موريتانيا خمسون عاما مابين تزويج وتطليق/سيد امحمد ولد احمد

جلست أتأمل فيما وراء الأفق وفي مكامن الواقع علي أجد تفسيرا لواقع دولة وهي منذ خمسين عاما ما بين تزويج وتطليق.. معضلة التزويج والتطليق في تاريخ الدولة الموريتانية شيفرة معقدة لا يعرف عنها إلا أنها تتكون من أربعة رموز هي الجيش-السياسيون -رجال الأعمال -وجهاء القبائل للإطاحة بها .

من يغير تموقع الرموز؟ من يحرك؟.. من هذا ما يجعل الشيفرة أكتر تعقيدا .

تعود بي الذاكرة للوراء حيث أيام التأسيس والراحل المختار ولد داداه والذي يقول في إحدى مقابلاته مع الصحفي سامي كليب (قناة الجزيرة) "لقد كان هناك بعض رؤساء القائل لايريدون خروج المستعمر خوفا من اجتياح المغرب لموريتانيا". تتوالى الأحداث الدولية والإقليمية ويعلن استقلال موريتانيا في يوم 28 نفمبر 1960 وتزف الجمهورية الإسلامية لأول رجل هو المختار ولد داداه فهل يا ترى كان زواجا أم تزويجا ؟

تمر الليالي والأيام ويجد الرجل نفسه مرغما على التعامل والتعاطي مع التناقضات المحلية والإقليمية يقول الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن اجديد "ان ابو مدين أعطى تعليماته بمساعدة المعارضة الموريتانية وأن انحياز المختار ول داداه للمملكة المغربية كان سببا الإطاحة به. تولت اللجنة العسكرية للإنقاذ مقاليد السلطة فكان العقيد المصطفى ولد محمد السالك رئيسا للدولة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز عدة أشهر الأمر ذاته فيما يخص خلفه العقيد محمد محمود ولد أحمد لولي ،وتقول بعض المصادر التاريخية أن كلا الرجلين استقال  في ظروف أكثر مايمكن أن يقال عنها أنها غامضة (فهل ياترى كانت استقالة أم إقالة) بعبارة أصح هل كان طلاقا أم تطليقا وفي 04 يناير تولى عقيد جديد في الأربعينيات من عمره الحكم في موريتانيا هو العقيد محمد خون ول هيداله والذي يحلوا للبعض أن يصف فترة حكمه بالأكثر إثارة في تاريخ الدولة الموريتانية ذلك لإعترافه بالصحراء الغربية وإلغائه الرق.

 لم يطل إذا المقام بالرجل كما كان يريد أو يراد له ليرغم هو الآخر على ترك كرسي الحكم بالقوة.

 عقيد جديد إنقلاب جديد والأغنية العسكرية ذاتها " طلقها يارفيقي فهي لي" معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع 12 ديسمبر 1984 ..

عقيد جديد يتولى الحكم في موريتانيا إثر إنقلاب على سلفه أزيد من عشرين عاما قضاها ولد الطايع في الحكم إلى أن جاء العقيد اعل ولد محمد فال قائلا كما تدين تدان فاستولى على الحكم في 03 اغسطس 2005 وفي سابقة هي الأولى من نوعها في عقيدة أسلافه العسكرية وعلاقتهم بالسلطة طلقها -ربما لحاجة في نفس العقيد- في 19 ابريل 2007 وزوجها غيره هو الرئيس المدني سيدي ولد الشيخ عبد الله فهل ياترى كانت موريتانيا في تلك الفترة (أمشوتله) لابد لها من مدني يحلل الزوجة للعقيد بعد طلاقها؟ وأيا كانت الحقيقة إلا أن الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز كان له رأي آخر فاستأثر بها لنفسه وانقلب على الرئيس المدني سيدي ولد الشيخ عبد الله في 06 أغسطس 2008 لتبقى كافة السيناريوهات مفتوحة فالرجل منذ لايزال في السلطة والحرب الكلامية سجال بين الأطياف السياسية الموالية منها والمعارضة يبقى المواطن البسيط هو من يدفع الفاتورة بشكل باهظ ويروح ضحية بين المطرقة والسندان فقد اثبتت له التجارب أن كلا من المعارضة والموالاة وجهان لعملة واحدة هي البحث عن السلطة والتحكم في مقاليد الأمور فلا المزايدات السياسية ولا تنميق الألفاظ والتشدق بالبراءة تكفي لإطعام أفواه الجياع المساكين في أحياء الصفيح على الهوامش منسيين ..رحماك ربي كم يعاني الفقير....

____________________________________

ملاحظة:

الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.