مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

104,09 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

إلى مدير سنيم الجديد ... رسالة عاجلة!!...

سبت, 09/04/2016 - 18:05

بسم الله الرحمن الرحيم... و صلى الله و سلّم على نبيه الكريم و آله الطيبين....

لا بأس في البداية-رغم طبيعة الاستعجال- أن نتمنى صادقين للمدير المنصرف التوفيق و السداد و النجاح في قابل أيام مسيرة عمله على رأس وزارة المياه و  الصرف الصحي... فمن ذلك التمني  الصادق لن يخسر أحد أيّ شيئ.... أليس كذلك؟...  و الآن دعونا نهنئ المدير الجديد متمنين له أيضا و بكل صدق و اخلاص  التوفيق و السداد و النجاح على رأس إدارة سنيم ... بذلك نكون قد  أدينا واجبا مستحقا لكل واحد من الاثنين ... و تبقى نصيحة مستحقة للثاني لا بد تقديمها فالدين النصيحة...

سيدي المدير  العام!.....

أنتم من ابناء هذه المؤسسة العتيدة و خريج مدرستها حيث زاولتم فيها مهام عديدة و تبوأتم عدة مناصب خلال سنوات عدة و هو ما يجعل عليكم واجبا أكيدا و عبئا ثقيلا و دينا لهذه المؤسسة  لا بد من قضائه و زيادة  بعد أن تبوأتم موقع الرأس منها ... في هذا الإطار و من موقع أحد ابناء هذه المؤسسة الحريصين على نمائها و ازدهارها و تطورها اسمحوا لي -سيادة المدير-  بالتنبيه على بعض النقاط و  التنويه ببعض المقترحات لعل ذلك يفيد و ينفع في مواجهة المهام الصعبة التي تواجهنا جميعا....

لا يخفى عليكم و لا على أحد من انباء هذا الوطن الموقع الذي تتبوئه سنيم كقيمة و رمز سيادي وطني منذ أيام نشأة الدولة الموريتانية الأولى الى أيامنا هذه... يتجلى ذلك في مساهمتها في دورة الاقتصاد الوطني و في تحملها اعباء احتياجات ولايات  و مناطق عدة  بالإضافة الى كونها مجمعا فريدا لأبناء هذه الوطن بتنوع اعراقه و فئاته و مكوناته  كما أن ريعها يصل الى كل نقطة من هذا الوطن ... فقلّ  أن توجد قرية الا وبعض ابنائها يعملون باسنيم ... و هذا ما يميزها و يجعل لها مكانة خاصة في نفوس الموريتانيين عموما  ... هذه  هي الملاحظة الأولى...

و لا يخفى على أي  متعلم أهمية الانسجام و التماسك الداخلي في أي كيان أو منظومة أو مؤسسة... فذلك هو الأساس الذي عليه  يشيد البناء  و يحصل النهوض... و معلوم أن الأسس الرخوة  غير معول عليها  في إقامة بناء متماسك و لا في تحصيل نهضة أو نهوض !... تلك هي الملاحظة الثانية....

أما الملاحظة الثالثة فهي أن العدل هو أساس الحكم و هو أساس الإدارة و القيادة... و العدل لا يقوم في حياة  مقاييسها  تخضع للإنطباعات و الأهواء ... فيلس أحد أضلّ  ممن اتخذ  انطباعاته  و أهواءه مقياسا و محددا لتصريف الأمور... لكي يقوم العدل و يستقيم أمره لابد من التقيد بالقواعد و النظم و المساطر التي لا تحابي و لا تجامل أحدا  و التي يتساوى أمامها الجميع  و تكون قيمة كل إنسان بما يحسن و يتقن...

انطلاقا و تأسيسا على تلك الملاحظات الثلاث فإن مؤسسة سنيم بحاجة الى بعض الاجراءات ذات الطابع الاستعجالي سبيلا  الى وقف حركتها المتسارعة نحو الهاوية  ... و تحويل مسارها -حقيه لا توهّما-  الى  مسهار نهوض حقيقي... من تلك الاجراءات:

أولا: لا بد من اصلاح ذات البين و اعادة الثقة بين ابناء المؤسسة بعضهم مع بعض من ناحية...  و بين المؤسسة و ابنائها من ناحية أخرى... فبدون الثقة لا يمكن توقع الا مزيد من الفوضى و التسيب و الفساد...

ثانيا: لابد من إعادة الاعتبار للنظم و المساطر التي تحكم سير شؤون المؤسسة... فبذلك تستعيد المؤسسة ثقتها في نفسها و في ابنائها و تستعيد ايضا ثقة شركائها فيها...

ثالثا: لا بد من الدفاع عن مصالح المؤسسة الاستيراتيجية من خلال إبقائها مهيمنة بشكل مطلق على استغلال مناجم الحديد في هذه الولاية على  الأقل... و ليكن توسعها  في هذا الاطار تعزيزا لهيمنها  بدل التوسع الوهمي من خلال بناء المطارات او الفنادق أو غيرها من المجالات التي تخرج عن ميدان اختصاصها...

رابعا: لابد من إعادة الاعتبار للبحوث الجيولوجية في مجال المعادن و خاصة الحديد ... ذلك أن أيّ مؤسسة تحترم ذاتها و مستقبلها يجب أن تكون بحوثها متقدمة بمسافة لا تقل عن خمس و عشرين سنة!!!... بمعنى أنما ستستغله بعد خمس و عشرين سنة  يجب أن يكون معروفا و محددا  اليوم....

خامسا: لا بد من انتاج سياسة جديدة في العلاقة  بين المؤسسة و عمالها أساسها الشراكة الحقيقة و النجاح المشترك... لا يمكن توقع  أيّ نجاح في جوّ مليء بعدم الثقة و بالعداوات ... من تلك السياسة اعطاء الحقوق المستحقة  لأصحابها ... و التقيد بالنظم و المساطر عند الترقيات و التعيينات و الشفافية التامة عند الاكتتاب أيضا ...

سادسا: لا بد من قطع الزوائد... لا بد من تنظيف المؤسسة من الإدارات و القطاعات و الدوائر و المصالح غير المفيدة التي تم خلقها في لحظة تهور شخصي  استجابة لرغبة في ترقية فلان أو علان... ما هكذا تتشكل الادارات او المصالح...!!...  و لابد من تنظيف الادارات من المسؤولين  الزوائد الذين لا يصلحون و لا يصلحون... لا ادعو الى طردهم و لكن يمكن وضعهم في مكان "ما" حتى يفح الله أو يحدث في شأنهم  أمرا...

سابعا:  لا بد من اعادة الثقة  في الأطر ذوي الكفاءات و القدرات العالية و إعادتهم الى مواقع حقيقية حتى تستفيد منهم المؤسسة بدل ابقائهم في ثلاجة النسيان ... و هنا لا بد من شيء من الصبر على هؤلاء في سبيل تحقيق الهدف... فمعلوم أن أمثال هؤلاء عصيون على الترويض و التدجين  ... و تلك هي الضريبة التى يجب على المؤسسة أن تعرف كيف تدفعها بأقل الخسائر...

ثامنا : لا بد من وقف هجرة الكفاءات من المؤسسة ... بل لابد من خلق بيئة جاذبة للكفاءات...

تاسعا : لا بد من إعادة انتاج سياسة  للتكوين و التطوير المستمر لكوادر و تقنيي المؤسسة ... و ليكن ذلك وفق محددات  علمية شفافة بعيدا عن الزبونية و المحاباة ... فعالم التقنيات في تطور يومي مستمر و بدون تكوين مستمر لا مستقبل لأية  مؤسسة في عالم طابعه المنافسة الشرسة  على المواقع و الاسواق ....

عاشرا : لا بد من أخذ مسافة من السياسة حتى تبقى المؤسسة مهنية متخصصة قليلة التأثر بتقلبات السياسة و اتجاهات رياحها و عواصفها و أمواجها... فقد أظهرت  التجارب أن المؤسسة تكون أحسن حالا بعيدا عن تلك الاجواء شديدة التقلب  ...

و أخير سيدي المدير... "و كن رجلا أن أتوا بعده   يقولون مرّ  هذا الأثر"..... و من لم يستع أن يكون جالبا للنفع  فمن العجز عدم قدرته على  امساك الضرر و توقيف حالة  التدهور و الانهيار ... و خير الكلام ما قل و دلّ ....  و الله من وراء القصد...

د. المهندس/ محمد محمود ولد سدينا

____________________________________

ملاحظة:

الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.