تتسابق عبارات الثناء والمدح عندما يتعلق الكلام بحبيب الله وصفوته من خلقه السراج المنير ،ومشكاة المحبة ودوحة الخلق الكريم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.
هاهو شهر ربيع شهر الخير والمودة يطل علينا ، يذكرنا بالحبيب ويهتف بخصاله العظيمة وسجاياه الكريمة وسنته العطرة. ربيع العمر أجمله وأكمله ،وربيع السنة أحسنها وأكثرها اعتدالا، وشهر ربيع أحلى الأشهر كيف لا وهو ظرف لمولد خير البرية ومن أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور . وكان ظرفا أيضا لهجرته الميمونة من مكة الى المدينة إيذانا ببدء مشوار جديد من التمكين لهذا الدين.
إن شهر ربيع الأول ينبغي أن يكون ذكرى تبعث في النفوس محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويحيي في القلوب سنته ومنهجه المرتضى ، وتزين الواقع المشوب بدخن الإنحرافات بخلقه وسجاياه وخصاله العظيمة لا أن تكون موسما للبدع والمحدثات فالخير كله في الإتباع والشر كله في الإبتداع.
فهيا بنا جميعا لاتخاذ هذه الذكرى العزيزة لمدارسة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإشاعتها وتعلمها وتمثلها وبثها، وليتحمل كل مسؤوليته. ذلك في نظري أجدى وأحرى من طقوس هنا وهناك تفتقر لسند من السنة ودليل من الوحي.
و في الأخير نردد –بعد ان نصلي على الرحمة المهداة- مع الشاعر:
يا رب صل على المختار من مضر والأنبياء وجميع الرسل ما ذكروا