((بسم الله الرحمن الرحيم. الم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين وبعد:
فإن الإيمان بالله إذا لم يصاحبه العمل كان قولا باللسان لا يوجه صاحبه في الدنيا ولا ينفعه في الآخرة ،ومن لوازم هذا الإيمان محبة المؤمنين وموالاتهم في السراء والضراء قال تعالى {إنما المؤمنون إخوة} وقال النبي صلى الله عليه وسلم :(المؤمن أخو المؤمن) ثم بين معنى الأخوة فقال:(لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ولا يسلمه) فالأخوة إذا تقتضي النصرة والمساعدة ودفع الظلم عنه ورده عن الظلم ولا معنى للأخوة إذا لم يترتب عليها جلب لنفع أو دفع لضر كما قال الشاعر :
إن أخاك الحق من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك
وكما قال الآخر:
وما كل من يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
وقد شاء الله تعالى أن يمتحن إيماننا بما أصاب إخوتنا ساكنة "بئر أم اكرين" من فيضانات وسيول جارفة سببت كوارث إنسانية وخلفت عوائل بلا مأوى حيث أن هناك بعض الإحصائيات تحدثت عن سقوط ما يربو على مائة منزل تهدمت بالكامل أو أجزاء كبيرة منها لم تعد معها صالحة لمقاومة حر ولا برد ،كما ذكرت وسائل إعلام نفوق مواش كثيرة كانت مصدر رزق أصحابها ،
فأين نحن من مصيبة إخواننا وهل تحركت في ضمائرنا أخوة الإيمان وعاطفة الإنسانية وأين نحن من قول الله تعالى {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} وقوله :{وأنفقوا مما رزقنكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخّرتني إلى أجل قريب فأصدّق وأكن من الصلحين ولن يِؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون} وقوله :{وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).