تمكنت شركة اسنيم من من دخول نادي العشرة الكبارالمصدرين لخامات الحديد إلى السوق الصيني، حيث ذكرت بيانات أصدرتها الإدارة العامة للجمارك الصينية مؤخرا أن حجم واردات الصين من خامات الحديد للسنة المنصرمة بلغ (1.024مليار طن).
وقد احتلت استراليا المركز الأول بتصديرها ( 639.875 مليون طن)، متبوعة بالبرازيل التي صدرت (214.693 مليون طن)، وتليها جنوب أفريقيا في المركز الثالث ( 44.851 مليون طن)، ثم الهند في المركز الرابع (15.563 مليون طن)، وأوكرانيا في المركز الخامس (14.788 مليون طن). أما بلادنا فقد حافظت على المركز التاسع للسنة الثانية على التوالي متبوعة بكندا في المركز العاشر التي صدرت ( 9.045 مليون طن)، بينما بلغ حجم صادرات بلادنا (9.544 مليون طن) أي بزيادة نسبتها 28.33 % مقارنة مع السنة الماضية 2015م، وبلغت قيمة مبيعات بلادنا من خام الحديد في السوق الصيني السنة المنصرمة حوالي 480 مليون دولار بزيادة نسبتها 17.13 % مقارنة مع السنة الماضية.
ويعتبر هذا التحسن في صادرات بلادنا من خام الحديد إلى السوق الصيني ثمرة للاستثمارات الضخمة في السنوات الأخيرة التي مكنت اسنيم من تطوير وعصرنة بنيتها التحتية، كما يعزى أيضا إلى جودة خامات بلادنا، حيث تتميز بتركيز عالي للحديد ونسب منخفضة للشوائب. ويأتي هذا التحسن في ظل دخول قوي للصين إلى المناجم الأفريقية، والحديث مؤخرا عن عروض من الصين الشريك الاستراتيجي للجزائر لاقتناء خام الحديد من منجم غار جبيلات الجزائري الواقع على بعد عدة كيلومترات من حدود بلادنا مع الشقيقة الجزائر.
ويعتبر هذا المنجم أحد أكبر المناجم في العالم باحتياطيات تصل 3 مليار طن باحتساب منجم مشري عبد العزيز. لكن هناك عدة عراقيل تقف عائقا أمام استغلاله منذ اكتشافه من قبل العالم الفرنسي بيار جيفان سنة 1951م، ومن أهم هذه العراقيل بعد المنجم عن البحر، وغياب الموانئ المخصصة لتصدير المعادن وسيكون أمام الجزائر أربعة خيارات لكي تتمكن من تصدير خامات حديدها :
1- بناء سكة حديد طولها حوالي 1500 كلم تربط المنجم بالبحر الأبيض المتوسط ؛
2- بناء سكة حديد طولها حوالي300 كلم تمر عبر الشقيقة المغرب إلى منفذ على الأطلسي وهذا الخيار مستبعد في ظل غلق الحدود بين البلدين وغياب التنسيق الاقتصادي؛
3- بناء سكة حديد تمر عبر أراضي الصحراء الغربية إلى المحيط الأطلسي وهذا الخيار أيضا مستبعد لأسباب يضيق الوقت عن ذكرها ؛
4- أما الخيار الرابع هو ربط المنجم بسكة حديد موريتانيا والتصدير عن طريق ميناء انواذيبو المعدني ويعتبر هذا الخيار أكثر الخيارات الأربعة المطروحة عقلانية نظرا لقرب المنجم من الحدود الموريتانية وتوفر بلادنا على البنية التحتية اللازمة لعملية التصدير وفي هذا الصدد، لا يسعنا إلا أن نقترح على السلطات المعنية في بلادنا القيام بدراسة هذا المشروع والاشتراك في إنجاحه لما له من فوائد اقتصادية سيضيفها للبلد، وحتى سياسية ...فمن يدري قد يحل الاقتصاد ما عجزت الحرب والسياسة عن حله.
د. يربان الحسين الخراشي