تم الإعلان مؤخرا في الصين عن نهاية عصر احتكار مؤشر بلاتس لتسعير خامات الحديد، و استبداله بمؤشر جديد مختلط، ويقصد بالمؤشر المختلط استخدام سعر متوسطي ناتج مجموعة مؤشرات كمعيار مرجعي للتسعير بدل مؤشر واحد، ومؤخرا تحدثت رابطة صناعة الحديد والصلب الصينية عن توافق أساسي مع العديد من شركات التعدين الدولية الكبرى، على رأسهم فالي (Vale) ، و ريوتينتو (RioTinto) ، و بي اتش بي بيليتون (BHP Billiton) على استخدام هذا المؤشر الجديد، مما يرشح اعتماده على نطاق واسع في تجارة خامات الحديد في المستقبل القريب. نجاح الصين في فرض مؤشر جديد للتسعير يعد نجاحا ثانيا لها بعد نجاحها في تدويل سوقها الأكبر عالميا للمادة الخام عن طريق السماح للمستثمرين الأجانب تداول العقود الآجلة لخام الحديد في بورصة داليان للسلع مطلع مايو الماضي، وحتى الآن سجل 86 مستثمر من خارج الصين، وشارك 56 منهم في تجارة خام الحديد عن طريق البورصة، وحتى نهاية أغسطس الماضي بلغ حجم صفقات العقود الآجلة لخام الحديد فى هذه البورصة 9 تريليون يوان. تجدر الإشارة إلى أن فارق السعربين المؤشرات هو (2 إلى 4 دولار للطن) وهذا ما يعني أن الصين ستوفر مليارات الدولارت سنويا . و عليه خطوة واحدة تفصل الصين عن التحكم في السوق العالمي لخامات الحديد، هذه الخطوة في اعتقادي هي فرض التعامل والتسوية بعملتها رينمنبي.... وعليه نقترح على شركة اسنيم فتح ممثلية جديدة لها في داليان الساحلية الجميلة أو هونغ كونغ أو حتى سنغافورة على غرار ممثليتها الوحيدة في فرنسا، التي لم يعد لوجودها أي مبررتجاري، و تكلف الشركة سنويا ميزانية معتبرة. هذه الخطوة ستمكن اسنيم من ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: أولا : تتيح لشركة اسنيم تحسين الخدمات المقدمة لزبنائها في الصين وتنويع عملائنا هناك، ثانيا : تفتح المجال أمام اسنيم للانفتاح أكثر على السوق الآسيوي الواعد، خاصة سوق مجموعة الآسيان والهند ثالثا : إتاحة إمكانية البيع بالعملة الصينية يوان خاصة بعد أن ضُمت هذه العملة إلى سلة عملات الاحتياط التابعة للصندوق النقد الدولي. متى يدرك أصحاب القرار أن تحول مركز الاقتصاد العالمي من الغرب نحو الشرق أصبح حقيقة لا مراء فيه.