نهنئ أنفسنا وبلادنا بمناسبة نجاح تنظيم القمة العربية ،والتي أثبتت بلادنا من خلالها أنها رقم مهم يجب أن يحسب له حسابه رغم أنها لم تتجاوز الخمسينات مقارنة مع أعمار الدول.
بالإضافة إلى مناخ الإلتحام الذي عم أجواء القمة وتجنبها للكثير من المشاكل التي كانت تميز القمم السابقة، فإن موريتانيا قد حققت مكاسب هامة كانت بمثابة تحديات صعبة كانت ترسم الإسستفهامات العريضة التي طرحها البعض حيال تنظيم موريتانيا لهذه القمة في سانحة تاريخية شائكة.
ويمكن إجمال المكتسبات التي جنتها موريتانيا من خلال تنظيمها للقمة العربية في النقاط التالية.
- المكسب الأمني: الذي كان بمثابة تحد مخيف، والذي كان نجاحه إنجازا هاما أثبتت الدولة الفتية من خلاله أنها تمتلك قدرات أمنية مقنعة. في الوقت الذي تستعين فيه بعض الدول بشركات أمنية لتأمين الجامعات فما بالك بتأمين الأمراء والقادة.
- النجاح الدبلوماسي : وقد تمثل أولا في إقناع العرب بتنظيم القمة في موريتانيا، هذا بالإضافة إلى غض الطرف عن كل الاستفزازات التي حاول البعض من خلالها تعكير صفو أجواء القمة. والذي كان قد يودي بالقمة إلى المجهول لولا الحنكة في التعامل مع اللحظة، وهو ما يعتبر نجاحا دبلوماسيا كبيرا جنته موريتانيا من خلال التحضير للقمة.
- إثبات القدرة على تحمل المسؤولية: إذ أن بعض المناوئين للبلد ومن يتوافق معهم في الأفكار من أبنائه كانوا يعتبرون مجرد فكرة تنظيم موريتانيا لحدث كالقمة العربية مثيرا للسخرية. لكن ما حدث هو العكس، وبعد هذا النجاح التنظيمي الكبير أكدت موريتانيا أنها على قدر المسؤولية.
كلها مكتسبات كانت قبل القمة تحديات مخيفة لكنها بعد هذا النجاح الذي بهر المراقبين، ففي الوقت الذي يكتوي فيه العالم بنار التفجيرات والمشاكل. استطاعت موريتانيا أن تقدم نفسها من خلال نجاحها في تنظيم هذه القمة كعنصر فعال ليس في إفريقيا فقط بل على الصعيد الدولي. وهو ما ستكون له نتائج إيجابية في تعامل الآخر مع موريتانيا مهما كان ذلك الآخر(؟) وهذا نجاح لنا كلنا كموريتانيين مهما اختلفت مشاربنا لأن مصلحة البلد فوق كل اعتبار.