أجرت ازويرات إنفو مقابلة شاملة مع الباحث الدولي الموريتاني في أسواق الحديد الدولية الدكتور يربان الحسين الخراشي حول واقع وآفاق خام الحديد في موريتانيا والعالم. و أداء شركة اسنيم وتموقعها في الأسواق الدولية وكذا تمدد العملاق الصيني في مناجم الحديد بإفريقيا وتأثير ذلك على موريتانيا بالإضافة إلى تجربة الدكتور مع مؤسسات إعلامية دولية عريقة كالجزيرة والقدس العربي ومواضيع أخرى متفرقة.
وستبث المقابلة على جزئين وههنا الحزء الأول منها على أن يبث الجزء الثاني حال اكتماله في وقت لاحق بحول الله.
السؤال رقم 1
ازويرات إنفو: في البداية نود منكم تقديم نبذة عنكم لجمهور متصفيحنا الكرام.
الاسم : يربان الحسين الخراشي من مواليد مدينة امبود سنة 1981م حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة جيلين بالصين في مجال الموارد الجيولوجية والهندسة الجيولوجية.
كنت متفوقا خلال مشواري الدراسي، وقد حصلت مقابل ذلك على تدريب في شركة سنيم 2002 م، المصلحة (215) ومنحة للدراسة بالصين سنة 2003، كما حصلت سنة 2007م على منحة الحكومة الصينية للطلاب الأجانب المتميزين لمتابعة دراسة الدكتوراه. وقد كان لي الشرف في المشاركة مع فريق بحث في العديد من البحوث في مجال تقنيات الحفر، وحاليا أعمل لدى إحدى شركات الحكومة الصينية العملاقة في مجال إدارة المشاريع الهندسية الكبيرة في دولة الكويت الشقيقة.
السؤال (2)
ازويرات إنفو: تتابع ساكنة تيرس زمور وازويرات بالأخص مقالاتكم التي عودتمونا عليها والمتعلقة بأسواق الحديد العالمية ولنا أن نتسائل عن سر اهتمامكم بهذا المجال؟
أتذكر أنه في مارس 2015 كنت أتابع إضرابات عمال اسنيم، حينها كنت خارج الوطن، وتصفحت بعض المواقع الوطنية لاستجلاء حقيقة مدى تأثير انهيار الأسعار عالميا على الشركة، و تفاجئت أنه تقريبا جميع مواقعنا الوطنية خالية من أي مقال، وحتى أي خبر يتناول انهيار الأسعار الذي من الممكن أن يكون سببا في مشاكل كارثية اقتصادية واجتماعية لبلادنا.
قلت في نفسي كيف لدولة هي الأولى عربيا، والثانية إفريقيا، والثاني عشر عالميا في تصدير خامات الحديد ومع ذلك ليس من بيننا من يكتب حول هذا الموضوع! عندها أخذت على عاتقي مسؤولية المتابعة اليومية لحركة السوق الدولي لخامات الحديد، و كتابة مقالين كل شهر حول هذا الموضوع. وعليه فإن سر اهتمامي بهذا الموضوع هو أنني رأيت فيه الفرصة لخدمة الوطن الذي صرف على تعليمنا حتى الدكتوراه، ولما أصبحنا جاهزين لخدمته تخلى عنا، ومع ذلك يبقى حق الوطن علينا لا يسقط، وأنا إن شاء الله مستمر على درب المساهمة في تنوير الرأي العام الوطني حول الصناعات الاستخراجية.
السؤال (3)
ازويرات إنفو: وماهي الامور التي ترتكزون عليها في تحليلاتكم التي توصف بالرصينة لأسواق الحديد العالمية ؟
كما تعرفون فإن المقال التحليلي يعتبر بحثا علميا صغيرا يتسم بالعمق، والتفسير والتحليل، وقوته من قوة الفكرة، فكما يقال "الفكرة القوية المحددة بدقة تعوض عن ما سواها في المقال"، وأنا أحاول دائما في مقالاتي التحليلية أن أركز على فكرة، وأكتب بلغة فصحى واضحة خالية شيئا ما من المصطلحات الغامضة التخصصية، وأتبع أسلوبا مبسطا إيجابيا، ومتفائلا، كما أحاول دائما أن أدعم تحليلاتي واستنتاجاتي بأرقام مصادرها موثوقة مثل الجمارك الصينية، وموقع بورصة دالين، وبورصة سنغفورا، وتقارير الأربعة الكبار المصدرين للحديد، وتقارير المؤسسات المالية العالمية الكبيرة .
السؤال (4)
ازويرات إنفو: كيف تقيمون تعاطي اسنيم مع ازمة الحديد سنة 2014؟
قبل الحديث عن الأزمة نتحدث عن الفرصة التي ضاعت على شركة اسنيم حيث أنه بعد فشل المفاوضات بين الصين والثلاثة المصدرين الكبار مايو -2009م (فالي ، ريو تينتو، بي.اتش.بي) نشرت صحيفة الفايننشال تايمز( Financial Times ) الذائعة الصيت، وغيرها من الصحف الدولية توقعات المحللين الدوليين التي تشير إلى أن تغيير نظام تسعير خامات الحديد عالميا سوف يؤدي إلى مضاربات تفضي إلى ارتفاع أسعارها إلى معدلات غير مسبوقة، وهذا فعلا ما حصل خلال الفترة ما بين يونيو 2009 حتى أغسطس 2014 ، وهو مابات يعرف بالفترة الذهبية للأسعار.
رغم ذلك بدأ بعض المحللين الدوليين مع بداية 2012 الحديث عن انهيار متوقع في الأسعار نتيجة للبرامج والخطط المعلنة لدى الأربعة الكبار، والتي تستهدف زيادة الإنتاج، و إغراق السوق الصيني بالمادة الخام بغية إخراج مناجمها عالية تكلفة من المنافسة، وكذلك قطع الطريق أمام الصين في امتلاك، واستغلال مناجم خارجية خاصة في أفريقيا، وأمريكا اللاتينية.
وفي الحقيقة أزمة الأسعار 2014 التي كانت متوقعة كما ذكرنا أعلاه أعطت أكثر من إنذار مبكر قبل انفجارها لكن فيما يبدو فإن شركة اسنيم لم تكن تتابع التطورات الدراماتيكية التي تحدث في السوق عالميا، وربما اعمتها العائدات الطائلة من الدولار خلال سنوات الفترة الذهبية (2010 -2011 -2012 ) وهذه الفقرة من تقرير السنة المالية للبنك المركزي الموريتاني توضح مساهمة عائدات الحديد في ميزان المدفوعات آنذاك؛ ومما زاد الطين بلة تبني الشركة لبرنامج "النهوض" خلال النصف الأول من 2013 م (أقل من سنة على انهيار الأسعار ) في فترة حرجة، والعالم كله ينتظر انهيار الأسعار بعد إغراق السوق العالمي وخاصة الصيني بالمادة الخام . وعليه فإن تعاطي شركة اسنيم مع الأزمة كان متأخرا جدا، وقد جاء في الوقت بدل الضائع، ودون المطلوب، وتشوبه بعض الارتباكات.
السؤال (5)
ازويرات إنفو: يحيلنا السؤال السابق إلى سؤال أعم وهو:هل من نجاحات حققتها اسنيم من وجهة نظركم في تعاملها مع أزمة الحديد؟
أعتقد أن المحافظة على اسنيم وخروجها من الأزمة سليمة يعتبر إنجازا كبيرا يذكر فيشكر تجب الاشادة به، وحسنة تجب ما ذكرنا في السؤال السابق، و يعود الفضل فيه لله ثم لصمود آلاف العمال وتشبثهم بالشركة في أحلك الأوقات.
السؤال (6)
ازويرات إنفو: في موضوع ذي صلة ماهي الامور التي ترون أنه كان على اسنيم تفاديها خلال الأربع سنوات الماضية بعد الازمة؟
لا اعرف بالضبط تفاصيل الأمور التي تبنتها شركة اسنيم خلال 4 سنوات الأخيرة لذلك لا استطيع الرد على هذا السؤال، و أنا بدوري أرفع هذا السؤال إلى المدير العام للشركة الوطنية للصناعة و المناجم، الذي اعتقد أنه خير من يجيب عليه، ومع ذلك اسجل أنه ربما كان ينبغي على اسنيم تفادي المشاريع الضخمة في الوقت الخطأ، و زيادة تحمل الديون في الفترة الأخيرة للتغطية على فشل بعض المشاريع.
السؤال (7)
ازويرات إنفو: حافظت اسنيم خلال الازمة على أعداد عمالها وتفادت عمليات التسريح فكيف تقيمون هذه الخطوة في ظل الازمة؟
هذه الخطوة أيضا تعتبر من النجاحات التي حققتها اسنيم في تعاملها مع أزمة أسعار الحديد، و هي تأكيد على أن الدور الاجتماعي للشركة قد لايقل عن دورها الاقتصادي ، وتعبر عن حنكة وبراعة إدارية عالية من لدن إدارة الشركة، ومع ذلك أسجل حصول تناقص طفيف في جهاز الشركة من العمال، والأطر بعد حصول الأزمة فحسب التقارير السنوية الصادرة عن الشركة كان عدد العمال سنة 2013م 6331 عامل من بينهم 495 إطار، وأصبح 7399 عاملا سنة 2014 من بينهم 500 إطار وتناقص هذا العدد إلى 7274 عامل سنة 2015 و 7263 عامل سنة 2016 من بينهم 488 إطار، وهذا ما يعني أن نسبة تناقص عمال شركة اسنيم بعد أزمة انهيار الأسعار كان بمعدل أقل من 2% وهو معدل طبيعي بالأخذ في الحسبان نسبة الوفيات والتقاعد وهذه فرصة لنذكر بأن، رأس المال البشري يعتبر رأس مال لا ينضب، ويجب على الشركة أن تستثمر فيه أولا حتى يتسنى لها أن أن تستثمر به ثانيا.
السؤال (8)
ازويرات إنفو: فيما يخص شركة اسنيم ماهي رؤيتكم لحجم تموقعها الحالي في أسواق الحديد؟
اعتقد أن شركة اسنيم رغم كل ما يقال عنها، و رغم أزمة انهيار الأسعار التي قضت على حوالي 40 شركة من الشركات المصدرة لخام الحديد إلى الصين(صاحبة أكبر سوق ) ، إلا أن شركة اسنيم ولله الحمد بقيت راسخة رسوخ جبل امهاودات، وثقيلة في السوق الدولية ثقل ما يحويه هذا الجبل من حديد، بل أكثر من هذا حافظت على مكانتها عالميا، وإفريقيا وعربيا فهي كما ذكرنا أعلاه الأولى عربيا والثانية إفريقيا و 12 عالميا في تصدير خامات الحديد، وتحتل المركز التاسع من حيث المصدرين للصين.
السؤال (9)
ازويرات إنفو: ناديتم مرارا في مقالات سابقة لكم بضرورة اهتمام شركة اسنيم بالاسواق الصينية فهل وجدتم صدى لذلك؟
في الحقيقة ليس أمام اسنيم إلا السوق الصينية التي تستحوذ على حوالي 75% من خامات الحديد المنقول عبر البحار، والتي طبعا من ضمنها خاماتنا، وحسب تقارير البنك المركزي الموريتاني السنوية فإن أكثر من 73% من صادراتنا من خام الحديد تذهب إلى السوق الصيني، وأنا أعتقد أن الصينيين مهتمون أكثر منا بالتعاون معنا في هذا المجال من أجل تنويع مصادرهم من هذه المادة الخام الاستراتيجية، وكسر هيمنة استراليا و البرازيل عليها، حيث تصل نسبت إجمالي حجم صادرات العملاقين حدا لا يطاق حوالي 83% من إجمالي واردات الصين من هذه المادة. وخلال السنتين الأخيرتين تابعت بعض العناوين في المواقع الصينية تتحدث عن وصول شحنات من خامات الحديد الموريتاني إلى مدن صينية لأول مرة وهذا قد يكون دليلا على اكتساب شركة اسنيم لزبناء جدد في السوق الصيني.
السؤال (10)
ازويرات إنفو: وهل ترون من ضرورة لفتح الشركة مكتبا لها في الصين على غرار ادارتها التجارية الموجودة في فرنسا ؟
اعتقد أن هذ ا القرار طال الزمن أو قصر لابد من اتخاذه، ومن الأفضل الاسراع في ذلك، وذلك لسبب بسيط لم يعد يخفى على أحد، ألا وهو أن الصين قامت مؤخرا بتدويل سوقها الأكبر عالميا لخامات الحديد عن طريق السماح للمستثمرين الأجانب تداول العقود الآجلة لخام الحديد في بورصة داليان، كل هذا من أجل التعامل مباشرة مع الدول المصدرة لهذه المادة، وكذلك التسوية بعلمتها اليوان، ومادامت الصين تعد شريك بلادنا الاقتصادي والتجاري الأول فلماذا لا نبيع حديدنا الخام باليوان الذي سنعيده للصين مقابل وارداتنا من صناعاتها وبضائعها؟
وعلى العموم تحول مركز الاقتصاد العالمي من الغرب نحو الشرق أصبح حقيقة لا مراء فيها، ولابد للدول المصدرة للمادة الخام التعامل مع هذه الحقيقة بحزم قبل فوات الأوان، وأنا اعتقد أن اليوم الذي ستعلن فيه الصين رفض التسديد بعملة غير عملتها لم يعد بعيدا. كما اعتقد أن فتح ممثلية جديدة لسنيم في داليان الساحلية الجميلة أو هونغ كونغ أو حتى سنغافورة على غرار ممثليتها الوحيدة في فرنسا، التي لم يعد لوجودها أي مبرر إقتصادي ستكون خطوة تمكن اسنيم من ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، ألا وهي :
أولا : تتيح لشركة اسنيم تحسين الخدمات المقدمة لزبنائها في الصين وتنويع عملائنا هناك،
ثانيا : تفتح المجال أمام شركة اسنيم للانفتاح اكثر على السوق الآسيوي الواعد،
ثالثا : إتاحة إمكانية البيع بالعملة الصينية يوان خاصة بعد أن ضُمت هذه العملة إلى سلة عملات الاحتياط التابعة لصندوق النقد الدولي، وبالتالي تخفيف الاعتماد على التعامل عن طريق منطقة اليورو التي فقدت الكثير من ميزاتها خاصة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
السؤال (11)
ازويرات إنفو: هل من معلومات عن تقدير الصينيين لنوعية الحديد الموريتاني من حيث الجودة بالمقارنة مع أنواع الحديد الاخرى الواردة إلى السوق الصيني؟
على حد علمي هناك بعض البحوث الصينية حول تأثيرات الشوائب على تكلفة صهر المعدن و تحويله إلى صلب خاصة نسبة السيليكا التي تعتبر عالية نسبياً في الخامات الموريتانية.
السؤال (12)
ازويرات إنفو: وبالمقابل ماذا عن حضور الصين في مناجم الحديد الافريقي؟
الحضور الصيني في المناجم الأفريقية أصبح قويا جدا إن لم نقل أن الصين ابتلعت مناجم الحديد الأفريقية، وحتى الآن تمكنت من وضع يدها على مناجم مهمة في كل من غينيا، وسيراليون، و ليبيريا، والجزائر وغيرها، مثل :منجم تانغ كيلي في السيراليون، و منجم سيماندوفي غينيا، و منجم بونغ بونغ في ليبيريا ومنجم غار جبيلات الجزائري؛ مما قد يمنح الصين مستقبلا إمكانية إنتاج أكثر من 100 مليون طن من خامات الحديد في المناجم الإفريقية سنويا لكن تكلفة الاستخراج في غالبية هذه المناجم تعتبر عالية نسبيا تقدرها بعض التقارير بحوالي 75 دولار للطن نظرا لغياب البنية التحتية اللازمة، وهذا في اعتقادي ما يعيق تقدم أعمال استغلالها.
السؤال (13)
ازويرات إنفو: وهل من تهديد لذلك على الحديد الموريتاني؟
اعتقد أنه على المدى القريب ليس هناك تهديد لمكانة اسنيم افريقيا من هذه المناجم لكن على المدى البعيد قد يكون هناك تهديد جدي، ومنافسة قوية، خاصة ونحن نعلم أن الصين تسعى جاهدة إلى الرفع من نسبة الاعتماد على الحديد المستخدم (الخردة) الذي يستخدم كبديل عن الخامات المستوردة، وتشير تقارير رابطة صناعة الحديد والصلب الصينية إلى أن حجم إنتاج الصين من خردة الحديد قد تضاعف أربع مرات في الفترة ما بين 2002 و 2016 ليصل إلى رقم قياسي حوالي 143 مليون طن سنويا، وهذه الكمية تكفي كبديل عن حوالي 200 مليون طن من خامات الحديد، ومن المتوقع أن يرتفع حجم إنتاج الصين من الخردة إلى حوالي 200 مليون طن سنة 2020؛ وهذا ما جعل الصين الآن تحذو حذو أمريكا بزيادة نسبة الاعتماد على الخردة كمادة خام إلى معدلات عالية بدل نسبتها الحالية، حيث تشكل فقط حوالي 11% ، بينما تصل نسبة اعتماد صناعة الصلب الأمريكي على الخردة إلى حوالي 70%.
فإن تمكنت الصين من رفع معدل الاعتماد على الخردة، وبالتالي نقص حجم وارداتها من خامات الحديد المستورد فإن تطوير مناجمها في افريقيا قد يشكل منافسة للحديد الموريتاني في الأسواق العالمية خاصة السوق الأوروبية القربية من إفريقيا.
السؤال (14)
ازويرات إنفو: كيف تقيمون حجم توفر المعلومات المتعلقة بإنتاج ومبيعات شركة اسنيم محليا بوصفكم باحثا في المجال؟
بخصوص توفر المعلومات عن اسنيم، وعلى الرغم من كون بلادنا تتبنى مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية منذ 2005م و التي أطلقت مؤخرا مشروع " البيانات المفتوحة " لتكون بذلك بلادنا أول دولة أفريقية تطلق هذا البرنامج الذي يستهدف رفع السرية عن التقارير والمنشورات الحكومية حول الصناعات الاستخرتجية، إلا أن المحتوى الرقمي على الإنترنت لشركة اسنيم ضعيف جدا، و المعلومات شحيحة جدا، خاصة المحتوى العربي، الذي إن توفر يكون ترجمة من لغة أجنبية ركيكة جدا، ومن الصعب فهمها، و تسيء إلى مكانة بلاد المنارة والرباط كإحدى ثغور الثقافة الإسلامية والعربية، وفي الحقيقة هذه الإشكالية لاتقتصر على شركة اسنيم قلعة لفرانكفونيين في شنقيط، بل هي اشكالية البلد برمته.
فالبلد ابتلاه الله بمن يسمون أنفسهم "نخبة وطنية" اللذين لا علاقة لهم ثقافيا، ولغويا بهذا البلد إلا من رحم ربي، وهذه مفارقة لاتوجد في أي دولة أخرى حسب علمي، وقد تكون من أكبر معوقات التنمية في بلادنا العزيزة.
فإذا كانت الدولة الموريتانية فعلا تنوي إشراك المواطن البسيط في المعلومة، فهي أمام خيارين : إما أن تعلم 87 % من الشعب اللغة الفرنسية أو أن يتعلم الذين يسمون أنفسهم "النخبة الوطنية" لغة وطنهم الرسمية. وبالمناسبة كانت منظمة الفرانكفونية الدولية قد كشفت في تقرير لها صدر سنة 2014 أن موريتانيا تضم 529 ألف من المتحدثين بالفرنسية (13% من مجموع السكان) ؛ مقابل 714 ألف شخص في السنغال (11% من السكان).
السؤال (15)
ازويرات إنفو: كيف تقيمون الأداء الاعلامي لشركة اسنيم حسب متابعتكم؟
قلت الأداء الاعلامي: جوابي مختصر وبسيط : الصورة أصدق من أي كلام : لاحظ معي أن آخر تحديث للأخبار على موقع الشركة المفروض أنه بوابتها الاعلامية كان 18 أكتبور 2016 ,هذه الصورة ملتقطة اليوم 30 مايو 2018
و في الأخير أنتهز هذه الفرصة واعتذر للقراء الكرام عن الأخطاء المطبعية، و الإملائية، والنحوية التي تشوب مقالاتي أحيانا، والتي تترك دائما انطباعا سيئا لدى متصفحي موقعكم الموقر، و أتمنى لكم ولهم رمضانا كريما وصياما مقبولا.