الطاقة المتجددة هي طاقة غير تقليدية والتي يتم الحصول عليها من الطبيعة وتتمثل مصادرها أساسا في الشمس، الرياح والماء وأهم ما يميزها أنها طاقة نظيفة وصديقة للبيئة كونها لا تنتج غازات ضارة كثاني أكسيد الكربون CO2 ولا تؤثر سلبا على البيئة.
وانطلاقا من وجود مصادر الطاقة المتجددة في البلدان العربية بشكل كبير فإن استغلال هذه الأخيرة لا يزال محدودا مقارنة مع بعض الدول في القارتين الأوربية والأمريكية.
وأصبح إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة شيئا مألوفا في الآونة الأخيرة من طرف بعض الدول العربية ووضعت هذه الدول مخططا لزيادة نسبة إنتاجها من الطاقة المتجددة ومن بين هذه الخطط مبادرة مصدر في أبو ظبي التي تسعى إلى بناء أكبر معمل لتحويل الطاقة الشمسية المركزة في العالم ومن المفترض أن تصل قدرته إلى 1000 MW .
ويسعى المغرب للوصول إلى إنتاج 42% من احتياطاته من الطاقة بحلول 2020 من خلال الطاقة الشمسية وذلك بعد الانتهاء من مشروع وارزازت في جنوب شرق المغرب في حين يخطط الأردن لإنتاج 300 MW من حاجته إلى الكهرباء في عام 2020 من الطاقة الشمسية أي بنسبة 10% وحددت بعض الدول الأخرى أهدافها الإجمالية للطاقة المتجددة بحلول 2020 من بينها مصر التي تعمل على تركيب بعض المحطات الشمسية وتطمح إلى تحقيق نسبة 20% من إنتاجها بينما حددت كل من الجزائر 40% وتونس 30% في عام 2030 ، أما السعودية فتطمح إلى تحقيق نسبة 40% من الطاقة المتجددة في عام 2032 وذلك حسب أرقام نشرتها إدارة الطاقة بجامعة الدول العربية، ويتوقع الأمين العام للهيئة العربية للطاقة المتجددة أن يصل حجم الاستثمار في هذا القطاع إلى 300 مليار دولار بحلول 2030 ، ومن المتوقع وحسب الوكالة الدولية للطاقة أن تصل نسبة إنتاج الطاقة المتجددة في العالم العربي حدود 25% في عام 2020.
بذلت موريتانيا في هذا الإطار وخلال السنوات الأخيرة مجهودات كبيرة في مجال تطوير الطاقة المتجددة وذلك في إطار خطتها التنموية الشاملة التي أخذت من توفير الكهرباء ركنا أساسيا في تحفيز التنمية، وقد تحقق تقدم كبير على هذا الصعيد منذ 2009 وهو التقدم الذي تجسد في زيادة إنتاج الكهرباء بخمسة أضعاف، الشيء الذي حول موريتانيا من وضعية عجز إلى وضع فائض، وتمثل نسبة الطاقة المتجددة في موريتانيا 30% من الإنتاج الإجمالي للكهرباء، ومن المتوقع أن يصل هذا الإنتاج إلى أكثر من 42% في سنة 2019 بعد انتهاء الأعمال في محطة انواكشوط الشمسية التي تصل سعتها 50MW
وبهذا تكون موريتانيا قد أصبحت فاعلا في مجال الطاقة المتجددة ونموذجا يحتذى به ويحسب له حسابا على المستوى العربي والإقليمي .
الداه ولد إبراهيم ولد أباه
مهندس وباحث في مجال الطاقة
E-mail :[email protected]