مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

104,09 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

أبناؤنا هم مستقبلنا / الأستاذ: سيد محمد ولد محمد محمود

سبت, 21/01/2017 - 21:43
الأستاذ سيد محمد ولد محمد محمود

قبل حوالي قرن من الآن كتب أحد دعاة الإسلام في المشرق كتابا بعنوان  : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟، ربما يكون الدافع لكتابة ذلك الكتاب هو ما يدفعني لكتابة هذه السطور وإن اختلفت الظروف و الملابسات ، كان سؤال العالم هو ماذا خسر العالم ؟ وسؤالي هو ماذا خسرنا نحن الشناقطة  حفدة عبد الله بن ياسين والإمام الحضرمي ومن جاء بعدهما من العلماء والصالحين، إننا في موريتانيا لم نصدر شيئا ذا بال قط كما صدرنا القيم والمعارف ،وكلمة شنقيط لم ترتبط بشيء كما ارتبطت بالعلم والمعرفة  والسلوك ،

لكن من يزور شنقيط الآن وخاصة شمالها المنجمي سيلاحظ بسهولة أن الجيل المقبل لا يربطه بماضيه سوى الجغرافيا ،فالسكر والعربدة وعقوق الوالدين والإساءة على المعلم والتنابز بالألقاب هي أخلاق دخيلة على هذا المجتمع وتنذر بمستقبل مظلم لهذا البلد الحبيب ، لقد فرطنا في القيم وشاعت المنكرات حتى لم تعد منكرات فمن الطبيعي الآن أن تمر بإحدى المؤسسات التربوية  وتشاهد الأهلة والزهور يتناجون في غير حياء ، أما الثياب غير الساترة والزي غير الأخلاقي فغدت أمرا طبيعيا حتى إن إنكارها يعد منكرا ،

وقد يعجز المدرس والمربي في أحايين كثيرة عن تقديم درس علمي لأن أهميته أصبحت موضع شك لدى النشء ،إن هذه الطريقة التي نرى عليها أبناءنا - ونسمح لهم بالاستمرار فيها- خطيرة جدا وتؤدي إلى ضياع الهوية والدين ومن ثم الوطن والإنسان ، وتهدد السلم الأهلي ، إن أغلبنا - إلا من رحم ربك - يتعامل أبنائه كما يتعامل مع مواشيه يعلفها في الصباح ثم يرسلها حيث شاءت ثم تروح ويعلفها ويغلق عليها الحظيرة ، فالأب يهمه ما نقص من الزاد ولا يهمه ما نقص من الأخلاق والدين ، والأم تجلس مع بناتها يشاهدن مسلسلات تروج الخيانة والكذب وكيفية ارتكاب الجريمة وطمس معالمها

                  وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت               فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذبوا

كان هذا التشخيص فما العلاج ؟

إن منزلة الأخلاق من الدين منزلة الرأس من الجسد ، والأنبياء جميعا اختلفوا في التشريع واتفقوا على الدعوة إلى التوحيد والأخلاق، والكلام في أدلة ذلك من الكتاب والسنة معا مكرر محفوظ ، لكن تجدر الإشارة إلى أن الله تعالى شرع للمحافظة على الأخلاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعله فريضة على كل مسلم لا يحتاج إلى إذن من الحاكم

1- فأول وصفة علاجية هي إعادة تشغيل جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما شاع المنكر إلا عندما سكتنا عليه ، ولو أمرنا جميعا بالمعروف ونهينا عن المنكر ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه

2- أن نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ...كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. ) ويتحمل الأب مسؤولية القوامة في البيت وليس "القمامة" لأن كل ما نطعمه أبناءنا مثل القمامة وما نزرعه فيهم من قيم وأخلاق نقطفه برورا في الدنيا وأجرا في الآخرة

3- أن نتناصح فيما بيننا ف"المسلم أخو المسلم" لا معنى لها إذا لم ينصحه ويقومه بالرفق واللين كما ورد في الأثر: ( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ...فقالوا كيف ننصره ظالما ؟ قال: بأن ترده عن ظلمه )

4- أن نعيد النظر في مناهجنا التربوية حتى ننشئ جيلا يجسد هويتنا الحضارية وذلك من خلال رد الاعتبار لمادة التربية الإسلامية وإسناد تدريسها للمختصين

             وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين