مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

104,09 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

عن أي موضوع أكتب ؟ /محمد الأمين ولد الفاضل

ثلاثاء, 06/02/2018 - 23:26
محمد الامين ولد الفاضل

وجدتني مشتت الذهن وفي حيرة من أمري أمام هذا الكم الهائل من المشاكل والمظالم والتحديات، فلم أعرف عن أي مشاكل الوطن ولا عن أي مظالمه أكتب، فهل أكتب عن الانفلات الأمني وعن فيديوهات التعذيب التي أصبحت توزع علينا بمعدل فيديو صادم كل يوم؟ أم أكتب عن حوادث السير وعن الحادث الذي تسبب فيه مراهق كان يقود سيارة بسرعة طائشة وأدى إلى وفاة كاتب ضبط كان في طريقه إلى المسجد أم عن الحادث البشع الآخر الذي وقع على طريق نواذيبو

 والذي أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص مع تأخر لافت للإسعاف؟ أم أكتب عن تجار المواشي والجزارين الذين دخلوا في إضراب بعد أن ضاعفت عليهم السلطات الضرائب في عام الجفاف هذا؟ أم أكتب عن الأسعار وارتفاعها الصاروخي أم عن الجفاف الذي تتجاهله السلطات والسياسيون والكتاب والمدونون؟ أم أكتب عن تنامي الخطاب الشرائحي وعن الشحن العرقي الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة؟ أم أكتب عن اختطاف السياسيين بسبب آرائهم وعن سجن ولد غدة 166 يوما دون محاكمة؟ أم أكتب عن الإساءات المتكررة لمقدساتنا وعن ملف المسيء الذي لم نعد نعرف شيئا عن أمره، وعن تعديل المادة 306 الذي لم يعرض حتى الآن على النواب من أجل إجازته؟ أم أكتب عن ثلاثة عشر نائبا في الحوض الشرقي عجزوا عن تقديم سؤال شفهي عن عدم فتح مطار النعمة؟ أم أكتب عن هذه الدعوات المتصاعدة لمأمورية ثالثة؟ أم أترك ذلك كله وأكتب عن المشاكل البنيوية والمزمنة التي تعاني منها البلاد، والتي تتفاقم يوما بعد يوما بسبب عدم الجدية في مواجهتها: مخلفات الاسترقاق؛ التعليم؛ الصحة؛ البطالة؛ الفساد....
لا أدري عن أي هذه المواضيع أكتب، ولا أدري كيف أتعامل مع هذه المشاكل والمظالم والتحديات، فهل أكتب عن واحدة منها وأترك البقية؟ فهل أكتب مثلا عن حوادث السير وأترك الانفلات الأمني؟ أم أكتب عن ارتفاع الأسعار وأترك معاناة باعة المواشي في عام الجفاف هذا؟ أم أن الأفضل أن أكتب عن كل هذه المظالم والمشاكل والتحديات دفعة واحدة فأشتت بذلك ذهن القارئ؟
حقيقة لا أدري عن أي هذه المواضيع أكتب..المستفز في الأمر أنه أمام هذه الكم الهائل من المشاكل والتحديات التي تواجهها البلاد، فإنك لن تعدم أن تصادف مبادرة هنا أو هناك تدعو لمأمورية ثالثة، وكأن البلاد ما تزال بحاجة إلى مأمورية أخرى من الانفلات الأمني، وإلى مأمورية أخرى من الشحن العرقي والشرائحي، وإلى مأمورية أخرى من الإساءة إلى المقدسات، وإلى مأمورية أخرى من التحصيل والجباية التي لا ترحم غنيا ولا فقيرا، وإلى مأمورية أخرى من ارتفاع الأسعار، وإلى مأمورية أخرى من انهيار التعليم وتفشي البطالة..

إن الطبالين والمصفقين والمتزلفين قوم لا يستحون.