نجحت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم ) في استرجاع مكانتها في السوق الصيني لخامات الحديد بعد أن خسرت حوالي 26% من حصتها خلال السنة المنصرمة. وقد أظهرت بيانات السوق الصيني أن حجم صادرات بلادنا إليها من خام الحديد خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية بلغ حوالي 3.971 مليون طن بزيادة قدرها 48.36 % مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة التي كان قد بلغ فيها حوالي 2.677 مليون طن.
وإذا استمرت صادراتنا بنفس الوتيرة الحالية )بمعدل 850 ألف طن في الشهر على أقل تقدير ( خلال الأشهر المتبقية من السنة، فإن إجمالي صادراتنا لسنة 2016 قد يصل إلى حوالي 10.18مليون طن محققة نسبة زيادة قدرها 36% عما كانت عليه العام الماضي أي (7.473 مليون طن). إن نجاح سنيم في استعادة مكانتها في السوق الصيني يعتبر دليلاً ساطعاً على قوتها التنافسية، و نجاحًا باهرًا لآلاف عمالها، خاصة أن هذا النجاح جاء في ظرفية زمنية وجيزة صعبة وحرجة تتميز بهبوط حاد للأسعار، وخروج عشرات المصدرين الصغار، وحتى الكبار من المنافسة على السوق الصيني ( مثل السويد، وهولندا،والفلبين)، حيث تراجع عدد الدول المصدرة للصين من حوالي 65 دولة سنة 2013 إلى 29 دولة مايو 2016، كما تناقصت صادرات مصدرين كبار مثل جنوب أفريقيا التي تراجعت صادراتها إلى الصين خلال نفس الفترة المذكورة أعلاه من 19.202 مليون طن 2015 إلى 18.032 مليون طن 2016 مسجلة بذلك تراجع بنسبة 6.08% .
وكذلك سجلت صادرات روسيا إلى الصين عن نفس الفترة تراجعا بلغ 28.46 % حيث تناقصت من 3.542 مليون طن عن الخمسة الأشهر الأولى من 2015 إلى 2.534 مليون طن مقارنة بنفس الفتر من السنة الجارية ، و نفس الشيء حصل مع إيران التي تناقصت صادراتها من 5.913 مليون طن إلى 5.379 مليون مسجلة انخفاضا بلغ 9% .
و بعد هذا النجاح الكبير لسنيم في استرجاع مكانتها في السوق الصيني يحق لنا أن نتساءل هل ستحقق سنيم النجاح ذاته في تحقيق برنامجها الاستراتيجي "النهوض" ؟ و النهوض حسب موقع الشركة هو برنامج " يترجم الرؤية الجديدة لشركة سنيم على المدى البعيد الرامية إلى تحقيق إنتاج يصل إلى 40 مليون طن سنويا في أفق 2025 بكلفة متحكم فيها تقل عن 40 دولار/ الطن كما تسعى سنيم في إطار هذه الدينامكية التحولية إلى تجاوز حاجز ال25 مليون طن سنويا اعتبارا من سنة 2019 م."
وفي الواقع يعتبر تحقيق سنيم لرؤيتها بزيادة صادراتها إلى السوق الصيني مطلبا صينيا قبل أن يكون مطلبا موريتانيا، وذلك لأسباب كثيرة ذكرتها في مقالاتي السابقة، والتي أقلها أن الصين كدولة عظمى يشكل قطاع الصناعة فيها حوالي 56% من الناتج المحلي الإجمالي لا يتوقع منها أن تسمح بالتحكم في مصير سلعة استراتيجية لكل الصناعات مثل خام الحديد . لكن لتحقيق برنامج النهوض هذا وفق الرؤية الاستراتيجية السالفة الذكر يعني أن سنيم ستزيد من صادراتها إلى الصين بحوالي 8.72 مليون طن سنويا قبل 2019م، و 19.95مليون طن سنويا بحلول 2025 م، هذا طبعا في حالة اعتماد أن حصة الصين ستبقى على ماهي عليه الآن، حيث تشكل حوالي 75% من مجموع صادراتنا السنوية التي توقعنا أن تصل إلى حدود 10 مليون طن مع النهاية السنة الجارية.