مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

109,23 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

حوار بين الكادح والمدير / المندوب العمالي محمد ولد الشين

خميس, 13/04/2017 - 07:39
المندوب العمالي محمد ولد الشين

قال المدير وصل شهر تحقيق الاحلام والمشاريع المستقبلية.
فأجابه الكادح .ذلك فقط بالنسبة إليكم أنتم معشر الكبار
فقال المدير :انت ايضا تنال نسبتك من المكافئة السنوية.
 عندها أطرق الكادح هنيهة وتراءت له كل معاني الظلم في تلك الكلمات وأوجعه اكثر ان الممارسين من ابناء جلدته.
ثم بدأوا نقاشا تلاقح فيه ثالوث من الحقوق والفلسفة وعلم الاجتماع.
 قال المدير ان المكافئة تكون لزاما حسب مسؤولية الشخص. واورد حججا بأن العامل البسيط هو الاقل مسؤولية من المفهوم الوظيفي وتعلو تلك المسؤولية كلما علت الرتبة الى ان نصل الى شخص المدير .
 وان تلك المسؤولية هي حمل ثقيل .يؤرق صاحبه ليلا نهار ويعرضه لمختلف الضغوط بحكم منصبه.من الدولة والعمال وحتى من الشركاء الاجنبين .
 وان مصيره الإقالة عند ابسط إخفاق وربما المحاسبة القضائية حسب نوع الخطأ .بل وحتى انهم قد ينتحرون.
إستمع الكادح مرة اخرى لهذا المنطق ورغم شهاداته العادية ومستواه المعرفي المتواضع.
الا ان الحق انطقه فتزاحمت في حنجرته  الكلمات.وتسابقت فوق اطراف لسانه تخوض صراعا وجدانيا للخروج. رغم انها تعرف يقينا انها تموت حين تقال.
 أجاب الكادح بسرعة: ماذكرت ياسيدي المدير عن الانتحار هو حشو ترفضه عقيدتنا ومقدساتنا وماذكرت عن الاقالة والمحاسبة فذاك ايضا حبر على ورق ..فكم من مسؤول كانت إقالته أقرب للجزاء من العقاب ثم اذكرلي مسؤولا واحدا في هذه المؤسسة أوصله خطأه الى المحاسبة القضائية. 
نحن لسنا على التلفزيون .فدعنا رجاء من الكلام الإنشائي .وحتى إن صح ماتقول .
 فالكادح ايضا عليه مسؤولية لايستطيع التهرب منها .وهي شرط لكل تكليف يفرضها المنطق والتعاقد والتفاني.
فانا مسؤول بطبعي عن اي عمل اقوم به ولست محصنا.عند اي تقصير من جانبي
تحيطني الضغوط من كل جانب بمتطلبات حياة لم يواكبها دخلي إلى اليوم.
ائد احلامي يوم بعد يوم..فاواريها الثرى دواليك
وعن الفصل ...
فكم من كادح فصل تعسفا من دون مستحقات عندما أخطأ.
 ولنا الكثير من الامثلة في ذلك.

وهناك جانب آخر قد لا تحس به ياسيدي المدير وهو انني قد ادفع الثمن من جسمي او من حتى حياتي عند أي تقصير....
فكم من عامل اعجزته الاعاقة او تشوه جسمه عندما فاجئته عوامل الخطر من ضغط وحرارة....الخ
وكم من عامل ودعناه عندما أخطأ تقدير وزن حمولة معلقة.
وكم من عامل ودعناه عندما اخطأ تقدير إنحناء طريق في الثلث الأخير من الليل.
وكم عامل ودعناه عندما رجع عليه شريط نقل منقطع.
 ....وكم !!.......وكم!!!!............وكم.

تفاجأ المدير بهذا الجواب ..فقرر ان يحلق بمستواه ومعارفه عاليا فوق دفاعات الكادح. 
 وبدأ هجوما مضادا أسسه على مبدأ التفاوت والفروق مرتكزا على نظريات الرأسمالية والرأسمالية الحديثة.
ثم قال إن مبدأ العمل بالرتب يفرض التفاوت لزاما..وشيء من مفاده أن الكادح يجب ان يبقى فقيرا  لكي يظل ينتج ولكي لا يغادر.
عندها قاطعه الكادح ثم قال مستسمحا: 
 انا لست ضد التفاوت وهو من ابجديات المسلمات عندنا ..ولكن ذلك التفاوت هو في المرتبات حسب الرتب والسنين..
الم تكفيكم 12 شهرا من التفاوت على مدار العام؟..
نحن هنا ياسيدي المدير نتكلم عن مخصصات أقرب للمكافئة الاجتماعية من كونها راتب مستحق.
 وتعلمون جيدا ان المرتب بالكاد يكفي لحياتنا اليومية وان تلك المكافئة هي السبيل الوحيد لتحقيق شوارد الاحلام والمشاريع .
كيف لك ان تقر ذلك الحق لنفسك وتمنعه علي؟
انا يا سيدي لا اعمل تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة حيث العمل مقابل الغذاء. ..
انا ياسيدي إنسان اريد لإبني ان يكمل تعليمه وأريد إقتناء قطعة ارضية  من تراب الجمهورية الإسلامية الموريتانية لأشيد عليها أمتار من الاسمنت تأويني أنا وعيالي.
واوافقكم سيدي المدير بأن المؤسسات يجب أن تحافظ على عمالتها وموظفيها ..
ولكن بالمكافئة والترغيب وليس بسياسة الغبن والتجويع.
 وهناك أمر آخر لم تتفطن له ياسيدي المدير وهو محور العلاقة مابين العمل من اجل العمل والعمل من اجل الانتاج.
فالفرق واضح اذا كنت تريد انتاجا معتبرا من حيث الكمية والكيف.
 دارت مصانع العالم في النصف الاول من القرن الماضي باقصى طاقاتها وانتجت ملايين الأطنان من الحديد .سفنا وبوارج وصواريخ وطائرات ومدافع ورصاص..
انها الحروب العالمية ..حيث كان العمال هناك من الاسرى في الغالب او من المدنيين المرهبين.
ولكن اليوم وفي ظل تحييد عامل الترهيب بفعل تقدم الزمن..فلم يبق إلا خيار الترغيب
فابذل وأشرك الجميع ان كنت فعلا تحب هذه المؤسسة..
 ولا يثنيك عن ذلك تأوه مدير او تحفظه..فيكفيه من المكافئة ان كان فعلا إطارا ان يرى ارقام الانتاج والمبيعات تتهاوى في نهاية العام..

بدا المدير يستصيغ الحق ..ثم اسر للكادح.
انا لدي مجموعة من الاطر ستكون متضررة ماديا من اي إجراء يساوي بين العمال في المكافئات.
عندها أجابه صاحبنا .
اين كانوا عندما كنا نجافي الاحبة مودعينهم لظلمات الليالي؟..إسألهم
أين كانوا أيام العطل و الاعياد؟؟؟
حين كنا نتقاسم الفرحة مع الجبال والآلات ..إسألهم 
أين كانوا عندما كانت عوادم الشاحنات تلطف الاجواء في هزيع الليل الاخير؟؟؟؟
 أين كانوا ؟؟...اين كانوا؟؟؟؟...أين كانوا؟؟؟؟

إن القسمة العادلة والمثالية ياسيدي المدير .هي ان تكون المكافئة وفق المجهود البدني المبذول ..
فيكون الاضعف رتبة هو أكثرنا مكافئة وتتناقص الحصة كلما كبرت الرتبة وخفت مشقة العمل .
ولكن هذا النوع من العدالة الاجتماعية لربما يكون متقدما على هذا الزمان..
 لذا فدعنا نجعل القسمة بتوزيع مبلغ المكافئة بالتساوي بين جميع العمال....

وهنا عند هذه النقطة توقف الكاتب عن كتابة هذه الحكاية ..
وقبل ان يلملم الكتاب..وضع ملاحظة على الهامش يجيب فيها على نفسه فيقول:
قد يحقق النضال النقابي كل شيء من تطلعات الشغيلة.
 من زيادة وعلاوات بالسبل المواتية لذلك..ولكن في هذه النقطة بالذات لا أعول فيها الا على معركة الوعي .
 لأن من يفترض بهم الدفاع عنها لايطرحونها بهذا الشكل للاسف فمنهم من يطالب بتقليل الفوارق (وهو المعتمد حاليا )
 ومنهم من يرفض المطلب من الاساس ويرى الاجحاف في مساواة العامل اليدوي فمن هو اعلى منه رتبة ولاسبيل في المنظور لجعلهم يغيرون هذه الاراء كما لاسبيل يجعل العمال يفرضون عليهم هذه الافكار.ففي النهاية......
 تاسف الكاتب ايضا على ان الدفاع عن هذه النقطة وكسب معركة القلوب يمر بطريق لابد وان يجعله يحتك مع بعض الرفاق ..فققر التوقف هنا لان الهدف من الاساس ليس ذلك.

وعندما لملم الكتاب ..نهره فضولي من خلفه قائلا .لقد رايت كل شيء ولم يفتني ماتحاول الذهاب إليه.
عندها أجابه ان اطمان..
فتلك ليست طريقتي..
انا هنا أكتب بتجرد وصدق عاطفة .مباشرة من القلب ولا مكان عندي لتلك الحسابات المرحلية .
 انا أكتب بإحساس بالالم.وكما تعرف فالألم هو الشيء الوحيد الذي لا استطيع ان امثله.

#دمتم.