لكل مخلوق وطن هو ملجأه وملاذه في السلم والحرب في الشدة والرخاء في الفرح والحزن في الأمن والخوف يجول ويصول ويعلم أن لا مكان يستوعبه غير الوطن ، والوطن رقعة من الأرض ينتمي إليها كل كائن ومنها الإنسان يشعر نحوها بالانتماء وتكتسب المواطنة بالولادة من أبوين ينتمون لهذه الرقعة الجغرافية من الكرة الارضية أو بالهجرة والإقامة الدائمة في تلك الرقعة من الارض حتى يصبح الانسان جزء منها وأن نكون مواطنون أنا وأنت في هذه الرقعة أو تلك من البسيطة يعني أن نكون سواء في الحقوق والواجبات نحو هذا الوطن المشترك إن ما يحصل من المواطنة غير المتساوية في الحقوق والواجبات ليثير السخط ويكسب الأحقاد ويورث الكراهية والشحناء والبغضاء والعداوة المطلقة كيف يكون ذلك ، سؤال يسأله من هو غارق في نعيم خيرات هذا الوطن وربما ليس عليه من الواجبات إلا القليل وهو في غفلة أو عدم دراية إذا أحسن الظن به أن الكثير من الشعب عليه الواجبات الكثيرة وليس له من الحقوق إلا القليل نعم الوطن لك فقط عندما تستأثر بكل مقدرات البلاد لك ولأسرتك وعشيرتك ، عندما تدر عليك الوظيفة العامة التي تشغلها سواء كنت مسؤول كبير في الدولة أو الحكومة او حتى مسؤول في إدارة ما من مرافق الدولة أموال طائلة وتظهرك بمظهر التاجر الكبير وأنت موظف وإن كنت تشغل منصب ما فراتبك محدد بالقانون ، هذا ليس إلا أن الوطن أصبح لك وليس لي لأني موظف وراتبي المحدد بالقانون يجعلني أظهر بمظهر المعوز صاحب الحاجة حقاً إنّ الوطن لك عندما يولد ولدك ومنصبه محجوز ويشغل الوظائف الرفيعة وإن كان غير أهل لها وولدي بعد أن ينهي دراسته الجامعية ويتحصل على أعلى الشهادات ويظل السنوات يصور الوثائق ربما يحصل على وظيفة ويكون قد شارف على التقاعد العمري فالوطن ليس لي. أكيد أنت وحدك المواطن عندما يحجز مقعد ولدك في أفضل الجامعات في العالم ويتحصل على المنح الدراسية الواحدة تلو الأخرى وإن لم يحصل على المعدل العالي ، والوطن ليس لي عندما ينتظر ولدي دوره في إحدى الموؤسسات المحلية بعد تأجيل وامتحان مفاضلة مع عشرات الالاف مثله. الوطن لك عندما لا تبالي بموعد تحصيل راتبك حضر أم تأخر فربما مائدتك لوجبة واحدة تكلف راتبي لعام والوطن ليس لي لأن راتبي الحقير قد يأتي في موعده وقد يتأخر الشهر والشهرين وأكثر. الوطن لك عندما تستطيع من راتبك أن تعمر الدور والقصور وليس لي عندما يلاحقني المستأجر وما أسنطيع الوفاء بأجرة المنزل. الوطن لك عندما لا تشعر بالأزمات الموجودة في البلاد من نقص الكهرباء والماء والفاقة وانعدام العناية الصحية ورداءة التعليم وأنا أعيش كل تلك المعاناة اتجرعها لأني مواطن مواطنته أن يتحمل الواجبات حتى يتمتع كل مسؤول في البلاد كبر أو صغر بالحقوق حتى في الحرب الوطن لك أنت في ظل الحماية كل من تحب في مأمن في الداخل أو الخارج ونحن سنتجرع ويلات الحرب وسنعيش القلق والخوف والالم والرعب لأننا مواطنون في الواجبات نحن وابنائنا في الجبهات نتعرض للموت والجروح وأبناؤكم ينعمون بالرفاهية في الخارج أيها المواطنون ابناؤكم تملأ أسماؤهم كشوفات الوظائف المدنية والعسكرية وهم غير منتظمون في أداء الوظائف غير يوم الراتب وابناؤنا على الارصفة وعلى الطرقات قد كلوا من المتابعة والبحث عن الوظيفة لكم الوطن تنعمون بكل خيراته سلماً وحرباً أبناؤكم يكتتبون في الموؤسسة العسكرية حراس ومرافقين وأبناؤنا في الميادين والجبهات يقدمون الروح والجسد رخيصة للوطن الذي هو وطنكم وحدكم فأنتم مواطنو الحقوق ونحن مواطنو الواجبات متى نتساوى في المواطنة فنكون في الحقوق والواجبات سواء وتكون الوظيفة صغرت أو كبرت تكليف وليست تشريف فيصبح المواطن الموظف في أعلى وظيفة في البلاد مثله مثل الموظف الذي يعمل في أدنى وأحقر وظيفة سواء في الحقوق والواجبات