(1).png)
.gif)
إن شركتنا تعيش الآن وضعا استثنائيا يضعها على مفترق طرق خطير بفعل انسداد أي أفق للحوار سبيلا الى تسوية المشاكل العالقة بين الادارة و عمال المؤسسة المضربين عن العمل للأسبوع الرابع على التوالي دون أن يلوح في الافق أي أمل في حلحلة الاشكالات المطروحة... في هذا الجو أخاطب فيكم الإحساس بالمسؤولية التاريخية عن هذه المؤسسة حاضرا و مستقبلا....
لأنكم من يتحمل المسؤولية تجاه مؤسستنا بحكم أنكم الجهة الفنية التي تكفل جاهزية المنشآت للعمل من خلال اعمال الصيانة و الرقابة التي تشرفون عليها... و لأنكم تعلمون قبل غيركم درجة الخطورة و المجازفة في التمادي في سياسة العيون المغمضة غير المسؤولة التي تسمح بتشغيل منشآت حساسة و غالية التكلفة و الثمن بدون صيانة و لا رقابة و لا إشراف...
و لأنها جريمة لا تغتفر... يساهم فيها كل ساكت... و كل من هو غير مبال...
أدعوكم الى أن تحكموا ضمائركم و أن تستجيبوا لإحساس الوطنية الذي يناديكم... فليس هذا مما يسكت عليه و لا عنه و لا يصح التغاضي عنه بأي حال... أدعوكم الى المساهمة الفعالة في قوة الدفع نحو حل توافقي يحفظ على المؤسسة سلامة سيرها و يجنبها ما لا تحمد عقباه في غياب خدمات الصيانة و الرقابة على المنشآت و في مواصلة سياسة الاخلال بمبادئ الاستغلال السليمة ... تعلمون قبل غيركم أن الإخلال بتلك المبادئ سيراكم اشكالات في الانتاج ستستمر مع الشركة لسنوات قادمة ... و نحن نعلم جيدا –كما الجميع- كيف يتم الآن استنزاف الحفر المعدنية مع توقف تام لعمليات جرد الخامات العديمة مما يهدد بتوقف الانتاج المتوازن على المدى المتوسط و البعيد...
إنها مسؤولية تاريخية عليكم أن تتحملوها في هذه اللحظة التاريخية الحرجة من حياة مؤسستنا ...
من المعيب أن تبقوا –و أنتم من يتحمل العبء الأكبر تقنيا- قوة خاملة لا دور لها و لا وزن تماما كحال من يقضى الامر في غيابهم و لا يستأذنون و هم شهود.
لا يليق بكم أن تسمحوا باستغلالكم آلة تغطية على واقع مرير وخيم العواقب في إطار مسرحية جوهرها الكذب و الخداع و مغالطة الرأي العام الوطني ... بل و مغالطة الدولة و رئيسها فيما يخص واقع اسنيم و حالة انتاجها.
كل ما نطلب و ما يتوقع منكم هو تحمل مسؤولياتكم... هو عدم السكوت على جر الشركة الى مستنقع الانهيار المدوي ... هو أن تكونوا القوة التي تفرض التوازن الفعال ... هو أن تقفوا في وجه كل من تسول له نفسه أن يعبث بالمؤسسة أو يقفز على قيمها و ثقافتها المؤسسية.
اسنيم –كما تعلمون- ليست أية مؤسسة ... إنها الرّيع الذي يصل الى كل قرية و كل مدينة في هذا البلد... و هي المكان الوحيد الذي يجمع الموريتانيين من كل جنس و لون و منطقة... و هي المدرسة الوحيدة الباقية في هذا البلد التي تكوّن عمالا و أطرا تقنيين قادرين على إدارة مؤسسات ذات جدوى... و لأنها كذلك أنتم مدعوون للعب دور فعال يتناسب مع واجباتكم و مسؤولياتكم و ليكن ذلك في اللحظة المناسبة إذ كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته.
المهندس.أ. ولد محمد عبد الرحمن.
___________________________________________
ملاحظة:
الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.
