الواقع المر الذي يعيشه عالمنا العربي من لعب المخابرات الدولية لعبة الشطرنج في سماء بلداننا العربية
سوريا, العراق, اليمن, ليبيا
وقيام الثورات والثورات المضادة فكريا وإعلاميا والصراع الإيديولوجي الطائفي والمذهبي لدليل قاطع على فشل دبلوماسيتنا وغياب النضج السياسي والوعي الاجتماعي
إن عوامل الخلل الدبلوماسي مافتئت تنخر في جسدنا حتى كدنا ننسى أو نتناسى أن العدو الصهيوني بنى شبكة أخطبوطية من العلاقات الدولية مكنته من كسب الرهان في كثير من المعارك الدبلوماسية التي خضناها ضده في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني المغتصبة أرضه
عوامل جمة تجعل الدبلوماسية العربية عرجاء لا تتماشى وتسارع الأحداث الإقليمية والدولية منها على سبيل المثال لا الحصر
1-الانتقاء أسلوب سيئ في إختيار الدبلوماسي العربي يقوم على أساس التوازن الجهوي والعشائري بعيدا عن خصائص الشخصية الدبلوماسية الناجحة- الدهاء, اللباقة,الحنكة السياسية, الحس الإستخباراتي
2-الضعف الشديد في المستوى اللغوي فغالبا مانجد دبلوماسيينا –دبلماسيي الوطن العربي-لايتقنون من اللغات الأجنبية غير لغة البلد المعتمدين لدية وهذا عجز في التواصل واستمالة البعثات الدبلوماسية للدول الأخرى
3-الهواجس النفسية التي يعيشها الدبلوماسي العربي من حيث عدم الإستقرار والإطمئنان فتقلب الأنظمة والحكومات العربية بشكل مفاجئ ومستمر مربك للمهنية الدبلوماسية مما لا يدع مجالا لإبداع الدبلوماسي في مجال إقامة علاقات واسعة مع البعثات الدولية والهيئات الأممية وعلى الرغم من أن وزارات الخارجية تعد الجهاز المركزي الذي يقوم بمهمة تزويد الدبلوماسيين بالتوجيهات والتعليمات المحددة و تلقي التقارير والبيانات من الدبلوماسيين ودراستها وتحليلها إلا أن هذا الجهاز العربي لايزال عاجزا عن التصدي للمشكلات الخارجية لعدة أسباب أهمها
*-وجود إزدواجية في إدارة السياسة الخارجية مما يعني وجود أجهزة أو إدارات أو مراكز قوى تتولى إدارة أمور السياسة ألخارجية إلى جانب وزارات الخارجية وهو أمر يؤدي إلى ضعف ثقة الدبلوماسي بوزارته ومحاولته توثيق الصلة بالأجهزة الأخرى صاحبة اتلنفوذ
*-عدم العناية بهيكلة الوزارات الخارجية على أسس قويمة وسليمة فعلى الرغم من أهميتها إلا أنها في وطننا العربي قد توكل بعض مهامها لذوي الاختصاص البعيد من السياسة والقانون الدولي
غياب الندوات الفكرية والتدريبية في مجال الدبلوماسية والتأهيل السياسي
*-انعدام التنسيق في السياسات الخارجية العربية متناقضة تارة وتارة متنافرة وهذا ما يفسر الغياب المستمر لجل أو بعض القادة العرب عن القمم العربية وراء أعذار لا تتماشى وحجم واقع الوطن العربي
*-عدم إلزامية القرار
فإن كانت كل الدول العربية تعلن رفضها لاغتصاب فلسطين وتهويد قدسها كما تعلن استعدادها لتحريرها وتجهر بعدائها لكل من يسعى لطمس الهوية الإسلامية العربية في فلسطين وكل من يهدف لحرمان الشعب الفلسطيني من من حقه في نيل حريته والعيش بكرامة غير أن تصرفاتها المجسدة في سياستها الخارجية لا تتفق مطلقا مع المواقف المعلنة
وبسبب التناقض الفاضح بين ألأقوال والأفعال والتناقض الصارخ بين التضامن اللفظي والتضامن الفعلي وقعت قضايا الوطن العربي العادلة والمشروعة ضحية الدبلوماسية الخرقاء والنفاق السياسي والاجتماعي ودفنت أحلام أجيال مزق وطنها الكبير جشع رجال دفنوا ضمائرهم في جيوبهم
وإن كان من مبادئ الجامعة العربية الحفاظ على أمن وسلامة أراضي البلدان العربية إلا أنها لا تزال بعيدة عن الذود عن حياض الوطن المستباحة
*العقلية العربية للاستخبارات
فعلى الرغم من أن العربي يمتاز بالذكاء والمراوغة إلا أن حقول المخابرات العربية ضلت أمكنة موبوءة
فمن ناحية الرقيب الإجتماعي هي انحراف اخلاقي وتجرد من الذات موبوء من يمارسها
أما من ناحية من ليس معك فهو ضدك فهي سوط عذاب من النافذين وصناع القرار في ووطننا العربي على الذين هم حجر عثرة في طريق سياساتهم
في حين تجد أن البعض يمتلك البطاقات الاستخباراتية ليس حب في وطنه وإنما تهربا من النقاط الأمنية تارة وتارة من أجل النفوذ إلى أي مكان في المؤسسات الرسمية
وينسى هؤلاء جميع أن المخابرات في الوقت الراهن من أقوى أسلحة الدول هي منظومة من الشبكات المعقدة تدير عملها في الظلام فكم من سفير أجنبي كان على علاقة حميمية بقادة دولنا العربية لكنه في الوقت عينه كان يدير عملية استخباراتية ضد هذ ا البلد العربي أو ذاك تقطع أوصاله وتشرد أبناءه
أين نحن من الدبلوماسية العالمية ومايحكمها من عمل استخباراتي
ومتى سنظل نرى الدبلوماسية الدولية حضنا دافئا نفشي في أسرارنا – خلافات الشقبق والشقيق , مكامن القوة والضعف