سال الكثير من الحبر في قضية لاعب افسي نواذيبو ياسين ولد الشيخ الولي وجيشت أقلام كثيرة تشكك في موريتانية هذا المواطن ازويراتي وفي الوثائق الموريتانية كما أصبحت وسيلة للمس من كرامة رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم السيد أحمد ولد يحي والتطاول عليه كما وجهت أسهم كثيرة ضد نادي أفسي الذي يعتبر أكثر الاندية الموريتانية إحترافية .
وقد تابعت الكثير من الكتابات التي تقول بأن اللاعب ياسين ليس موريتانيا على الرغم من إطلاعي على ما يثبت موريتانيته من وجهة نظري وبالمرجعية القانونية بعيدا عن ما ذهب إليه البعض من نشر صور له يلعب في فريق صحراوي فوجود اللاعب بالجمهورية الصحراوية ولعبه مع أحد فرقها لايسقط عنه الجنسية الموريتانية التي منحها له القانون الموريتاني الذي منحه الجنسية الأصليه.
و الجنسية الأصلية ( la nationalité d’origine ) وهي التي تهمنا هنا في قضية اللاعب الموريتاني ياسين ولد الشيخ الولي و تثبت للشخص منذ ميلاده ولو أقيم الدليل عليها بعد ذلك ولعله لهذا السبب يسميها البعض بجنسية الميلاد ولما كانت هذه الجنسية تفرضها الدولة على الشخص منذ ميلاده فإن البعض يميل إلى تسميتها بالجنسية المفروضة . وهي الجنسية الأصلية التي تثبت للشخص بسبب ولادته وقد نص عليها المشرع الموريتاني في المادة الأولى بقوله » يحدد القانون من هم الأشخاص الذين يتمتعون عند ولادتهم بالجنسية الموريتانية كجنسية أصلية « ومن بين الأسس التي تثبت الجنسية للشخص منذ ميلاده ما يعرف بحق الدم ,الذي يستند الى أحقية الفرد في أن يأخذ جنسية الدولة التي ينتمي إليها والده. وهذا ما جرى به العمل في التشريع الموريتاني الذي أعطى الأولوية لحق الدم من الأب وقد ورد في المادة الثامنة من قانون الجنسية الموريتانية على أنه : يعد موريتانيا:
الطفل المولود لأب موريتاني
الطفل المولود لأم موريتانية ولأب بلا جنسية أو مجهول الجنسية
الطفل المولود في موريتانيا لأم موريتانية ولأب من جنسية أجنبية وله أن يتخلى عن هذه الصفة في السنة التي تسبق بلوغه سن الرشد.
واعتمادا على هذا النص يكون موريتانيا
1 – الطفل المولود لأب موريتاني : ولا يهم إن كان هذا المولود ولد داخل التراب الوطني أم خارجه فتثبت له صفة الموريتاني منذ الميلاد بالإضافة ولا خيار لهذا المولود فيها بل هي مفروضة عليه ولا يمكن له الإنفكاك إلا بالتخلي عنها طواعية واختيار وقد بينت ( المادة 39 )من قانون الجنسية الموريتانية كيفية الإجراءات التي تتبع في هذه الحالة . ولا عبرة في نظر المشرع بطبيعة جنسية الأب التي يتمتع بها هل هي أصلية أم مكتسبة ولا عبرة في هذا الصدد كذلك بجنسية الأب أثناء الحمل وإنما العبرة بجنسيته لحظة الولادة.
و الجدير بالذكر أن الجنسية الموريتانية الأصلية تسند للطفل حتى ولو كان أبوه مجهولا وثبتت نسبته له في ما بعد ذلك لأن ثبوت النسب أو الإقرار به يعتبر كاشفا للجنسية لا منشئا لها .
و مما يقوي و يعضد من موريتانية اللاعب ياسين الشيخ الولي و يدحض مقولات المشككين في ذلك و يضعف سندهم القانوني كون والدة اللاعب هي الأخرى موريتانية و اللاعب نفسه لم يتنازل ابدا عن الحق الذي منحه له القانون الموريتاني
بعد هذا التوضيح القانوني واستنادا إلى الوثائق المدنية الموريتانية لوالدي اللاعب ياسين فإن وضعية اللاعب من الناحية القانونية سليمة ولاتحتاج الى نقاش فهو موريتاني موريتاني وفريق افسي نواذيبو لم يرتكب أي مخالفة والإتحادية الموريتانية على حق لما قالت بقانونية اجراءات تسجيل اللاعب بوصفه لاعبا موريتانيا