" ونحن نعد الأيام التي تفصلنا عن كأس أمم إفريقيا علينا أن نعد ما يفصل منتخبنا عن الظهور بالشكل الذي يليق بالوطن حتى نتجاوزه ، ولا خلاف على أنه يأتي على رأس ذلك ما يتعلق بتشكلة المنتخب .. تلك التشكلة التي لا مناص من غربلتها ، فهي وإن ظهرت بشكل جيد أحيانا ، فقد ظهرت ضائعة وباهتة الأداء أحيانا أخرى ، ولعل مرد ذلك التفاوتُ البَيِّنُ بين الخطوط الثلاثة ففي الوقت الذي يقدم فيه الهجوم مردودا طيبا يظهر الخطان الأخيران بشكل متواضع غالبا يطبعه الارتباك سواءً في عدم استخلاص الكرات بشكل سلس أو في التشتيت التي تحكم عقليته أغلب لاعبي الدفاع .. إلى جانب عدم قدرة لاعبي المحورين على الاحتفاظ بالكرات والتحكم بها وفق ما تتطلب ظروف أغلبية المباريات ، وعجزهم عن التأسيس لهجمات منظمة عموما ، ومرتدة منها بشكل أخص .. ومن يرجع البصر كرتين في سبب ذلك يجده غياب محور ارتكاز قادر على ضبط الإيقاع بالشكل الأنسب . وفي الوقت الذي يتشتت نظر مارتنيز بين لاعبي الدوريات الفرنسية غير المصنفة وبين لاعبي أندية العاصمتين ذات الخلفية المادية الجيدة ، والجانب الإعلامي المُلَمِّع نكاد لا نظفر بالحلقة المفقودة في المنتخب الوطني .. تلك الموهبة الكروية الفارقة في تاريخ الكرة الوطنية ، تلك الموهبة المحلية النادي ، الاحترافية العقلية .. ذلك الفتى الذهبي الذي خُلِق ليلعب كما يقول موسمه الأكثر من ممتاز مع ناديه ( نادي الكدية ) رغم صعوبة الظروف المادية التي يعيشها .. نعم إنه محور الارتكاز وصمام الأمان ، وضابط الإيقاع ، بل والعمود الفقري لنادي الكدية المتأهل لنهائي كأس الرئيس وصاحب الأداء المهبر بالدوري المحلي ... نعم إنه زين العابدين ولد برداس بحسه الدفاعي الإيطالي ، كما يتجلى من قدراته العالية في افتكاك الكرات ، وطريقته الفريدة المبنية على سليم التمركز وفائق القتالية مع فريد الانضباط في امتصاص خطورة أي مهاجم ، وبأسلوبه الكاتلوني في بينياته إلى جانب دقته العالية في تمريراته الطويلة ، مع سبق حفظه لموقع كل لاعب قبل استلامه لكل كرة ما يمكنه من معرفة ما عليه القيام به على الوجه الأكمل ، ويعطيه أسبقية المقدرة على بناء أي هجمة مرتدة كانت أو غير مرتدة .. كل ذلك إلى جانب لياقة بدنية عالية ، ونظافة لعب ، وشخصية ودودة مع من حوله من زملاء ومشجعين ... كل تلك الخصائص وإن لم تكن إلا غيضا من فيض هذا الفتى الذهبي تجعل منه الضالة التي ينشدها المنتخب الوطني ، والتي بها يمكن للمنتخب سد إحدى أهم الثغرات التي يعانيها حتى يذهب بعيدا في الكان ... ومن هنا وكمشجع يحلم بأن يظهر منتخبه الوطني بشكل مشرف ، وكمشجع لنادي الكدية الذي عانى إلى جانب الإقصاء والتهميش حملات إعلامية مسعورة وظل يقدم مردودا مبهرا على كافة المستويات .. أدعو كل مشجعي المنتخب الوطني عموما ، ومشجعي الكدية خصوصا إلى التحرك ولو كتابة عن هذا الفتى الذهبي لضمه للمنتخب الوطني حتى يرفع رؤوسنا مع باقي لاعبينا أظفرهم الله على كل خصومهم ... وأدعو بشكل أخص كل أعضاء المبادرة الداعمة لنادي الكدية ، وكل أبناء المدينة الحمراء لرفع صُورِه ، وشعارات طلب ضمه للمرابطين في نهائي كأس الرئيس مع ممارسة كل أنواع الضغط المشروع على الاتحادية حتى تواجده في الكان .. فعدم ضمه _ لا قدر الله _ ظلم للمرابطين ولكل مشجعي المرابطين قبل أن يكون ظلما له هو ... #نعم_زين_العابدين_برداس_الحلقة_المفقودة_في_المرابطين