مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

106,77 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

المحظرة الشنقيطية : تأريخ ونقد / الأستاذ سيد محمد ولد محمد محمود

سبت, 05/07/2025 - 18:09

المحظرة الشنقيطية تأريخ ونقد 

                          مقدمة

" فتجد طالب العلم منهم (أهل فاس) بعد ذهاب الكثير من أعمارهم في ملازمة المجالس العلمية سكوتا لا ينطقون ولا يفاوضون وعنايتهم بالحفظ أكثر من الحاجة ، فلا يحصلون على طائل من ملكة التصرف في العلم والتعليم ثم بعد تحصيل من يرى منهم أنه قد حصل تجد ملكته قاصرة في علمه إن فاوض أو ناظر او علم وما أتاهم القصور إلا من قبل التعليم (المنهج )وانقطاع سنده ، وإلا فحفظهم أبلغ من حفظ من سواهم لشدة عنايتهم به وظنهم أنه المقصود من الملكة العلمية وليس كذلك "

                   مقدمة ابن خلدون ص 402 ط دار الغد الجديد

                      تعريف

تعتبر المحظرة مفخرة الفضاء الشنقيطي لما تميزت به من موسوعية في العلم وتنوع في المعارف وتقييد لشوارد العلوم حفظا ونظما 

فكانت بذلك بطاقة تعريف الموريتاني وجواز سفره في الدول العربية والاسلامية.

                     تأصيل

وليست المحظرة منتجا شنقيطيا محليا - كما يعتقد بعضنا - بل هي نسخة مطورة ومحدثة من مجالس الإقراء والتحديث

 في العالم العربي والإسلامي منذ عهد الصحابة وحتى يوم الناس هذا 

( فعن أبي هريرة أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها ، فقال : يا أهل السوق ، ما أعجزكم ؟ قالوا : وما ذاك يا أبا هريرة ؟ قال : ذاك ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم وأنتم هاهنا ، ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه ؟ قالوا : وأين هو ؟ قال : في المسجد ، فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا ، فقال لهم : ما لكم ؟ قالوا : يا أبا هريرة ، فقد أتينا المسجد فدخلنا ، فلم نر فيه شيئا يقسم ، فقال لهم أبو هريرة : وما رأيتم في المسجد أحدا ؟ قالوا : بلى ، رأينا قوما يصلون ، وقوما يقرءون [ ص: 124 ] القرآن ، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام ، فقال لهم أبو هريرة : ويحكم ، فذاك ميراث محمد - صلى الله عليه وسلم - .رواه الطبراني في الأوسط ، وإسناده حسن .)

 

                         تميز

 

غير أن هذه المجالس في التاريخ الإسلامي ارتبطت بالحواضر والجوامع 

وأما عندنا فقد ارتبطت بالبدو تحت الخيام والأعرشة وفوق ظهور العيس كما قال ابن بونه رحمه الله 

ونحن ركب من الأشراف منتظم 

                          أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا

قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة

                                   بها نبين دين الله تبيانا

 

                     فضائل 

وقد ساهمت هذه المحاظر مساهمة كبيرة في حفظ الهوية الاسلامية ونشر علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية 

كما كان لها دور بارز في مقاومة المد الثقافي الاستعماري .

وفواضل المحظرة وفوائدها كثيرة مشهودة 

غير أن تركيزنا هنا سوف يكون على جوانب القصور في مناهج المحظرة بغية تطويرها ومواكبتها للعصر .

 

            مناهج  

وأهم ملاحظاتي على المناهج المحظرية 

1 التركيز على المنهج التلقيني واعتبار الحفظ غاية لا وسيلة 

مما جعلك تصادف من يحفظ متون النحو مثلا ولا يستطيع إعراب جملة وقس على ذلك الفقه والاصول والمنطق والبيان ...

2 ترك التخصص واعتماد "منهجية شيء من كل شيء"

3 غياب التطبيق والتمرين حيث لا توجد اختبارات ولا تطبيقات تربط بين المحفوظات والوقائع

4 الانفصام السلوكي بحيث إنك قد تجد طالب الفقه يصلي بلا طهارة ، وطالب النحو لحنة لا يكاد يبين

 ضف إلى ذلك الانحرافات السلوكية والأخلاقية

5 غياب النقد والتمحيص حتى إن مراجعة الشيخ ومناقشته مناقشة علمية تعتبر عندهم إساءة أدب قد تحرم صاحبها من مواصلة الدرس وتعرضه لسخط الاستاذ والطلاب معا

6 التعالم والترؤس من غير ترئيس حيث يمكن لكل من درس كتابا التصدي للإقراء والتدريس من غير إجازة

7 غياب الصرامة العلمية حيث لا توجد معايير متفق عليها للإجازة 

بل كل شيخ محظرة يجيز من شاء في ما شاء متى شاء 

8 المحظرة تقدم معارف ولا تعلم مهارات

حيث لا توجد محاظر لتعليم الخط والخطابة والكتابة والاملاء ..  

9 التركيز على الكم بدل الكيف فتجد طالب القرآن مثلا يحفظ النص حفظ حروف لا حفظ أداء 

وقد لا تستغرق مدة الطلب والاجازة أكثر من سنتين أو ثلاث

وكان السلف ربما لازم أحدهم شيخه ( قالون مثلا) أكثر من عشرين سنة 

10 غياب المحفزات 

حيث لا ينتظر الطالب المحظري شهادات ولا وظائف رغم ارتفاع كلفة الحياة وطغيان الشعور المادي في المجتمع 

                       

رغم هذه العيوب، تبقى المحظرة الشنقيطية مكونًا هامًا من مكونات الهوية الموريتانية، وأهم رافد ثقافي لنخبتها وأطرها 

 ويمكن تطويرها وتحسين أدائها ، وتحديث أساليبها .