(1).png)
.gif)
بعد أيام نستقبل ذكرى عيد الاستقلال المجيد هذه الذكرى التي تشكل منعطفا تاريخيا وحدثا مهما من حياة الشعب الموريتاني هذه الذكرى التي ضحى من اجلها ابطال المقاومة حتى دحروا المحتل وخرج صاغرا يجر اذيال الهزيمة فشكرا لجميع المجاهدين ونسال الله ان يتقبلهم في أعلى عليين.
لكن المحزن والمؤسف هو ان موريتانيا مستعمرة من طرف ابنائها نعم ابنائها لانهم يضحون بالمصالح العامة مقابل الخاصة ولايستشعرون روح الوطنية في تعاملهم. هذا الاستعمار الداخلي في ذاوتنا اخطر بكثير من الاستعمار الخارجي وربما يطول ان استمر الحال على ماهو عليه .
هذه الاجيال المتعاقبة تتربى على المسلكيات الضارة بالفرد والمجتمع.. تتربى بشكل غير مباشر على مفهوم الوساطة ؛وعلى والرشوة وهضم الحقوق؛ واكل المال العام بشتى الطرق؛ والقبلية؛ والجهوية كلها مسلكيات نعيشها في هذا المجتمع الغريب .كيف يكون المهندس خائنا لوظيفته ؟وكيف يكون الطبيب خائنا لرسالته ؟وكيف يكون الصيدلاني غاشا لحرفته؟ وكيف ........وكيف؟
في الحقيقة الذي ينهض بالمجتمعات هم الطبقة المثقفة ورجال الأعمال المخلصين غير اولئك الذين همهم الوحيد جمع المال وبأي طريقة حتى ولو كان على حساب أرواح البشر.
مضى على استقلالنا ثمان وخمسون سنة وبلادنا غنية بالثرواة البحرية والثروات الحيوانية والثروات المعدنية فحدث ولاحرج مع كل هذه الثروات البني التحية للبلد منهارة جدا وشبه معدومة لان الاجيال المتعاقبة على الحكم تربت على نفس المسلكيات السابقة الذكر.
نعم صحيح ان دبابات فرنسا خرجت من موريتانيا ان كان هذا هو الاستقلال فقد حصل لكن هل استقلينا في صنع حاجياتنا الضرورية على الاقل؟ في ارضنا آلاف الهكتارات صالحة للزراعة فلماذا لا نستغلها في زراعة الخضروات وكل ما نستورد من دول الجوار. كم نصدر من الحديد للخارج وعندنا القدرة على انشاء مصانع نمتص فيها جزء من البطالة التى ارهقت كواهل الشباب المتعلم والطاقات النادرة .ثروات البلد في ازدياد الذهب والنفط والغاز والفقر والبطالة أيضا في ازدياد وحسب الوضع الراهن للبلد يؤشر على ان نمو موريتانيا في تناقص والسبب هو عدم وجود قيادة قادرة على محاربة الفساد المستشري والذي بلغ ذروته في الحقب الاخيرة.
اننا ننشد ثورة اصلاحية تنموية شاملة تنهض بالبلد وتجعله يتقدم خطوات نحو النمو المتكامل وهذا لن يتأتى إلا بجهود كل موريتاني على حدة خاصة رجال الأعمال والمثقفون .
