مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

104,09 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

المحظرة..منظومتنا القيمية / الشيخ سيد محمد ولد عبد الله

أربعاء, 13/01/2016 - 01:24
الشيخ سيد محمد ولد عبد الله

لقد كانت المحظرة الموريتانية على مر العصور إشعاعا لا نظير له ، مما حدا بأغلب الباحثين إلى اعتبارها تجربة فريدة عز نظيرها ، فقد تفننت في أساليب التعليم والتلقي واختطت طرقا بيداغوجية عالية الدقة وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

 كَتْب ، إجازة ، وحفظ الرسم          قراءة ، تدريس ، أخذ العلـــــم

 ومن يقدم رتبة عن المحــــل        من ذي المراتب المرام لم ينل

وقد كان للوح مكانته المرموقة في المحظرة ، يقول أحدهم:

عم صباحا أفلحت كل فــلاح         فيك يا لوح لم أطـــع ألــف لاح

أنت يا لوح صاحبي وأنيسي          وشفائي مــن غلــتي ولـــواحــي

بك لا بالثرا كلفـت قديمـــــا          ومحــياك لا وجـــوه المــــــلاح

وأدى هذا الشغف الكبير بالمحظرة إلى أن يصبر الطلاب الشهور والسنوات على فراق الأهل والمرابع مع ضيق ذات اليد وخشونة العيش يقول أحمد الكمليلي:

فمن مبلغ أهلي بأنيَ ههـــــنا            أقاسي أمورا لست فيها بمنجـــد

يساورني جندا أبي وابن مالك          ومن ساور الجندين لا بد يجــهد

وولع طلاب المحاظر بحفظ المتون والحواشي والشوارد فكانوا آية في الحفظ والضبط حتى إن كثيرا منهم حفظ مسموعات ومرويات المحظرة جميعها مما أهلهم أن يكونوا سفراء لوطنهم في أصقاع الدنيا كمحمد محمود بن التلاميد الذي مثل منظمة المؤتمر الإسلامي في السويد ، وآب ولد اخطور الذي انتهى إليه التدريس في المسجد النبوي . ولقد جمعت المحظرة الشنقيطية بين العلم والتربية جمعا قل أن يوجد ، فكان طلاب العلم يرحلون إلى من تتوفر فيه هذه الخاصية الفريدة حتى ينهلوا من علومه ويقتبسوا من هديه ودله وسمته ، فقد كان العلامة النابغة الغلاوي شديد التأثر بشيخه أحمد بن العاقل حتى كان يشبهه في حركاته وكلامه ، وكذلك كان الأمر نفسه بالنسبة ليحظيه بن عبد الودود مع شيخه أحمد بن محمد بن محمد سالم المجلسي .

وقد تميزت المحظرة المورينانية في منهجها التدريسي بما يمكن أن نسميه (الوقت المفتوح) حيث يوفر الشيخ كامل وقته للطلاب مع تشعب ما يدرسون ، لذلك امتاز شيخ المحظرة بالموسوعية والإتقان ، وربما كان الشيخ يدرس وهو منهمك في عمل يزاوله يخشى ضياعه فيجمع بين التعليم والعمل معا. هذا غيض من فيض عن هذا الكنز العظيم الذي امتازت به هذه الربوع القصية من العالم الإسلامي والذي كان مثار فخر واعتزاز ، فهل أصبحت المحظرة مثار جدل حتى توجه لها السهام المسمومة ؟ وهل نحن تخلينا عن تراثنا ومصدر هويتنا حتى نسمح بإغلاق المحاظر وتوجيه التهم لها ؟ وهل أصبح القرآن الكريم و(آغبابيد) الطلاب علامة استفهام ؟ ومتى ندرك جميعا أن صمام أمان أمننا ومعزز وحدتنا وسياج أفكارنا وثقافتنا هو المحظرة ومنهجها الرباني ؟

وقبيح بنا وإن قدم العهــــــــــــــــــــ***ـــــــــــــــــد هوان الآباء والأجداد.

____________________________________

ملاحظة:

الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.