تتميز الشركة الوطنية للصناعة والمناجم أنها الشركة الأولى في الوطن من حيث الأقدميه وأنها هي العمود الفقري للإقتصاد الوطني،فهي الداعم الأساسي للحركه الإقتصاديه في الولايات الشمالية خصوصا ،وكذا جوهرة الثروة الإقتصاديه للبلد عموما .وشهدت هذه الشركة تجاذبات منذ نشأتها إلي اليوم لكن هذه التجاذبات والإضرابات التي تشهدها اليوم لم نشهد لها مثيلا من قبل منذ أن كان يتولى تسييرها المستعمر إلى أن إنسحب منها المستعمر مع منتصف السبعينات وتولى تسييرها أبناء البلد وللإشارة فقد كان العمال أيام الإستعمار يجدون جميع حقوقهم من مرتب كبير ومواد غذائية عند نهاية كل شهر ويجدون جميع الإمتيازات وجميع الحقوق القانونية حتى إن أحدهم إذا مرض أومرض أحد من أسرته وأستعصى دواءه في المدينة تأتيه طائرة خاصة بالشركة وتنقله إلى أي مكان يتوفر فيه علاجه على نفقة الشركة. لكن إنسحب المستعمر بعد مظاهرات عمت المدينة ضد وجوده أملا في أن يكون أبناء البلد أحسن منه لكن للأ سف ظهر أن المستعمر أدري بحقوق العمال من أبناء البلد منذ ذلك الحين والشركة لا تراعي حقوق عمالها ، ولاتحترمهم ، ولاتقيم لهم وزنا ، وتتربح من عرق جبينهم دون أدنى شفقة عليهم ، فوالدي خدم فيها قرابة عشرين عاما من 1975 حتى 1995 كان يخدم بمرتب ستة وعشرين ألف أوقية وأستغنت عنه الشركة مع مجموعة من العمال بدون وجه حق وعوضت لهم مبلغ 300000 أوقية للعامل -مضحك تماما- ، وهؤلاء العمال حقوقهم في رقبة المدير آنذاك ، وهو معروف لكن (عند ربكم تختصمون). واليوم للأسف الشركة تتوقف جميع أعمالها وما كان ليكون هذا لو أن المسيرين لهذه الشركة ، وأعني هنا المدير العام ، والوزير ، والحكومة تفاوضوا مع العمال ، وأعطوهم حقوقهم والمستحقات التي تعهدوا لهم بها أوبعضها إن كان كما يقولون سعر الحديد منخفض عالميا ،ويا أسفاه مستعمر يسير الشركة تسييرا حسنا، وأبناء البلد عاجزين عن تسييرها وإعطاء العمال حقوقهم . من جهة أخرى على مناديب العمال والعمال أن يبتعدوا عن تسييس القضية ، وعن السياسيين لأن لهم أطماعا قد يكون بعضها كارثي على الشركة ، وعلي البلد لاقدر الله .
وفي الختام نرجو من العلي القدير أن تمر هذه الأزمه بخير وأن يجد العمال جميع حقوقهم التي يناضلون من أجلها منذ زمن بعيد.
____________________________________
ملاحظة:
الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.