إلى الإداري المدير العام لشركة SNIM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عيد فاتح مايو مجيد أعاده الله علينا وعليكم مع مزيد من الازدهار وتحقق الطموحات وحل المشاكل
سيدي المدير
بهذه المناسبة أود لفت أنتباهكم لأمر غاية في الأهمية، فقد أطلعت مأخرا على ورقة الأمر الذي تعرضتم فيها للساعات الإضافية وإلزام مسيري المؤسسة في التقليل منها وكأنها لب مشكلة الإنفاق وأختزالها المفتاح السحري لتقليل تكاليف الانتاج. وعرفت للأسف أنه دبت إليكم عدوى نظرة حولاء سائدة في وسط مديرينا عن أساليب خفض التكاليف.
سيدي المدير،
إن خفض عدد الساعات الإضافية بلا مردودية من جهة نقص التكاليف لعدة أعتبارات من أهمها:
● أن النسبة العائدة لليد العاملة في تكلفة الإنتاج الكلية لا تكاد تصل 10% في أعلى مستوياتها عندنا في SNIM مقارنة ب نسبها لدى شركات التعدين المنافسة التي تتراوح ما بين 25 إلى 36% بسبب تدني الأجور عندنا ( وهذا هو السبب في أن TAZIAST و MCM وحتى شركات أخرى خارجية ووطنية أنتزعت من SNIM خيرة فنيي الصيانة الألكتروميكانية ومشغلي المنشآت المنجمية)
● الهيكل الوظيفي ( organigramme ) ليس مشبعا وفيه نقص حاد في جميع المصالح مما يجعل اللجوء إلى الساعات الإضافية ضرورة عملياتية تفرضه ظروف العمل وزيادة الانتاج.
● أن هذه الساعات الإضافية ذات مقابل في الإنتاج لو استغني عنها فقدناه إذا ليست القشة الزائدة في الثقل.
فما هي يا ترى القشة القاصمة التي تثقل كاهل مؤسستنا وتجعلنا في وضع غير منافس من حيث تكاليف الإنتاج 43$ للطن مقابل أقل من 20$ لدى كبريات شركات التعدين؟
إذا أجابوك بالساعات الإضافية ووجبات الاستراحة فقدم لهم سيدي طلب استفسار فهم أولى بالعقوبة من المكافأة.
سيدي إن الثمن المرتفع لتكاليف الإنتاج عائد لانحرافات مزمنة في طرق الانتاج وتنظيم العمل وضعف توظيف الذكاء التخطيطي وعلاج المشكل إذا على المستويات العليا للمسؤولية ولا يجب أن تدفعها الشغيلة الكادحة بتقليل كسبها من خلال ساعات تدفع عنها باليد الملأى من عرقها وإنتاجيتها.
إن تكلفة الإنتاج توجد 90% منها موزعة بين تكلفة المنجم والصيانة فإن أردنا التخفيض نتعامل مع الأسباب وراء 90% ( المنجم والصيانة) وليس أسباب 10% ( الأجور او الساعات الإضافية ووجبات الراحة) هذا ما جعلني أقول أن المشكلة في طرق الانتاج وتنظيم العمل والذكاء التخطيطي وهنا يأتي دور المهندسين والأطر الكبار فمن لم يثبت جدارته هنا فهو جزء من القشة.
سيدي لقد حدثت أنحرافات مزمنة على مستوى الاستغلال عندما بدأت المناجم تفقد أعتماد الخطط بعيدة المدى خمسية أو عشرية وأتجهت الجهود لإيجاد إنتاج آني ولو على حساب خطة الاستغلال ولو كان سيخرج من الحسبة إحتياطات كان من الممكن الوصول لها. كان يوجد أيام ميفرما وحتى SNIM إلى عهد هيين ما يسمى ب PLT وهو عبارة عن خطة عشرية أو خمسية لتسيير المنجم تأخذ في الإعتبار الطرق الأسلم والأقل تكلفة لإزاحة الأتربة والوصول إلى كل الإحتياطات بأقل التكاليف فتحولنا منذ سنوات إلى الخطة السنوية التي تعتمدونها اليوم والتي تأدي إلى خسارة مزدوجة إبعاد كثير من الاحتياطات والوصول للبقية بتكلفة متزايدة مما قصر العمر الافتراضي لمناجمنا. فلنتوقف سيدي المدير عن هدر مواردنا ولنعد ترتيب مناجمنا.
بالفعل هناك حلول لكل المشاكل على سبيل المثال وإن كنت غير مختص نحول مصنعي الكلب إلى التغذية من خلال الإزاحات الكبيرة لنوعية TH المركومة قريبا من المنشآت ويمكنها أن تضمن تغذية أزيد من سنة ونصف للمصانع. ونحول المنجم من خلال التعاقد مع شركات مختصة لإزاحة التراكمات حتى يفتح وبهذا ستتقلص تكلفة الإنتاج بشكل قياسي من خلال أمور عدة:
▪قرب نقاط التغذية للمصانع لمدة معتبرة أختزال القود لقرب المسافات
▪الاستغناء عن كثير من الآليات وتحريرها للعمل في أماكن أخرى مثل آليات الحف ونقص الجرافات
▪الحصول في الأخير على منجم مفتوح وآمن وذو جدوائية عالية
▪تحول تسديد تكلفة الإزاحة إلى أستثمار يسدد على سنوات بدل حمله على الانتاج الآني
مثل هذا كثير وعندنا من الكفاءات والقدرات لو وظفناها وأطرناها في هذه المجالات لابتكرت حلولا ملهمة ورائعة بدل الحفر التي أضاعت كثيرا من خيراتنا.
أعود إلى السبب الثاني وهو الصيانة نفس العلة التنظيم وطرق العمل سيدي كثيرا من قطع الغيار هي عبارة تجميع كتل ميكانو سودي ( ensembles mécanosoudés ) أو قطع قابلة للتصنيع في معاملنا لكن قل ما يلجأ لذلك بمشاهدتي ثم إن التحضير للتوقفات للصيانة يحدث فيه كثير من قلة الفاعلية والارتجالية. أما التوريد للصيانة فحدث ولا حرج لو تمت معاجته لخرجنا منه جذعا فأخطاء التوريد والفساد المستشرى في أساليب الشراء وتوريد والمواد غير الملائمة والتي لا تتوفر فيها أدنى المواصفات. توجد أطنانا من المواد بتكاليف باهظة مكدسة في رفوف المخازن وتوجد مواد لم تعد مستعملة ولا زالت تورد إلخ....
إذا تحدثت عن السيطرة على جودة المنتوج وتسييرها والعينات وتحضيرها فقد يطول الكلام عن إخفاقات مؤلمة يمكن تجنبها.
مع تمنياتي بالتوفيق
أحمد فال بن الشيباني
مسؤول زيوت وتشحيم