؟! المسؤول هم الابناء؟!
أنجبت ازويرات عقولا متخصصة في جميع المجلات المعرفية: علوم تقنيات آداب وفنون دراسات إسلامية ,,, موزعين على وزارات وإدارات الدولة المختلفة وفي الخارج شأنها في ذالك شأن المدن الصناعية التي يأتي إليها العمال عادة من جميع أنحاء الوطن مما يشكل لأبنائهم قاعدة أساسها العمل وغاياتها التنافس والإبداع الخلاق..
ولأن الشيء بالشيء يذكر ابن واحد من أبناء افديرك هو: ﺳﻴﺪﺍﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺣﺒﺖ حقق لهم مالم تحققه ابناء ازويرات مجتمعين !! عندما انتخبوه في أول انتخابات بلدية تشهدها المدينة سنة1988م ذالك انه فاوض اسنيم على ضرائب سيجعلها على القطار الذي يمر ببلديته وقد اتفق معها على بعض من الامتيازات أهمها مجانية الكهرباء ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ بأسعار رمزية: تعويض 25 ﺍﻭﻗﻴﺔ للطن.منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى يوم الناس هذا!!
فهل يملأ الأبناء هذا الفراغ بوضع الدولة أمام مسؤولياتها؟ وهل ستبقي الدولة على إهمالها للمدينة؟!
لقد بدأت إدارة اسنيم الحالية مشكورة باستثمار مبالغ مالية معتبرة في المدينة عن طريق هيأتها الخيرية بين ازويرات وانواذيبو حصريا.. بعد أن كانت تستخدم خارج المدينة ونأمل المزيد في المستقبل ليس من اسنيم فقط بل من الدولة نفسها كحق مستحق لمدينة تساهم في ميزانية الدولة ب23% من الناتج الإجمالي وتوفر 50% من العملات الصعبة وعادة في مثل هذه الحالات تنتعش الولاية وتعطييها الدولة أهمية قصوى وتنشأ فيها مرافق نوعية وتنميها.. اقتصاديا لكن لم يحدث شيء من هذا فمازالت المدينة تعاني من تسيب في مرافقها المختلفة والفقر المدقع الذي تعاني منه الساكنة أي: الحرمان من الاحتياجات الإنسانية الأساسية التي كانت توفرها شركة أجنبية سابقا.
ورغم أن أغلب سكان المدينة يعملون في القطاع ألمنجمي بالشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) فإن الكثير من الأسر تعيش على التجارة الحدودية والتجارة المحلية المتصلة.
إن الدراسات التي قامت بها الدولة لصالح مدينة ازويرات على استحياء غير كافية لأنها تجهل المدينة فبعد 10سنوات بالكثير اي 2030م ستزداد معاناة المدينة بسبب شح المياه !!
ليست للشرب فقط بل في الصناعات الاستخراجية لما يزيد على عشرة مليار طن من الحديد والمعادن الأخرى لكن ماهو الحل؟
الحل هو تمويل مشروع آفطوط الساحلي حسب الخبراء وقد كان ينقص المشروع التمويل واليكم الحل:
اولا: تمويل من الدولة ثانيا: تمويل قروض ميسرة من الشركاء.
ثالثا: وهو الاهم تريد ساكنة ازويرات من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وحكومته آن لا يعطوا رخصة لأي شركة ألا ومن بين بنودها ضريبة الماء وبهذا نضمن تمويلا لهذا المشروع المصيري والتاريخي قبل نفاذ كمية المياه الجوفية التي أوشكت على النهاية كما أن منطقة الشمال انشيري وآدرار ستستفيد هي الأخرى .
هناك عقبات تطرحها دائما الفرق الفنية المختصة وهي (قضية الضخ) ونحن في الشمال يمكن أن نتغلب على هذه الاشكالية بالطاقة الشمسية النظيفة حيث نوفر 365يوما من الطاقة على مدار السنة.
لاشك أن مشروع مثل هذا سيشكل ثورة اقتصادية واجتماعية وسيعزز من السيادة الغذائية لساكنة الشمال وستحقق الدولة اكتفاءا ذاتيا في مجال الحبوب والتمور.
إلى جانب نشاطات أخرى خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
فهل يعقل عدم لامبالاتنا بمدينتنا المنسية رغم اهميتها؟
ليس للمدينة ألا سواعد أبناءها وأفكارهم كل حسب تخصصه ومساهمته!!
ما قيمة الابناء اذا لم يهتموا لمدينتهم مسقط رؤسهم؟!
.