تشهد ولاية تيرس زمور من بداية الشهر الماضي حملة لمواجهة جرب الإبل الذي أخذ في الإنتشار في الولاية وولايات الشمال عامة اينشيري وداخلت انواذيب وآدرار .
الحملة تشرف عليها لجنة مشتركة بين رابطة منمي تيرس و منمين في ولاية تيرس زمور وكذا في ولاية الشمال الاخرى (انواذيب –آدرار-إينشيري) وذلك بجهود ذاتية دون تدخل من الجهات الرسمية أو الفاعلين في هذا المجال حتى الآن وخاصة الوزارة الوصية رغم خطورة هذا المرض على الثروة الحيوانية عامة وفي الشمال خاصة .
ازويرات إنفو تفتح هذه الملف من خلال استقصاء عن واقعه والجهود المبذولة فيه حتى الآن ومدى خطورة الظاهرة على المواطن في الولاية فضلا عن الثروة الحيوانية من خلال حوار مع أحد أكثر المهتمين بهذا المجال السيد سيديَّ ولد آده منسق حملة مواجهة الجرب في الولاية الذي أوضح ان هذه الحملة كانت قد بدأت في تيرس زمور بإطلاق أول سيارة يوم 4 يناير الماضي وقبل ذلك بشهر كانت قد أطلقت حملة جمع للتبرعات من اجل المساهمة في تغطية تكاليف العملية.
وقد تمكنت السيارة الاولى من حقن 95 رأسا من الابل وكلفت حوالي 500 اوقية قديمة وما زال باب التبرعات مفتوحا –يضف ولد آده- آملين في التمكن من إرسال سيارات اخرى الى مناطق موبوءة كلحمامي وغيرها..
وعن التواصل مع الجهات الرسمية والمؤسسات قال ولد سيدي انه سبق لهم ان وجهوا رسائل لأرباب العمل منذ ازيد من شهر ورسالة اخرى لاسنيم عبر السلطات المحلية وما زالوا يأملون في رد من هذه الجهات مساهمة في العملية كما ينتظرون التجاوب من مندوبية التنمية الريفية في الولاية. اما عن التفاعل من جانب الافراد من رجال اعمال فقد وصفه ولد آده حتى الآن بالضعيف على الرغم من ان اشخاصا من انواذيب ساهموا اضافة الى اشخاص من انواكشوط في هذه العملية.
وعبر ولد آده عن تصميمهم كمنمين على المضي قدما في هذه العملية وبذل اقصى طاقاتهم فيها رغم المعوقات..
وثمن ولد آده في هذا الاطار مساهمة من عمدة افديرك السابقة مريم منت بشراي بمؤونة السيارة بالإضافة الى سيدة من خارج ازويرات ساهمت هي الاخرى بمبلغ 30000 قديمة مؤكدا ان المساهمة النسوية في هذا المجال محل تقدير .
كما ثمن كذلك مساهمة السيد ابراهيم ولد لفظيل بتنازله عن ثلث أجرة السيارة وهي مساهمة منه في حدود 70000 قديمة بالإضافة الى مجهوده الخاص في العملية.
وضعية كارثية..
ووصف ولد آده الوضعية بالكارثية حيث ان الشمال قصدته هذا العام القطعان من اطراف موريتانيا واذا لم تتدارك القضية فان هذه القطعان ستعود الى مواطنها محملة بالجرب مما سيوسع من نطاق انتشاره وخطره .
ووجه ولد آده النداء للجميع للمساهمة في العملية درئا للخطر لافتا الى ان اهل انواذيب ساهموا بعدد من السيارات واهل اينشيري وأهل آدرار ايضا حيث مكنت هذه الجهود مجتمعة حتى الآن من حقن ازيد من 1600 راس من الابل في ولايات الشمال.
وأضاف ولد آده أن خطورة المرض أنه في المناطق الشمالية توجد بعض النباتات التي وصفها بالحارة التي تفاقم من المرض رغم فائدتها الغذائية وقد توصلنا -يقول ولد آده- بحالات نقوق في عدة مناطق من الولاية وهناك خشية من تطور وتزايد المرض ما قد يهدد البشر سواء من حيث الإستهلاك او ربما الانتقال خاصة اذا وصلت الاصابة الى مرحلة النزيف أي ما يرف محليا ب"اجدام" .
وللأسف هناك مناطق ينتشر فيها المرض بشكل رهيب وبالإمكان ان تصلها السيارات ولكن هناك مناطق أخرى ينتشر فيها وهي وعرة جدا وهذا موضع خطورة آخر.
متابعة للحملة ..
وعن المتابعة قال ولد آده إنه تسهر عليها لجنة من 3 اشخاص هم رئيس رابطة منمي تيرس زمور سيد ولد عبد الله والامين العام للرابطة سيد احمد ولد مولود وسيدي ولد اده منسق الحملة في تيرس الذي حرص على الاشادة بالجهود التي بذلتها الرابطة في هذه الحملة وخاصة رئيسها وأمينها العام وتجاوبهما السريع والفعال مع مبادرة المنمين في التصدي للجرب رغم مشاغلهما الجمة بالإضافة الى العديد من الاشخاص الآخرين الذين يساهمون في العملية في ازويرات حيث قررنا –يضيف ولد آده -تشكيل فريق من 5 اشخاص لمتابعة العملية وحاليا صرنا نكلف اشخاصا كي لا تتوقف العملية ممن يتوجهون في العطل الأسبوعية للبوادي ونزودهم بالحقن والطلاء وعند حقنهم للرؤوس يرسلون لنا صورها ونعوضهم بشكل رمزي عن المجهود .
ومن بين الخطوات التي اتخذنا اننا اعطينا توجيهات للفرق التي نرسلها بان تتعامل مع أي راس من الابل في مرحلة الاصابة بان تتولى حقنه مباشرة وارسال بياناته الينا كي نخبر ملاكها من خلال العلامة الموجودة عليها.
تحذير..
وقد نبه ولد آده الى أن انه على باعة الابل وباعة اللحوم ان ينتبهوا الى ان وجود الطلاء على أي رأس من الابل دليل على انه قد تم حقنه وانه سبق وان اصيب بالمرض.
تحد آخر..
سيدي ولد آده تحدث عن تحد آخر واجه المنمين في الولاية متمثل في عمليات تلصص اكتشفت مؤخرا من خلال الاستيلاء على ظوال الابل وبيعها في الولاية وهو ما حدا بالرابطة الى توجيه رسالة بهذا الخصوص الى والي تيرس زمور الذي كان تجاوبه على المستوى -يضيف ولد آده- وكذا النيابة في الولاية وفرقة الدرك في بئر ام اكرين حيث اسفر هذا التجاوب عن توقيف بعض هذه الحالات .