بسم الله الرحمن الرحيم
التسرب الدراسي: الأسباب والعلاج
كان مالك C.N.N. قرر تخصيص أكثر من مليون ونصف مليون دولار أمريكي، لتمويل مشروع تربية المراهقات في موريتانيا الذي يهدف إلى الحيلولة دون عزوفهن عن الدراسة وإنهاء ظاهرة تسربهن .
فكتبت مقالا بعنوان ( cnn وتربية المراهقات ) جاء فيه ما يلي :
لماذا تنقطع عن الدراسة (927)مراهقة من أصل كل ألف في المرحلة الثانوية؟ طبقا لإحصاءات ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في موريتانيا ميشل دولاتاي :
1- قد يكون السبب هو أن الأسرة الفقيرة التي تخلت الحكومة عن كل دعم تقدمه لها ، لم يعد بإمكانها أن تظل تصرف على دراسة لا يؤمل منها خير .
2- وقد يكون السبب هو أن الحوافز لمواصلة التعليم معدومة، بدليل أن أصحاب الشهادات العليا عاطلون ، والواسطة تحقق ما لا تحققه الكفاءة .
3- وقد يكون السبب هو أن المدارس وصلت – بسبب سياسات الحكومة – إلى مستوى من التدني صار طاردا للمراهقات والبالغات على حد سواء .
4- وقد يكون السبب هو : الرسوب المتكرر الذي تشعر المراهقات وأهلهن بعده بأنه لا جدوى من المواصلة ، هذا الرسوب الذي ترجع أسبابه إلى الوضع اللاأخلاقي الذي تعيشه مؤسساتنا التعليمية ، والذي يجعل البنات والبنين في شغل عن العلم والمذاكرة والبحث والمطالعة .
5- وقد يكون السبب هو انتشار الأمراض بين المراهقات وأسرهن ، في ظروف تعاونت الحكومة فيها مع العيادات الخاصة ، مع صندوق النقد الدولي ، مع الفقر، على العمل لصالح المرض .
6- وقد يكون السبب غير ذلك .
الحل
فإذا كان أحد هذه الأسباب صحيحا فكيف تحل المشكلة ؟
إن حل هذه المشكلة يتطلب :
أولا : محاربة شاملة ، لهذا الفساد الشامل ، الذي جعل أغلب الناس يقتنع بأن الوساطة تغني عن العلم والشهادة والكفاءة والأمانة ، وأن درهمَ علاقة خير من قنطار دراسة ، فإذا رجعت الأمورُ إلى نصابها ، وتحكم العدل ، وتأكدت المتفوقة في دراستها أنها سوف تقطف ثمار تفوقها ، أمكن أن نتوقع حينئذ حل هذه المشكلة .
ثانيا : إعادة الأخلاق إلى المدارس ، بمعنى أن يشعر الأب بأنه إذا أرسل ابنته إ إلى المدرسة ، فإن هذا التعليم سيزيد إيمانها ، ويقوي أخلاقها ، ويقوم سلوكها ، وينمي معارفها ، ويطور قابلياتها ، فتكون هذه المدارس جاذبة لا طاردة ، وتكون خريجاتها إعلانا دعائيا لصالحها لا إشهارا ضدها .
ثالثا: رفع المستوى المادي لهذا المجتمع الذي انسحق بعض الناس فيه انسحاقا ، وأترف فيه بعض الناس إترافا ، من غير مراعاة لشرع ولا حق ولا عدل ، وإلا فإن المراهقات القادمات من أسر محرومة ، يصعب عليهن أن يتفرغن للعلم ، و يصمدن حتى الحصول على الشهادة الثانوية .
رابعا : محاربة الفجور حربا لا هوادة فيها ، لأن تشجيع الفجور هو تشجيع للتسرب من المدارس ، فالخمر والمخدرات والقنوات المنحطة ، والأفلام المنحطة ، كلها حرب على التعلم والتعليم .
خامسا لا بد من توفير بعض الوسائل الضرورية مثل الأقلام والدفاتر والكتب ووسائل النقل والمنح للمنتميات إلى أسر فقيرة . "
شبكة بصائر