مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

104,09 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

وقفة تأمل../ الشيخ سيد محمد ولد عبد الله

خميس, 24/03/2016 - 22:10
الشيخ سيد محمد ولد عبد الله

عندما تعود الصحوة واليقظة إلى أي جسم ، ينتفض وتدخله الحياة والقوة والعنفوان ،وربما يصل إلى حد النشوة ، والنوم أخو الموت خصوصا إذا طال ، وظاهرة الحياة بعد الموت حقيقة نلمسها اليوم في مظاهر متعددة ومجالات مختلفة ، وبما أن الإسلام رسالة بعث ويقظة كانت أمته التي حملت بشائره وأنواره تعتريها هذه الظاهرة : رقاد ويقظة، سِنة وصحو ، وهكذا في متتالية غريبة ، لكنها في الحقيقة أمة لا تموت ، ففيها عوامل الحياة ، ولهذا روى أبو داود في سننه مرفوعا :(إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ) والتجديد سنة حميدة تقي من البلى والإندراس وهي إلى ذلك تنظيف وتشذيب يحتاجه المسلم في حياته، ينفي عن دينه ما علق به من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.

إن أبناء الصحوة الإسلامية والذين حملوا على أكتافهم همَّ العمل لهذا الدين مدعوون اليوم قبل أي وقت مضى إلى وقفة تأمل ومحاسبة عادلة يلمس فيها كل واحد ماذا قدم وماذا ترك وماذا عمل وهل عمل الأولى ؟ أم اشتغل بخلاف الأولى  ؟ أم كانت في الطريق تعثرات وما نوع تلك التعثرات وهل كان يمكن أن ينجز أكثر وأجود...؟؟؟ فكم رأينا من أبناء الصحوة من يعملون في ميادين شتى من خدمة المجتمع بالعمل الإنساني والخيري...يحدوهم الأجر العظيم والاحتساب غير آبهين بقر أو قيظ لا يفرقون بين فئات المجتمع أو مشاربه ، طابعهم العدل والمساواة والشفافية متجردين من ميولاتهم الأخرى ، وآخرون في المجال الدعوي والتعليمي والتكويني يبلون فيه البلاء الحسن ، ويقدمون النماذج الرائعة بعيدا عن التزييف والتزويق وتسجيل الأرقام الجزاف شعارهم : ( وما أسألكم عليه من أجر ..) إنه إرث عظيم وعمل جبار أسأل الله له القبول ، لكن هل تم ترشيد هذا الكم الكبير من العمل؟ وهل نحن نتجه فيه من الجيد إلى الأجود ؟ أين الإتقان في هذا العمل ؟ أم أن الشاعر قد عنانا حين قال:  

ولم أر في عيوب الناس عيبا        كنقص القادرين على التمام

إن العمود الفقري لهذه الصحوة هو الشباب والعنصر الفعال في مسيرتها والشعلة المتقدة يجب أن يوازنوا بين الحماسة التي هي محركهم والعقل الذي هو الكابح والمرشد فلا ينبغي أن ينجروا إلى مهاترات هنا وملاسنات هناك ربما تصدر من صالح مغفل أو حاقد مدجل ، ونحن في زمن سهل فيه التقمص والتمثيل والساذج والأحمق من يظن أن الليث يبتسم؛؛ فمتى كان الشيطان الموتور ناصحا ؟ ولو تظاهر بالعطف والحنان ، أما يأمر الفقهاء الموسوس أن يتمادى في طهارته وصلاته ولا يأبه لنصح الشيطان فلو كان خيرا ما صدر منه وهو الذي لا يدعو إلا إلى الشر والتفرقة .

أمر آخر مدعوة الصحوة وروادها إليه ألا وهو خطر الإقصاء ، فالصحوة تجمع ولا تفرق ، فكل ناعق مأفون ينادي بالغمز واللمز والتوتير والتأزيم حري أن يبعد فلا يقل خطره وصلفه عن زميله السابق ... فكم فعلت النميمة وعملت من سوء ؟ وكم أربكت سير الخير؟ وكم فوتت من نعمة ؟ وكم طمرت من خير؟ وتحت دعاوي ومزاعم التنقية والخوف على العمل تنتهك أعراض، وتستباح محارم ، وتؤكل لحوم مصونة ، ويتقاعس رواد ، وتضمحل مهارات ، وتذبل قدرات وتموت مواهب ... فلمصلحة من كل هذه الفجائع ؟ وهل يمكن أن يتأتى ذلك لولا ساعة غفلة ولحظة سذاجة ؟ ( وفيكم سماعون لهم) ، فقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يجمع ولا يفرق ، إذا جاءه خبر عن أحد من أصحابه يتثبت شعاره: العدل والإحسان ،فإذا وثق من الخبر قال :(ما بال أقوام..) إنه القدوة الحسنة (( لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة )).

يتواصل في الحلقة القادمة إن شاء الله

____________________________________

ملاحظة:

الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.