مباشرة بعد التصويت على قانون العدالة ضد رعاة الارهاب، بدأت تتحرك الملفات، فرفعت أول يوم امس، اول دعوى قضائية متعلقة بالقضية، و سنشاهد المئات من نوعها في الاسابيع و ربما الاشهر القليلة المقبلة ،الامر يتعدى كونه مجرد عملية ابتزاز بسيط ،مالي او سياسي تتعرض له المملكة العربية السعودية من طرف حليفها الامريكيُ، بل هو ما يشبه اعلان عن نهاية التحالف السبعيني بين البلدين...
فماذا تنتظر السعودية بعد هكذا قانون و ما عليها فعله ؟ و هل بدأت في التفكير في ما بعد المظلة الامريكية؟
لم نتفاجئ من تصويت مجلسي النواب و الشيوخ الامريكيين ،قبل اسبوع من الآن على قانون العدالة ضد رعاة الارهاب بغالبية مطلقة من جمهوريين و ديمقراطيين ،حتى المرشحان اترامب و اكلينتون اكدوا دعمهم له،و بالرغم من الجهد الذي قام به عادل الجبير و اللوبي السعودي في الولايات المتحدة الامريكية، مما يعني ان السعودية لم تعد تعني الكثير لدى الولايات المتحدة الامريكية، و يتضح ذلك اكثر من خلال مواقف واشنطن من الحرب على اليمن و الازمة السورية و اتفاقها النووي مع ايران،في المحصلة لا شيئ تنتظره السعودية من امريكا..
و مع كل هذه المعطيات و التغيرات بسياسة واشنطن تجاهها ،يتحتم على السعودية مواجهة هذا الواقع أو الهجمة الامريكية اذا صح التعبير،و ذلك عبر سياسة داخلية و اخرى خارجية يمكن ان نلخصها في المسائل التالية:
إصلاح سياسي جذري في المملكة يجنبها تداعيات ما بات يعرف بالربيع العربي ‹‹المغرب نموذجا››،و اخذ العبرة من الدروس التي مرت بها شعوب المنطقة،مما يعطي فرصة لتوحيد الجبهة الداخلية ،و هذا ما سيساعدها في خطتها الاقتصادية ‹‹رؤية المملكة 2030›› و التي هي بدورها اساسية ايضا.
البحث عن شركاء و حلفاء جدد في عالم تتشكل فيه مراكز القوة من جديد حيث غيرت ملامحه الازمة السورية و ضرورة مراعاة اهمية الحوار خاصة مع دول الجوار و القوى الاقليمية.
في حين تبق عملية تحول السعودية سياسيا ما بعد المظلة الامنية الامريكية، كالسعودية اقتصاديا ما بعد مرحلة النفط اي انها مرحلة صعبة تتطلب وقتا
في النهاية و رغم معارضتنا لسياسة السعودية في المنطقة، و خدمتها لمشاريع الامبريالية و الصهيونية العالمية، الا اننا نقف معها في هذه الظرفية التي تجني فيها ثمار تحالفها مع اعدائها و اعداء امتها.
____________________________________
ملاحظة:
الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.