حسب الخبراء الإقتصاديين فإن دورة حياة الشركات تمر بخمسة مراحل
1- مرحلة التأسيس أو الإنشاء, 2- مرحلة النمو, 3- مرحلة الإستقرار, 4- مرحلة النضج, 5- مرحلة التجديد أو الهبوط
وكغيرها من الشركات فإن دورة حياة الشركات الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم)تخضع مما لاشك فيه لهذا الطرح .
كانت البداية في عقد الخمسينيات من القرن العشرين حيث بدأ استغلال مناجم الحديد في ازويرات من قبل شركة موريتانيا -(ميفارما) والتي انتقلت حقوف الإمتياز فيها إلى اسنيم سنة 1974م بنسبة 78,95% للدولة الموريتانية من رأس مالها .
يمكن القول أن مرحلة التأسيس أو الإنشاء امتدت من يوليو 1972م إلى يناير 1979م بتسيير الإداري المدير العام اسماعيل ولد أعمر والذي قضى سنتين من مأموريته في ميفارما قبل أن تتحول إلى الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم)
وفي يناير 1979م تولى الإداري المدير العام أعل ولد علاف إدارة اسنيم إلى يناير 1980م ثم الإداري المدير العام أحمد ولد عبد الله من يناير 1980م إلى ابريل 1980م ليخلفه الإداري المدير العام باب ولد سيدي عبد الله من ابريل 1980م إلى يناير 1985م
وخلال الفترة الممتدة من 1979م إلى 1985م بدأت الشركة تشهد نمو كانت أهم معايير قياسه تتجلى في عدد العمال والإدارة القائمة والتغيرات التي تطرأ على الثقافة المؤسسية للشركة.
أما مرحلة الإستقرار للشركة فقد كانت من الفترة الممتدة من يناير 1985م إلى سبتمبر 2005 م بإدارة الإداري المدير العام محمد السالك ولد هيين وقد اتسمت هذه المرحلة بأن مخاوف الفشل والإنهيار أصبحت شيئا من الماضي وركزت الشركة اهتمامها على تثبيت وضعها في السوق وتحركات المنافسين ومراقبة فرص النمو والتعامل مع التهديدات وتطوير الهيكل الداخلي للشركة وأساليب إدارتها وإن كان العمال فيها قد عانو من التجويع والتدني المستمر للأجور
مرحلة النضج من سبتمبر 2005 م إلى بداية 2015 م
وفي هذه المرحلة حققت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم قدرا كافيا من الإستقرار مكنها من التغلب على معظم الظروف غير المتوقعة وأصبحت ذات خبرة ولديها من الأرباح ما يمكنها من الإستمرارية في مواجهة التحديات الخارجية مثل الإنكماش أو التباطؤ الإقتصادي وانخفاض أسعار الحديد ووصلت إلى هيكل تمويلي يوازن بين حقوق المساهمين والدائنين.
غير أنها دخلت مطبات سياسية وصراعات داخلية وأزمات ثقة جعلت عمر مرحلة النضج أقصر من اللازم
فالتدخل السياسي تمثل في التغيير المستمر والمفاجئ للمدراء العامين وفي فترات قصيرة:
سبتمبر 2005 م - دجمبر 2006 م الإداري المدير العام يوسف ولد عبد الجليل
دجمبر 2006 م - نفمبر 2008 م الإداري المدير العام محمد عالي ولد سيد أحمد
نفمبر 2008 م - اغسطس 2009 م الإداري المدير العام أصمان كان
اغسطس 2009 م - فبراير 2011 م الإداري المدير العام الطالب ولد عبد فال
فبراير 2011 م - ابريل 2016 م الإداري المدير العام محمد عبد الله ولد أداعه
أما الصراعات الداخلية فقد أدت إلى ظهور لوبيات مقيتة وأيادي خبيثة داخل بعض مرافق المؤسسة الحساسة والتي تعمل على تغذية الأحقاد والمنافسة غير الشريفة والبحث عن الترقية ولو على رماد الآخرين وزاد الطين بلة أزمة الثقة التي عاشتها المؤسسة في الفترات الأخيرة
فأصبح العامل البسيط يرى مسؤوله في العمل مجرد(منبطح) لا يهمه إلا جيبه
وأصبح المسؤول في العمل يرى العامل البسيط مجرد(متهور) لا يقدر الظروف الصعبة للشركة بل وقد يقوده طيشه إلى تخريب ما تم تحقيقه من مكاسب
كلها عوامل جعلت الشركة العتيقة تدخل المرحلة الأخيرة من حياتها هذه المرحلة والتي يقسمها الخبراء الإقتصاديون إلى مرحلتين
* مرحلة التجديد والإبتكار * مرحلة الهبوط
وحسب وجهة نظر البعض فإن إنقاذ الشركة الوطنية للصناعة والمناجم من وضعها الحالي إدخالها في مرحلة التجديد والإبتكار يتطلب خيارات استراتجية ناجحة ومصالحة حقيقية بين العمال وحكمة عالية تمكن الإداري المدير العام الجديد للشركة من عدم الوقوع في فخاخ الإستقطاب والإستقطاب المضاد
فهل يتمكن الإداري المدير العام ابراهيم ولد أمبارك من إسعاف الشركة وإنقاذها من موتها السريري؟
أم أنه سيجد نفسه حبيس واقع مر ويقع فريسة سهلة للوبيات المتحصنة في قلاع الذئاب بين أروقة الشركة فبقع المحذور وتتخذ قرارات خجولة واستراتجيات تحكمها المحاباة والمجاملات ؟
أم أن تاريخ الرجل في هذه المؤسسة جعله من أهل مكة وأهل مكة أدرى بذئابه ويعرفون طريقة التخلص من مكائدهم ؟
____________________________________
ملاحظة:
الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.