وقعت اسنيم عملاق المعادن الوطني وأكبر شركة مملوكة للدولة الموريتانية ذليلة صاغرة مع شركة أسهم موريتانية لا يتجاوز رأسمالها مليون أوقية مسجلة في السجل التجاري بداية شهر مايو و ليست لديها أي مساحة مالية يركن إليها ولا تعدو كونها واجهة.
سيملك القزم الواجهة 80 في المئة بينما لا يملك العملاق أكثر من 20 في المئة من الشركة التي ستتولى استغلال منجم هو مالكه.
انطلقت جوقة المطبلين مستغلة عدم إلمام الجمهور بأبجديات الاستغلال المنجمي وبالأحرى بدقائق الاتفاقيات المنجمية لتتحدث بلغة الخبير الواثق مرددة دون أن تفقه ما أملي عليها.
ولم يكلف المدافعون عن الصفقة أنفسهم عناء البحث عن رأي مخالف لبيان مجموعة الصحراوي وهي المستفيد، فطفقوا يرددونه دون ان يسألوا أنفسهم إذا كانت الاتفاقية فتحا مبينا لشركة اسنيم فلماذا أبرمت في الخفاء ولم يتم استدعاء وسائل الإعلام ليتم التوقيع في حفل مهيب.
ولماذا استفرد مديرها بالاتفاق من دون سائرطواقمه الفنية والقانونية والمالية وهو عديم الخبرة بالمناجم. أذلك لأنه لا يستطيع إقناعهم بالمشروع أم لأنه لا يقوى على فرضه عليهم.
تم التركيز على ان المنجم مغلق مهجور منذ عشرات السنين و جهل من جهل وتجاهل من تجاهل معلومة بالغة الأهمية أن مقلع أفديرك الذي توقف سنة 1983 غيرالمقلع الذي سيتم استغلاله بموجب اتفاق الجمعة.
فقد أغلق الأول ليس بسبب عمقه (فليس بأعمق من مقلع T1 ) ولا عدم قدرة الشركة على استغلاله ولكن لأنه نضب ولم تعد فيه أي موارد معدنية.
أما المقلع الجديد فلم يتم تقييم مخزونه إلا حديثا وانتهت دراسة جدوائيته في العام الماضي وكانت الشركة تستعد للشروع في إجراءات تمويله قبل نهاية العام الجاري. وهو مشروع مربح وضروري لاستمرارية الشركة إذا كانت النية استمرارها.
اما اتفاق الجمعة المطبل عليه فلا يتضمن أي امتيازات تذكر إذا ما حققنا مليا في محتواه: فالأرباح قضي على أمل وجودها بوجود الشريك الموريتاني على الواجهة وسيطرته على الشركة بنسبة 80 بالمئة.
فسيفصل لا شك عقد الخدمات مع الشركة الغانية الأم بحيث يسمح رقم الأعمال فقط بتغطية التكاليف وعلى الأرباح والعائدات الضريبية السلام.
تلك تقنية مألوفة والأمثلة عليها قائمة ومعروفة لأهل الاختصاص.
أما عائدات إيجار رخصة الاستغلال فقد قرنت بعنقاء فليس في عالم الأعمال اليوم من يرى في أشد توقعاته تفاؤلا سعر الحديد يقارب المئة دولار بعد نهاية العام الجاري ولا تغرن المتلقي أسعار المرحلة الحالية الناتجة عن كارثة مناجم فالي البرازيلية فالسوق لن يتحمل بقاء الأسعار في هذا المستوى وسيصبح نفسه قبل بداية العام المقبل. فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
أما عائدات خدمات النقل والميناء والكهرباء فهي أكبر مصيبة تصيب اسنيم من هذا الاتفاق.
فبعد أن أبرمت اتفاقيات مع شركائها في العوج (Glencore) و تكامل (سابك السعودية) و تازاديت (Minmetals الصينية) على توفير الخدمات بأسعار عادلة ستجد اسنيم نفسها ملزمة بحكم اتفاقياتها معهم أن تقدم لهم نفس الإمتيازات المقدمة للشركة الجديدة بدون تنازلات في المقابل.
وبهذا فإن الأسعار المجحفة في حق اسنيم سيتم تطبيقها على كل الشراكات فيكون الإجحاف مضاعفا لتخسر الشركة ما يزيد متوسطه على 250 مليون دولار سنويا من الموارد المنتظرة من الخدمات للشركاء الثلاثة.
إنه من محض الديماغوجية مقارنة الاستغلال المنجمي في موريتانيا مع البرازيل وأستراليا فحين يجرف هؤلا نصف طن للحصول على طن من المعدن الغني تجرف اسنيم أحد عشر طنا من الصخورالخالية من الحديد لتحصل على طن واحد من المعدن.
وحين يصدرون من موانئ قريبة ويتقاسمون استعمال وتكاليف خطوط النقل مع آخرين تصدر اسنيم من مسافة 700 كيلومتر وتتحمل وحدها تكاليف قطارها.
وحين يكتتبون من مخزون غني بالخبرات تكتتب هي يدا عاملة ضعيفة الخبرة والتكوين.
وأهم من كل ذلك حيث لا تشكل الدولة عندهم عبئا على الشركات تعتمد الدولة عندنا على اسنيم.
وعلى ذكر الموضوع فقد بلغت مساهمة اسنيم في ميزانية الدولة في الثلث الأول من العام الجاري أربعة عشر مليارا من الاوقية القديمة رغم تصريح وزير المالية أن الدولة لم تدرج في ميزانية العام أي بند متعلق بالشركة
كامل النهب
من صفحة Sidi nounou