مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

104,09 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

التعليم الأساسي في موريتانيا..أصل الخلل/ الطيب السخاوي

ثلاثاء, 27/09/2016 - 06:15
الطيب السخاوي

بعد أيام قليلة ستشهد المؤسسات التعليمية استنفارا كبيرا إيذانا بالعام الدراسي الجديد، وبداية مشوارها التعليمي للسنة الدراسية 2016_2017، سواء تعلق الأمر بالمستويين الابتدائي والثانوي، أو الجامعي.....، وهو ما جرت به العادة منذ ظهور المدرسة المدنية الحديثة في البلاد.                                                                

مع كل افتتاح سنة دراسية جديدة، تعود إلى الواجهة أسئلة كثيرة، منها ما هو جديد، ومنها ما ظل يتراكم منذ سنين، دون أن يحظى بالإجابة أوحتى محاول الإجابة عليه. وفي خضم هذه الأسئلة المتراكمة  بين رفوف الإستفهامات. نجد أنفسنا بحاجة ماسة إلى إثارة بعضها، أو على الأقل إعادة طرحها من جديد، عسى أن تلامس آذان المسئولين.(ما الأسباب الكامنة وراء تراجع المستويات التعليمية في البلاد ؟ وإلى متى سنظل نعاني من فشل المخططات التعليمية ؟ وكيف يمكننا أن نتغلب على هذا الواقع المزري؟).                                                 

هناك أسئلة ثانوية تتزاحم على وسائل الإعلام وساحات الرأي مع كل افتتاح سنة دراسية جديد. (ماهي ظروف الافتتاح؟مامدى الإقبال على التسجيل؟ماهو عدد الطلاب المسجلين؟....).                                  أسئلة كثيرة، لاتعبر عن أهمية الموضوع، ولاحتى عن كنه القضية، فالأمر أكبر من ذلك. إنه مستقبل أجيال، إنه مصير أمة وقضية شعب، إنه مقياس التحضر والرفاه الفكري والحضاري بين الأمم والشعوب، إنها قضية تتموقع في صميم القضايا الكبرى التي يعاني منها بلدنا اليوم، فعبر التاريخ ظل مستوى التقدم التعليمي في الأمم والشعوب المرآة التي تعكس وتحدد مكانها بين الأمم، وفي عصر (النانوتكنولوجي) نجد أنفسنا بحاجة إلى الوقوف مع القضية وقفة جادة، من خلالها ننظر لواقعنا التعليمي، لنشخص مشاكله وتعلاته، وننظر بعين البحث عن حلول ناجعة إلى مستقبله وآفاقه.                                                                       

لاشك أن التحدي الأبرز أمام نهضة أي بلد من البلدان هو بناء شعب منصهر متلاحم، يعبر كل فرد من أفراده عن ذلك المواطن الصالح: الذي يعلم ماله وماعليه، يشعر بحق وطنه عليه قبل أن يشعر بحقه على وطنه، متشبع بمثل الانتماء للأرض، مستعد للتضحية من أجلها، صالح في ذاته مصلح لغيره، وذلك لايكون إلا بخلق شعب متعلم من أساسه حريص على تعلم أجياله باذلا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، يقدر الفرد كنواة لوجوده وبقائه.                                         

من كلام المنطق أن تصحيح البدايات شرط  في صلاح النهايات، فالذي يسعى إلى إصلاح التعليم في موريتانيا لابد له من العودة إلى البدايات لأن تصحيحها من آكد الأولويات، فما تدني المستويات في الثانويات والجامعات إلا نتيجة  طبيعية وحتمية للأساس الذي أهمل بنيانه لسنين خلت.حيث الصفحات البيضاء مازالت قابلة للعطاء.

إن التصحيح الذي نتكلم عنه ليس من خلال مقاربات على الورق دون دراسة منهجية تقدم لحين انتهاء صلا حيتها ثم يتم استبدالها، ولا سياسات ارتجالية آنية  متكيفة مع واقع فرض نفسه عليها، إنه التركيز على النشء الصغار(الأجيال القادمة) من خلال ثورة في المجال التعليمي تبدأ بغربلة الطاقم التدريسي وتصفيته للتميز بين غثه وسمينه، والصرامة في امتحانات التجاوز بين المراحل، وزيادة البنى التحتية من مدارس وثانويات وجامعات، وبناء كفالات مدرسية في المناطق النائية والأحياء الهشة، وتوزيع الأدوات المدرسية بغية التخفيف من الأعباء على الأغلبية الساحقة من الآباء المعوزين، ونشر ثقافة التمدرس بين الحلقات الهشة من مجتمعنا، ونشر ثقافة نبذ الجهل، ومحاربة الاختلاس من خلال توظيف وسائل الإعلام، وهيئات المجتمع المدني، ونهج إجرءآت صارمة في التطبيق ووجود الإرادة القوية من الجهات المختصة، مع التقييم المستمر للطاقم التدريسي والتلاميذ، ونشر ثقافة المكافئة والتشجيع، بين الأساتذة والتلاميذ والاستفادة من بعض التجارب الناجحة في الميدان سواء كانت إقليمية أودولية، وإبعاد المرامي والأهداف الضيقة، سوءا كانت سياسية أوغيرها فالقضية مصيرية تتعلق بمصير أمة ومستقبل أجيال من حقهم أن يحظوا بتعليم متميز.

 و صفوة الكلام أنه لابد من وقفة جادة، للتغير من هذا الواقع، وذلك طبعا من خلال السعي لصياغة جيل جديد متعلم و واع، تبدأ بلورته من المستوى الأساسي، حتى نتمكن من بناء أساس صلب، تقف عليه مؤسساتنا الثانوية،والمهنية، والجامعية، للرفع من المستوى التعليمي في البلد الذي هو شرط من شروط نهضة الأمم وصناعة مستقبل مشرق لها.

____________________________________

ملاحظة:

الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.