شائكة هي العلاقة بين الهدف السياسي و الوسائل المفضية إليه يقول ميكافيللي في كتابه (الأمير) :"إن الكثيرين قد تخيلوا جمهوريات وإمارات لم يكن لها وجود في عالم الحقيقة و أن الطريقة التي نحيا بها تختلف عن الطريقة التي يجب أن نعيش فيها و أن الذي يتنكر لما يقع سعيا منه وراء مايجب أن يقع إنما يتعلم مازيؤدي إلى دماره بدلا مما يؤدي إلى الحفاظ عليه و لا ريب في أن الإنسان الذي يؤيد اماهان الطيبة في كل شيئٍ يصاب بالحزن و الأسى عندما يرى نفسه محاطا بهذا العدد الكبير من الناس الذين لا خير فيهم" صعب هو التنبؤ بتقلبات الكتل الهوائية في المناخ السياسي كل الإحتمالات مفتوحة في ميدان هذه العلاقة فهل تستند كل من الموالاة و المعارضة إلى محتوى الغاية و مشروعيتها أم إلى القيم الأخلاقية العامة قسم الرئيس يمنعه من الترشح لمأمورية ثالثة و مقاطعة المعارضة للحوار والتعديلات الدستورية تمنعانها من الإندماج بشكل أخلاقي في أي استحقاقات سياسية دون الجلوس على أرضية توافقية مشتركة قد يكون في صفوة الصفوة رجل المرحلة و القوي المؤتمن على السلطة لغاية "2024" والذي يجسد بطل الفيلم التاريخي "مجرد أمانة" بين بوتين و ميدفيديف وقد يكون في رجالات الصف الأول في القطب المعارض فيلسوف حكيم قادر على إقناع المعارضة الممانِعة بأن الخبرة مبرر للوقوع في أخطاء جديدة عوضا عن تكرار الأخطاء السابقة على مسرح شكسبير تعرض مناظرة فكرية عميقة تقول الناطقة باسم المجتمع المدني"تَيْبَه"إن السياسة توأمة الرياضيات في التعقيد مستحضرة مقولة درابك"الرياضيات مثل الزواج كلاهما يبدأ بفكرة بسيطة في البداية ولكنه يتعقد بعد ذلك " مؤكدة أن الوصاية الإجتماعية التي تطبع أغلب مظاهر الزواج الموريتاني ومايعقبها من إفتعال المشاكل الأسرية هي ذاتها سماة الممارسات السياسية الموريتانية الخشنة منها والناعمة - العسكرية و الحزبية - أما الناقد السياسي "ديلول" فيشاطر آرثر ادينجتون الرأي في قوله" تعلمنا الرقم (1)وبالتالي كان من السهل علينا تعلم الرقم (2)لأن 1 +1=2ولكننا بعد ذلك اكتشفنا ان المسألة أكبر بكثير " ليخلص إلى أن المعادلة الرياضية ذات العوامل المشترك ما هي إلا إختزال للحلول الأمر ذاته فيما يخص إمتهان السياسية كوسيلة نقل سريعة لبلوغ الغايات تختلف التسميات في ميادين السياسية رغم اختلاف التوجهات والقناعات والمبررات إلا القاسم المشترك بين الجميع هو السعي وراء السلطة هي الرياضيات بعينها حسب جولز غهنري"الرياضيات هي محاولة اعطاء نفس الأشياء مسميات مختلفة " في غياب حماية للناخب الذي هو المستهلك المستهدف بكل منتج في عالم التسويق السياسي يقع الوطن ضحية الصراع على البقاء في الواجهة فاعتماد المعارضة على نهج و أسلوب الفوضى الخلاقة يعتبر انتكاسة أخلاقية انتجت ملفات ضغط داخلية بقصد أو بغير قصد في تمكين العابثين بوحدة واستقرار الوطن من زرع مفاهيم الفرقة والإختلاف وليست الموالاة بأفضل حال فارتهانها للنمط السياسي التقليدي واعتمادها في المناسبات السياسية على لوحات تشكيلة أكثر إقناعا للرقيب الدولي منها لطموح الشعب في أن يرى ذاته في ممثليه الأكثر جدارة وكفاءة إلى أن يمتلك العاملون للسياسة القائمون عليها الشجاعة الكافية لتوجيه مجرى السياسة في الاتجاه الصحيح و ترويض السياسية بالأخلاق تبقى الوحدة الوطنية تغني باسم الشعب "خذوا المناصب خذوا المكاسب لكن خلولي الوطن "