(1).png)
.gif)
من حق سكان الأحياء الجنوبية لمدينة ازويرات أن يدقوا ناقوس الخطر وينتبهوا للخطب الجلل، فمنذ منتصف شهر رمضان المنصرم وسكان هذه الأحياء ينامون ويستيقظون من فترات لأخرى في ظل كتل هوائية تحمل معها غيوما سوداء تلبد سماء المنطقة لتوزع ما تحمله بين أزقة أحيائها ومساكنها. ليست هذه الغيوم غيوم صيف عابرة ولا حتى غيوم خريف مبشرة بسنة خصبة ممطرة، بل الأمر أكثر تعقيدا.
لا يخفى على أي من ساكنة ازويرات وخصوصا سكان الأحياء الجنوبية ما لمكب النفايات الواقع جنوب المدينة من أضرار وأخطار محدقة، فسكان هذه الأحياء ومن حيث لا يشعرون أصبحوا ضحية لجبهات الرياح فكلما مالت الرياح نحو شمال المدينة تجتاح الروائح الكريهة هذه الأحياء. والتأثر طبعا بحسب قرب هذه المناطق من المكب.
إن توسع المدينة وتضخمها ظل يزيد من مساحة هذا المكب وسعته وازدياد أضراره كذلك ،ولكن الذي زاد الطين بلة وعكر الأجواء وجعلها لا تتحمل أكثر هو هذه الظاهرة الجديدة التي ميزت هذا المكب وهي ظاهرة حرق النفايات.
منذ منتصف شهر رمضان المنصرم وغيوم الدخان السامة تنبعث من مكب النفايات الواقع جنوب مدينة ازويرات لتعم هذه الغيوم بأضرارها هذه الأحياء ، فبالإضافة إلى هذه الروائح الكريهة المزعجة وما تسببه من ضيق في التنفس وانتشار للحساسية. فإن لهذه الظاهرة أضرارا صحية خطيرة ناهيك عن إمكانية وجود نفايات سامة سواء كانت نفايات صيدلية أو مخلفات لبعض الشرائك المعدنية في المدينة ، وفي خضم كل ذلك يبقى المواطن الضعيف يدفع ضريبة تخاذل أهل المسؤولية وأخطائهم ، طبعا كانت هذه النفايات تنقل إلى مكب آخر لكن منذ أشهر أصبح أسلوب الحرق وسيلة للتخلص من النفايات فيما يبدو وذلك على حساب راحة المواطن الضعيف.
ومن هنا أرفع نداء إلى من يهمه الأمر أن الأمر لم يعد يحمل أكثر. فما شاهدته وعشته ويعيشه سكان الأحياء الجنوبية لمدينة ازويرات منذر بكارثة صحية قد تنعكس على المواطنين تعرضا للدخان بشكل مباشر حسب القرب من المكب.
إنه لمن أولى الأولويات لمن بيده القرار بصفته الوصي على مصالح المواطنين والسهر على مصالحهم أن يبحث عن حل جذري لهذه المعضلة، فمن هو المسؤول يا ترى.
____________________________________
ملاحظة:
الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.
