مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

106,77 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

"المبادئ..الثابت والمتغير" /امم ولد بوزومة

ثلاثاء, 03/10/2017 - 08:20
امم ولد بوزومة

 كثير من الأحيان ما نسمع عبارة "المبادئ لا تتجز" وكأنها مبدأً أخلاقى مقدس لا يمكن الخروج عليه.. بل يتخذ منها الكثير من العامة وبعض المثقفين والمتعالمين – أحياناً- قاعدة يمكن حسم العديد من القضايا عن طريقها، وفى واقع الأمر تبدو هذه العبارة فى شكلها العام مسلمة أخلاقية لا يجوز مناقشتها أو فحصها أو تمحيصها لأنها لا تقبل إلا التسليم بصحتها، رغم أنها عبارة مغلوطة لا تحمل حتى قدر محدود من الصواب يعطيها كل هذه القوة المظهرية. وحتى يمكننا البرهنة الفعلية على تهافت المعنى الظاهر والباطن لهذه العبارة علينا أولاً أن نُعرَّف ماذا يعنى لفظ مبدأ ؟ وما هى المبادئ الأخلاقية ؟ والل "المبادئ..الثابت والمتغير" تدلنا المعاجم اللغوية المختلفة على أن مبدأ الشىء هو أوله ومادته التى يتكون منها، والمبدأ كل ما يصدر عنه شىء بنحو من الأنحاء وهو فى ذاته أمر بديهى لا يقبل البرهان بخلاف المسائل التى تخص هذا الموضوع فإنها تثبت بالبرهان؛ وعلى ذلك تكون المبادئ الأخلاقية هى القواعد الأساسية التى تقوم عليها الأخلاق وما يخالفها يُعد مبدأ لا أخلاقى. وهنا نتساءل هل المبادئ الأخلاقية ثابتة فى كل الأزمنة وفى كل الأحوال ؟ وهل المبادئ تقبل التجزئة؟ بمعنى هل من الممكن أن يكون المبدأ ونقيضه توجهاً أخلاقياً فى الآن نفسه أم لا؟ وهل المبدأ وضع من أجل الإنسان أم الإنسان هو الذى خُلق لأجل المبدأ ؟ وفى الإجابة على هذه الأسئلة تكمن البرهنة على صحة قضيتنا الأساسية وهى أن المبادئ لابد أن تتجزأ، بل يبقى تجزأ المبادئ هو بمثابة المبدأ الأخلاقى ألأصيل والرئيسى. فالمبادئ الأخلاقية ليست ثابتة فى كل الأحوال والأزمان والأماكن، فما نعتبره فعلاً مُشيناً فى المجتمعات العربية والإسلامية ربما يكون فعلا فاضلاً فى المجتمعات الأوربية والعكس صحيح، بل أن الفعل نفسه فى الزمان والمكان نفسه من الممكن أن يكون أخلاقيا ولا أخلاقيا فى الوقت ذاته، ودعنا نسرد بعض الأمثلة التوضيحية على ذلك: فالصدق مبدأ أخلاقى لا غبار عليه، لكنه من الممكن أن يكون مبدأً لا أخلاقياً إذا تمسك به الأسير عندما يقع فى يد الأعداء.. وهنا يكون الكذب فى هذه الحالة هو المبدأ الأخلاقى لا الصدق، والأمر كذلك فى الصلح بين المتخاصمين، وكذلك الحال مع الطبيب الذى قد يضطر إلى الكذب على المريض ويخفى عنه حقيقة مرضه الخطير، التى لو عرفها لازدادت مضاعفات المرض، وقد تؤدى به إلى الموت أو الانتحار عند البعض..الخ، ليصبح نقيض الصدق هنا وهو الكذب هو المبدأ الأخلاقى الرفيع