بدا الرئيس واضحا في حديثه مع المجلة الفرنسية؛ فأجاب على كل الأسئلة المقدمة بوضوح و أريحية، بعيدا عن أسلوب المناورة واللف أو الدوران.
موضوع المأمورية الثالثة كان ومازال الشغل الشاغل للمعارضة إنكارا لعدم حدوثه أو استبعادا لحصول ذلك وللموالاة في عدم التناغم الكلي في فهم تصريحات الرئيس حوله؛ فمنهم طيف كبير مازال يعزف على وتر تغيير الدستور (الخطوة المستبعدة) استجاشة للعاطفة الشعبية من أجل حمل الرئيس -في ظرف ما- على الترشح! ومخالفة كل تصريحاته السابقة التي يصر بكل ثبات ووضوح على تكرارها علنا وفي أظهر دوائر الضوء، وحسب العارفين بالرجل فإنه ماض في تصديق أقواله بجلي الفعال.
لقد أكد الرئيس في هذه المقابلة على أن رئيس البلاد المقبل عليه أن يكون على قدر التحدي و المسؤولية لقيادة البلاد في مواصلة تعزيز الوحدة الوطنية و الاستقرار السياسي و إرساء دعائم الأمن و مد جسور التنمية و هذه مواصفات لا ينبغي أن يختلف معه أي مواطن حيال طرحها واشتراطها.
حول رجال الأعمال الموجودين في الخارج و المثيرين للقلاقل و الأزمات بفعل دعمهم لمنظمات تعمد عادة إلى تدنيس سمعة البلاد تحت تأثير حركة متجه المال بفعل تقاريرها الزائفة المرتهنة أصلا والتي لا تنطلي حقيقتها على ذي بصيرة؛ وطبعا بات الأمر مكشوفا بصورة فاضحة تجعل منه أداة لخدمة النظام القائم أكثر ممن أرادوا إضراره بذلك *انقلب السحر على الساحر*.
أما عن الحوار -يضيف الرئيس- فمن المؤكد أن ماتم من حوارات ماضية يحظى بكل التزكية و لا عودة إلى الوراء و لا إعادة في ذلك و لا مجال للإلهاء.
الملفات الموجودة بين يدي القضاء تتم جدولتها و معالجتها في المساطر القضائية مهما ترتب على ذلك من مدد زمنية؛ ويبقى القضاء هو المتصرف الوحيد في ذلك.
العلاقات مع دول الجوار مبنية على المصالح و احترام السيادة و على ذلك الأساس يحدث التحسن و الانتعاش و قد تحدث القطيعة بعد الفتور ولو بعد أو إلى حين.
التحولات الحاصلة في الساحة السياسية تتحكم فيها عوامل منها الحضور و النشاط و المشاركة الفعالة و استغلال الفرص و التخطيط المحكم.
التعاون الدولي الموريتاني في المجال الأمني أصبح مثالا يحتذى و ركيزة هامة في منطقة الساحل.
المشاعر الإسلامية للمواطن الموريتاني مصانة و على ذلك الأساس تفاعلت الحكومة لتوفير الإطار الشرعي القانوني الرادع في المستقبل؛ سدا لباب التعدي على المقدسات بوصفها أولى الأولويات.
تميزت المقابلة بالإجابة على كثير من الأسئلة التي كانت قبلها عالقة ومحيرة، وتميزت كذلك بالوضوح وهذه أمور تستحق الإشادة و التثمين من كل الموريتانيين.