مسرحية شكسبير/سيد امحمد ولد احمد

تسلك السياسة المعاصرة سبلا تجعل ماهيتها عصية على التعريف بشكل دقيق ولسان حالها يقول أنها التوأم الحقيقي للفلسفة العميقة
وإذا كان الفلاسفة شعراء ضلوا الطريق
فهل قرأ الشيوخ صبيحة نقاشهم التعديلات الدستورية لديكارت وسقراط أم من الحكيم الرياضي الذي أخبرهم أن الرياضيات محكومة في صلاحياتها بشروط منطقية وأن الوازع السياسي معامل حيادي في المعادلات السياسية فضلوا الطريق عن المسار الذي رسمه لهم النظام
يقول ماكيس فيبر:
هناك طريقتان لممارسة السياسة إما أن نعيش من أجلها وإما أن نعيش منها
ومن هذا المنطلق قد يكون من المستبعد على من شابت نواصيه في السياسة أن يذوب بين عشية وضحاها في الدينامكية الإجتماعية بعيدا عن الماكنة السياسية
فهل هذا ماحرك الشيوخ فخلعوا قمصانهم الحزبية ورموها في غيابات الجب
أم أنهم كانوا على دراية تامة بأنه عندما ينعدم المبدأ وتذهب المسؤولية تموت السياسة فلم يريدوا أن يكون مجلسهم مسرح جريمة قتل السياسة ولو على الأقل أما أعينهم
مما لا شك فيه أن الرئيس يعي جيدا أبجديات قواعد الإشتباك وأن ماحصل في غرفة الشيوخ حسب الفلسفة العسكرية مجرد نيران صديقة غير أن العرف العسكري يقتضي تحليل الإنفعالات والسلوك الفردي والجماعي فهل سنشهد عمليات جراحية تستأصل الأورام التي أدت لظهور حمى الصف المتصدع أم أن هناك مخرجا سينمائة في سياسة الجمهورية الثالثة سيتمكن من أقناع الرئيس بضرورة غض الطرف عن الإنفصام السياسي في مكونات الأغلبية وإكمال مسرحية سكشبير فيما بات يعرف بقضية الرصاصة ويمين المعارضة
إلى أن يسدل الستار على كل التفاصيل سيكون الرقيب الدولي ساعتها قادرا على تقييم هذا الإنتاج المسرحي والذي مزج أبطاله من معارضة وموالاة بين الدراما التركية في وادي الذئاب وقصص الخيال المستوحات من أيام العرب في الجاهلية
يبقى على حماة البيئة أن يدقوا ناقوس الخطر فالمجال الكهروسياسي ممغنط بالتجاذبات السياسية المشحونة ببذور الشك بين رفقاء السياسة والحرب بالوكالة تدور رحاها على المنصات الخضراء بين نخب فكرية على مستوى عال من التحكم في الإستقطاب والإستقطاب المضاد
والقادرون على نسج السجاد الفكري المرصع بالجمال اللغوي إن لم يغلبوا المصلحة العليا للوطن على الإنتماءات الحزبية تاه اللاهثون خلف كل عازف سيفونيته على وتر الأعصاب