(1).png)
.gif)
نعيش بحمد الله شهر القرآن في نسخته ال 1437، وقد تكفل الخالق يحفظ كتابه بجهود الرجال، لابالملائكة أو الخوارق، فالقرآن محفوظ بلا ريب، هذا قرار الهي نافذ : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر : 9] والمحظوظ من البشر، من يضعه الله في طريق هذا الجهد المبارك لحفظ كتابه. لذا، أقترح أن نتعاون جميعا للرد بالكلمة والحجة والدليل على الهجمات المعاصرة على كتابه، والتي لم تعد تخفى على أحد، كما لايخفى - من خلال اطلاقها وتسويقها والانتصار لها - أنها حملة أبعد ماتكون عن التلقائية والبراءة. لم يجد أغلب المنتصرين للعلمانية في موريتانيا من يصفونه بالعالم الفذ والمفكر الملهم والفقيه المفسر المفوه غير د. محمد شحرور، ينقلون عنه التفسير والتأويل والفكر، ولم يجد د. محمد شحرور لبث سلسلته المريبة "النبأ العظيم" غير قناة (روتانا خليجية) الرجل مهندس مدني ولد في دمشق عام 1938، ويقول عن نفسه انه توجه لدراسة القرآن كردة فعل على هزيمة 1967 بينما تقول كتاباته انه انطلق في "فهمه القرآن" من كون قيم الحضارة والفكر الغربي المعاصرة مسألة ثابتة وصحيحة ومناسبة، ثم حاول بعد ذلك أن يلوي أعناق النصوص للتفق معها، ونكتفي اليوم باعطاء مثال على هذا التوجه من خلال عرض "تفسير" آية سورة المائدة التي تتضمن حكم قطع يد السارق : "والنكال هو المنع، ولاحظ أن الأيدي بالجمع وليس (يداهما) فالمقصود من الآية هو كفّ أيديهما عن المجتمع بعقوبة ما تحددها الهيئات التشريعية لكن حدها الأعلى السجن المؤبد، علمًا أن السارق اسم فاعل أي ليس من سرق ذات مرة وإنما من امتهن السرقة فأصبح سارقًا. وهذا مطبق في أمريكا". انتهى. اثنت الخارجية الأمريكية على الرجل بعد صدور كتابه الأول (الكتاب والقرآن) وذلك ضمن لائحة من سمتهم ب "الباحثين الاسلاميين المجددين" ويكفيك أن تمر مرورا سريعا على صفحات من ينتصرون لهذا الرجل من بني جلدتك، منهم من بدأ الموضوع عنده بمجرد اعجاب باللمسة "المادية" في كتابات الرجل، ومنهم من يعتقد بالفعل أن الأديان من صنع البشر، ومنهم من اكتسبه المشروع فقط بسبب ميله الى ما شذ من الافكار، ولكن، يجمعهم اليوم قاسم مشترك واحد هو أنهم "مستخدمون" اليوم في هذا المشروع العالمي، ويسعون عن قصد الى "تزيين الكعكه" والمشاركه في تسويقها. والمقلق في المسألة أن هذه الجهود أثمرت عن انضمام أبرياء الى الجوقة، أشخاص سطحيون في انواكشوط، قرأوا تمجيد الرجل على صفحات بعض ماسونيي هذا المنكب، فطفقوا يبشرون بمقتطفات من سلسلة له بعنوان (لعلهم يعقلون) تبثها في هذه الأيام قناة "أبو ظبي" وهو ما جعل الوقوف في وجه هذا الغزو أصبح اليوم ضروريا ومستعجلا. ... يتبع
