السلام عليكم ..من تواضعكم سادتي أن تسمحوا لي أن أقدم هذه الخواطر أو الملاحظات حول أحداث المشهد الوطني والتي تعبر عن الظرف و الحدث والقضية الوطنية الجامعة ومن نبلكم و كريم فضلكم أن تشاركوني بملاحظاتكم و تقييمكم .
ما حدث مؤخرا في الجمعية الوطنية إثر السؤال الذي طرحته النائب زينب منت التقي على وزير الخارجية استوقفني حيث أنه ضاع دور النائب الذي وجد لينقل هموم و جراح و آلام شعبه أصبح اليوم مدافعا عن من يمتلك السلطة و المال و التسيير ،وكأن السؤال موجه للنواب أو كأن الوزير ليس موجودا ليدافع عن سياسات نظامه، و الذي يحرج نواب الأغلبية ليس أن نائب كرو طلب من الرئيس أن يعطي فرصة للوزراء لتنفيذ بعض ما عينوا من أجله ،وليس أنه قال الحقيقة عندما سكتوا عنها ،فهم معتادون على الصمت وقت الكلام و( أتلحليح) في الوقت الذي لا يطلب منهم الحديث أصلا .
والذي يحرجهم (و طير منهم أزقبة لمباركة) أن نائب كرو يجمع بيده قمامة مدينته في الوقت الذي يبحثون هم عن موطن يستقبلوا فيه الرئيس أو مشروع ذو منفعة شخصية أو انشغال بذواتهم و أغراضهم الذاتية .
يضحكهم اهتمام نواب تواصل بحياة المواطن يضحكم ( أرش الدلو) الذي حمله النائب محمد غلام في البرلمان ليعبر عن عطش المواطن أو إتيانه بالخبز ليعرض و يثبت لهم ما فيه من غش وغلاء ، يحرجهم فضح الفساد المستشري في الدولة و أجهزتها و في تسييرها ، يحرجهم الأدلة المصورة و الموثقة و المصحوبة بالإعترافات العينية من الأفراد والتي تثبت إدانتهم بأكل المال العام ، يحرجهم الحق بصوته القوي ....
الخليل ولد الطيب سيتحامل على محمد غلام و بعض زملاء الخليل في الأغلبية سيتحاملون أيضا على تواصل و يتهمونه بتضليل الرأي العام .
ولكن الذي يدركه المواطن أن ميزان العدل ذو كفتين حق و باطل .
فإذا قلنا على تعبير الخليل أن الحق مع نظام ولد عبد العزيز فهل الحق هو رفع الأسعار و إهمال المواطن و قمع الطلاب و فساد التعليم بكامل مستوياته و تجويع عمال اسنيم و إهمالهم و معاقبتهم بعد إضراب سلمي أثبتوا فيه وطنيتهم ، هل الحق يا سيدي الخليل في غلق معاهد القرآن و الجمعيات الدعوية التي تحارب الغلو و التطرف أم الحق في رفع الضرائب على السلع التي تؤثر على القدرة الشرائية لدى المواطن المسكين و التضييق على الناس في أرزاقهم و إذا كنا أنجزنا فلماذا تشتكي العمالة في كبريات الشركات لماذا نرى إضرابات متكررة من الأطباء و الأساتذة و المعلمين و الطلاب و الحمالة و الحقوقيون وسائقي السيارات و الموظفين و الساسة و النخب ، لماذا يا سيدي تكثر الجريمة المنظمة و يطلق سراح المساجين الذين ثبتت إدانتهم بجرائم سرقة و تهريب و اغتصاب وقتل ، لماذا سيدي النائب يستمر نهب الذهب في تازيازت و النحاس في أم سى أم والحوت في البحار ، إن الحق الذي تروجوا له لا يمكن أن نقتنع به لأن الجميع مسهم الضر حتى من أغلبيتكم ، لقد بلغ ألم المواطن حدا يصعب صبره والأيام و الشهور و الأعوام تجعل ما يروج له أنه باطل بحكم الواقع و الحال ،فمثلا الصحة متدهورة إن أنجزتم مستشفيات فلم توفروا طاقما طبيا يمتلك الخبرة ولا أدوية في متناول الفقراء و الغلبة من الناس ، لماذا يتعالج الرئيس في الخارج و الوزراء و الموظفون السامون و كل من يمتلك درهما يغنيه عن التداوي في الوطن ؟ أتعلمون لماذا ؟ لأنهم لا يثقون فيما تتفاخرون به في مجال الصحة و يبقى المغلوب على أمره يتعذب في المستشفيات حتى يقضي الله أمره، أما جعلكم سنة 2015 سنة للتعليم فقد قمعتم الطلاب و حافظتم على المناهج التعليمة القديمة و لم توفروا للأسرة التربوية ظروف العيش و لا ظروف السكن ولم تنصتوا للهيئات المطالبة بحقوق أهل التعليم ولم تقدموا أي دراسة واقعية لإصلاحه ، أتعلمون لماذا لا تصلحون التعليم ؟ لأن إصلاحه يترتب عليه وعي أجيال تخشونها و ربما تحرج مستقبلكم .خياري للمثالين أي الصحة و التعليم لأنكم صدعتم أدمغتنا بهما .
هل هذا تضليل للرأي العام أم هو الواقع ؟ القرائن و الدلائل تثبت أنه الواقع الذي لايخفى على أجهل الناس (مثلي طبعا)
فمتى سنرى الحق يقال ولا يخون أهله... ؟ ربما في البرلمان المقبل إن كتب الله له النور !!
.... يتواصل
____________________________________
ملاحظة:
الكتابات أوالآراء الواردة في الموقع لا تمثل بالضرورة وجهة نظر الموقع وإنما تمثل وجهات نظر أصحابها.